رأى الدكتور سلمان العودة، الأمين العام المساعد لاتحاد العلماء المسلمين، أن الأزمة الحادة التي تمر بها مصر ليس لها بديل عن مسارات ثلاثة، تتمثل في الحوار المجتمعي الحقيقي والجاد، أو الاحتكام إلى صناديق الاقتراع والانتخاب للفصل بين طرفي النزاع، محذرًا من أن البديل الثالث سيكون التفاني والاحتراب.
وأوضح العودة في مقال له نشرته صحيفة الأهرام المصرية تحت عنوان: (مصر ليست لنفسها) أنّ مسارات الأزمة تتمثل في ثلاثة بدائل أولها هو التوافق المجتمعي القائم علي صناعة مناخ جاد للحوار وزرع الثقة وإقصاء كل عوامل الريبة والشك، مشيرًا إلى ضرورة ألا يحتكر طرف الدعوة إلى الحوار, بل يتنادي إليه الجميع في ظلّ شفافية تتسامى على المصالح الشخصية والفئوية.
أما المسار الثاني، بحسب العودة، فيتمثل في الاحتكام إلى الآليات التي توصلت إليها البشرية بعد الحروب الدامية كالاستفتاءات والصناديق, مشددًا على أنه لا شيء من قراراتنا البشرية مقدس, أو فوق الشعب, ولا ناطق باسم الشعب إلا الشعب, ومن حق الناس أنَّ تقول لا! لفرد أو حزب أو جماعة أو حكومة أو إجراء أو برنامج، محذرًا من أنَّ البديل الثالث هو التفاني والاحتراب.
وقال: “لست أخفي أنني طيلة هذا الشهر الكريم كنت قلقًا من أن تنزلق مصر إلى حالة من الفوضي والاقتتال, كالذي يحدث في سوريا, ولكن المبادرات المحلية والدولية أعطت بعض الأمل”, مشيرًا إلى أنَّ الانتصار لن يحدث دون تنازلات جادة من الغرماء.
وأكَّد العودة أنَّ ما يجري في مصر لا يخص المصريين وحدهم؛ لأنَّ مصر ليست لنفسها بل للعرب والمسلمين, مشيرًا إلى أن “التجربة المصرية سوف تستنسخ في بلاد كثيرة, ويجب أن تكون تجربة مستوعبة قادرة علي احتواء التيارات والمذاهب والأطياف وليست ثوبًا مفصلاً على مقاس خاص”.
وحذر من أن توحد مقاسات الشعب وفق رؤية مؤدلجة مريضة، لا تعرف إلا في المجتمعات الفاشية، موضحًا أن الدولة المدنية تنظم علاقة الإنسان بأخيه وفق عقد اجتماعي, أما الدولة الشمولية فتتدخل حتي في علاقة الإنسان بربه, وكيف يؤدي واجباته الدينية.