يعتقد البعض من المثقفين العرب والمسلمين الذين لا يقرؤون عن الاسلام كما يقرؤون عن الليبرالية والعلمانية ظنا منهم ان هناك حرية فى بلاد الغرب تفتقدها الشعوب العربية والإسلامية فى المواطنة واحترام الحقوق والحريات والواقع ان ثقافة المواطنة فى بلاد الغرب لازالت تتميز بالعنصرية والطبقية ومنها ثقافة اللون والجنس والعرق وغيرها ، إلا ان سبب ضعف ادارة الحكم فى البلاد العربية والإسلامية القائم على الاستبداد والقمع لحقوق المواطنه فيها جعل بعض شباب العرب والمسلمين يتبعون سياسات الغرب فى تكثيف هجماتها على الاسلام وانه لا يصلح لهذا الزمان الذي يعيشون فيه ،بالرغم ان الغرب يدركون ان منهج الاسلام المعتدل يقوم على إعطاء الحقوق والحريات ولم يفرق بين اللون او العرق او الدين او اللغة او الارض وكانت شهادة الاورمان التاريخية ان الاقليات تجد حقوقها كاملة غير منقوصة فى ظل الاسلام بعد تلك المعاناة التى تعرضوا لها فى بلاد اوربا من تصفية شاملة ، ولذلك لسنا اليوم بصدد الدخول فى سجالا مع بعضنا البعض كمسلمين لكننا اليوم أحوج ما نكون الى الاعتزاز بمنهج ديننا الاسلام وان نشر ثقافته على جميع الاوساط العربية والإسلامية وأحرار العالم بأننا نتملك الكنز الثمين الذي فرط به حكام العرب والمسلمين لعدة عقود مضت ، وما يحدث اليوم بعد ثورات الربيع العربي هو محاولة لإظهار ان هناك احزاب دينية سياسية وتناسوا ان الاسلام دين ودولة وان الرسول محمد ابن عبد الله صلى الله علية وسلم اول من نشر ثقافة المواطنة وجعلها من اسس بناء الدولة المدنية فى يثرب التى كان يسكنها المسلمون واليهود والنصارى وغيرهم فكان حكم الاسلام انذاك يقوم على أساس العدل والقسط والتعايش من اجل الشراكة الفاعلة فى تحقيق السلم والأمن الاجتماعي انذاك ، ولذلك وجب علينا كمسلمين ان نكون على دراية شاملة بين مفهوم المواطنة فى الاسلام وما يدعيه الغرب فى تفسيرهم لموضوع المواطنة وارتباطا بذلك فإننا نجد أن الاسلام والحضارة الاسلامية قدمت نموذج شامل للمواطنة لا يقصى منه احد ،بسبب اختلاف المله او الدين او النوع او العرق وبرغم التنوع إلا ان الانتماء للأمة واحد ، وما يحمله الاسلام من نظرة إنسانية شاملة للوحدة الانسانية بما فيها المساواة فى الحقوق الواجبات التى تشير الية الايات القرآنية الكريمة(يأيها الناس انا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا) وقد انطلق الاسلام فى نظرته للمساواة أن السلم هو اساس العلاقة الاصلية بين الناس ومن ثم فإذا احتفظ غير المسلمين بحالة السلم فهم فى نظر الاسلام إخوان فى الانسانية ويتعاونون على خير الامة واستقرارها وتنميتها ولكل دينه يدعوا الية بالحكمة والموعظة الحسنه الى جانب مبدأ المساواة والعدل والقسط التى حث عليها الاسلام وشهد بذلك فئات غير المسلمين الذين عاشوا فى ظل نظام الاسلام وليس فى ظل عهد دويلات لا تعطى للإسلام المكانة التى ينبغى ان يكون عليها فى الدول العربية والإسلامية. فعلينا كشباب واعي يريد ان يكون له مكانة فى وطنه ان يكون مقتنعا ان الاسلام هو منهج حياة يحقق لجميع الناس فى العالمين تحقيق الاخوة والتواصل ومتابعة الانجازات التى ينبغى ان عليها جيل الشباب من أبناء الاسلام ان يغيروا ما فى ثقافتهم ان الغرب هم مصدر المواطنة المتساوية رغم وجود العديد من الانتهاكات والتجاوزات يرتكبها الغرب يوميا لا تمس لهذا المفهوم بأى جانب ايجابي ومنها تمترس بعض الاقليات اليوم وراء الهجمة الشرسة على مؤيدى التيارات الاسلامية ولم يكونوا منصفين فى هجومهم الكبير في سبيل العودة الى عهد العسكر والطوارئ والقمع والاستبداد واستباحة الدماء للمتظاهرين العزل وذلك مقابل انهاء اي توجه مستقبلي لبناء ديمقراطية حقيقيه تؤسس لبناء الدولة المصرية القوية التي تمثل عمود الخيمة العربية ويمثل اعتمادها على تحقيق الاكتفاء الذاتي وتبنى مشاريع عملاقة للنهضة والتنمية سيكون له أثرة الكبير على رفع مستوى الاقتصاد الوطنى ولذلك كانت المؤامرة باسم حقوق الاقليات ومحاولة نشر الشائعات التى تؤثر على الاداء الناجح للمشروع الاسلامي المعتدل على حساب طرف اخر يتمتع بالتبعية للغرب والشرق ولذلك ما يحدث من محاولة لإجهاض ثورات الربيع العربي هو مؤامرة عالمية امريكية اوربية عربية مشتركة لمنع منهج الاسلام المعتدل الذي أصبحت الشعوب العربية الثائرة منها والت لا زالت تحت حكم الامراء والملوك تجزم على نفسها ان المواطنة المتساوية جاء بها الاسلام وكفل فيها كامل الحقوق للإنسان بغض النظر عن المعتقد واللون والجنس ومهما حاول الغرب الادعاء بوجود المواطنه المتساوية لديهم إلا ان هنالك دلائل واقعية نشاهدها اليوم ان هناك تمييز عنصري كبير لدى تلك الدول فى محاربة نتائج اختيار الديمقراطية الحرة كونها جاءت بمثليين لا يتمتعون بالتبعية والعمالة لهم وهو ما يزيد كشف المؤامرة الاقليمية والعربية والمحلية من العلمانيين والأقليات فى منع اى رئيس او حكومة منتخبة تأتي بمشاريع تناقض مشاريعهم التى يخططوا لها فى الشرق الاوسط الجديد ولذلك نقول للغرب ان قيم المواطنه لديكم ورعايتكم للديمقراطية بهذا الشكل كشفت للشعوب العربية والاسلامية زيف ما تتدعون وان ارادة الشعوب الحرة لايمكن قهرها مهما كلفها ذلك من ثمن فى التضحية من اجله فلا يوجد حقوق للانسان الذي يموت بدم بارد وهو ساجد او فى الميادين للمظاهرات السلمية التى تطالب بنيل حقوقها المغتصبه من قبل المستبدين العسكريين الذين لا يعطون حرمة للمساجد ولا للاسرى والمعتقلين المصريين المعارضين لهم بل يقتلونهم فى السجون وفى التحقيقات لانهم يهتفون بسقوط حكم العسكر ورفض الانقلاب الفاشي الذي يقتل ابناء شعبه بهذه الطريقة البشعة التى تفوق الى جرائم ضد الانسانية .
Adelmozab2012@gmail.com
المواطنة وحقوق الانسان فى مصر !!!
اخبار الساعة - بقلم د.عادل معزب