أخبار الساعة » السياسية » عربية ودولية

صاروخ «كورنيت» في غزة يقلق إسرائيل ويغير قواعد اللعبة مع حماس

- عبد الكريم الحزمي
حذر الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، أمس، من عدوان إسرائيلي جديد على قطاع غزة، وقال خلال استقباله في مقر الرئاسة بمدينة رام الله، ممثل الاتحاد الأوروبي لدى السلطة كريستيان بيرغر، إن أي عدوان جديد، سيضع العملية السلمية برمتها في خطر حقيقي، وسيؤدي لانهيار الجهود الدولية لإنقاذ السلام. وطالب أبو مازن دول الاتحاد الأوروبي بلعب دور أكبر في عملية السلام، لما تتمتع به من ثقل سياسي واقتصادي كبير يمكنها من التأثير على كافة الأطراف لدعم السلام. وجاء حديث عباس ليؤكد حالة القلق التي تنتاب قيادة السلطة من شن إسرائيل حربا جديدة على القطاع، لم تنف قيادة الجيش الإسرائيلي احتمال حدوثها في ظل تبادل الهجمات الصاروخية على الحدود مع غزة. وقالت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أمس، إن التخمينات لدى هيئة الأركان، تقول إنه رغم التقديرات الاستخباراتية الأساسية بأن حركة حماس ما زالت تحاول منع تكرار عملية «الرصاص المصبوب» إلا أن ثمة احتمالا قويا باشتعال الموقف على الجبهة الجنوبية وبخروج الوضع عن السيطرة وانفلات زمام الأمور عاجلا أم آجلا. ويتوقع الجيش أن استمرار إطلاق الصواريخ من شأنه أن يتطور إلى مواجهة أخرى مع حماس.

وحقيقة الأمر أن صاروخا مضادا للدروع وصل إلى قطاع غزة حديثا حسب المزاعم الإسرائيلية، هو الذي أثار غضب وقلق إسرائيل وحملها على التفكير والتهديد بحرب جديدة. وقالت «هآرتس» إن تحسين القدرة الصاروخية المضادة للدروع في غزة أصبح مدعاة للقلق لدى قيادة الجيش. وأقر رئيس الأركان الإسرائيلي الجنرال غابي أشكنازي بهذه القدرة المتطورة. وقال إن دبابة «ميركافا» تعرضت فعلا قبل نحو أسبوعين لإصابة من صاروخ «كورنيت» مطور، موضحا أن احتمال إطلاق صاروخ من هذا الطراز على تجمع سكني إسرائيلي من شأنه أن يلحق خسائر وأضرارا أشد فتكا من قذائف القسام.

وقال أشكنازي أمام جلسة برلمانية مغلقة «في 6 ديسمبر (كانون الأول) وللمرة الأولى أصاب صاروخ كورنيت دبابة إسرائيلية واخترق درعها، لحسن الحظ لم ينفجر داخل الدبابة. إنه صاروخ ثقيل ضمن أكثر الصواريخ خطورة التي شهدناها على هذه الجبهة ولم يستخدم حتى أثناء حرب لبنان».

وأمام ذلك قرر الجيش الإسرائيلي نشر كتيبة الدبابات الوحيدة المزودة بدرع جديدة مضادة للصواريخ على الحدود مع غزة، ومن المفترض أن يكون قد أجرى أمس تجربة على قدرة هذه الدروع التصدي لصاروخ «كورنيت». وبحسب (مكتب «كي بي بي» لتصميم المعدات)، الشركة المصنعة لصواريخ «كورنيت» ومقرها مدينة تولا الروسية يمكن لهذا الصاروخ اختراق درع يصل سمكها إلى 120 سنتيمترا من على بعد 5.5 كيلومتر. و«كورنيت» موجه بالليزر ومزود بأجهزة استشعار للحرارة لتسهيل استخدامه ليلا. وبداخل رأسه الحربي شحنة شديدة الانفجار تزن 10 كيلوغرامات. أعربت مصادر عسكرية عن اعتقادها بأن «الكورنيت»، وصل إلى القطاع من إيران. وتخشى الأجهزة الأمنية أيضا من استهداف القطارات على السكك الحديدية الجديدة بين بئر السبع وتل أبيب القريبة من الخط الفاصل. وأجرى قادة الجيش لقاءات مع مقاولي مشروع السكك الحديدية الجديد لإيجاد حلول كفيلة بحماية القطارات مثل بناء أنفاق أو جدران محصنة. وبحسب «هآرتس» فإن حماس تسعى لتحديد قواعد اللعبة في المنطقة من جديد وسيتضح خلال الأيام القريبة ما إذا كانت إسرائيل ستنجح في جهودها لإعادة ميزان الردع أم لا. وتقول «هآرتس»: «في غياب قناة اتصال مباشرة بين الطرفين تمر الرسائل المتبادلة بشكل خاص من خلال استعراض العضلات. لذا ستستمر على ما يبدو المناوشات بين الطرفين خلال الأيام القريبة. غير أن الحديث يدور هنا عن لعبة خطرة: سقوط القذيفة الصاروخية أمس قرب روضة للأطفال في كيبوتس قريبا من عسقلان يعيد إلى الأذهان الخطر الكامن في ما لو سقطت القذيفة مسافة عدة أمتار عن مكانها ولو أدى ذلك إلى مقتل أطفال، لكانت الأمور انتهت إلى نتيجة مغايرة تماما». وأطلق عدد كبير من الصواريخ هذا الشهر على تجمعات إسرائيلية، وقتلت إسرائيل في القطاع 12 فلسطينيا بينهم نشطاء مسلحون. وتقدمت إسرائيل أمس بشكوى إلى الأمم المتحدة. وحملت رسالة إسرائيلية إلى أمين عام المنظمة الدولية بان كي مون، حركة حماس مسؤولية إطلاق هذه القذائف «بما ينتهك القانون الدولي». ودعت الرسالة مجلس الأمن الدولي إلى توجيه رسالة واضحة تؤكد رفضه لهذه الاعتداءات، وتذكر بحق إسرائيل في ممارسة الدفاع عن النفس إزاء هذه الاعتداءات.

المصدر : وكالات

Total time: 0.0446