ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن تنظيم القاعدة كلف خلايا مهندسين تابعة له باكتشاف وسائل تمكِّن من إسقاط الطائرات دون طيار أو التشويش عليها، أو اختطافها من بُعد، باستغلال نقاط الضعف التكنولوجية بهذا السلاح الذي كبد القاعدة خسائر بشرية كبيرة تُقدر بالآلاف.
ونشرت الصحيفة في تقرير لها اليوم معلومات عن وثائق عالية السرية للاستخبارات الأميركية عن برنامج تتبناه القاعدة للتصدي للطائرات دون طيار حصلت عليه من إدوارد سنودن المتعاقد السابق مع وكالة الأمن القومي الأميركي الذي تطارده واشنطن حاليًا.
وقالت كذلك: إن من ضمن ما حصلت عليه تقريرًا سريًّا للغاية عن المعلومات حول جهود القاعدة لمواجهة الطائرات دون طيار بعنوان "تهديدات أمام الطائرات دون طيار"، وهو عبارة عن ملخص لعشرات الوثائق التقييمية من قبل وكالات الاستخبارات الأميركية المختلفة منذ عام 2006.
ويشير التقرير إلى أنه ورغم عدم وجود دليل على أن القاعدة قد نجحت في إسقاط طائرة دون طيار أو تدخلت في مسار طيرانها، فإن مسؤولي الاستخبارات الأميركية ظلوا يتعقبون بشكل وثيق منذ عام 2010 الجهود المثابرة للتنظيم لتطوير إستراتيجية لمواجهة هذه الطائرات.
وأشارت واشنطن بوست إلى أنها لم تنشر بعض المعلومات التفصيلية بالوثائق السرية التي ربما تسلط الضوء على نقاط ضعف معينة بالطائرات دون طيار.
ونقلت عن مسؤولين أميركيين وخبراء ملاحة جوية قولهم: إن النقطة الضعيفة في الطائرات دون طيار هي الاتصال بالأقمار الصناعية والتحكم من بعد الذي يمكِّن الطيارين من تسيير هذه الطائرات من بعد، ويبلغ أحيانًا آلاف الأميال.
وذكرت أن وكالة الاستخبارات الدفاعية الأميركية (دي آي إي) أبلغت بأن القاعدة تشرف على مشروعات بحثية لتطوير أجهزة تشويش لتعطيل بث إشارات نظم تحديد الأماكن الجغرافية (جي بي إس) ومعدات الأشعة الحمراء التي تحدد للمتحكمين في سير الطائرات دون طيار الأهداف التي يجب أن يوجهوا لها الضربات.
وتشمل هذه المشروعات البحثية أيضًا تطوير مناطيد مراقبة وطائرات صغيرة يتم التحكم فيها بموجات الراديو أو طائرات التدريب للهواة؛ لمراقبة سير الطائرات دون طيار.
وتقول الوثائق: إن رجال القاعدة ربما يحاولون استخدام "الليزر والأضواء الساطعة" لتعطيل كاميرات ومعدات الاستشعار بهذه الطائرات، كما توقعت أن يحاولوا استخدام مستقبلات صوت غير متطورة لتحديد أماكن الطائرات أو "أساليب تشويش بسيطة" للتدخل في طيرانها واتصالاتها.
وقالت الصحيفة: إن للقاعدة تاريخًا طويلاً في تجنيد مهندسين مدربين وآخرين بخلفيات علمية، وإن الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) أشارت في تقرير سري عام 2010 إلى أنها لاحظت أن القاعدة تركز على تجنيد فنيين وخاصة في مجال الطائرات دون طيار وتكنولوجيا الصواريخ.
وأشارت إلى أنه وفي يوليو/ تموز 2010 أبلغ أحد كبار قادة عمليات القاعدة (واسمه عطية عبد الرحمن) أحد المواقع الإلكترونية للتنظيم بأنهم لا يحتاجون مقاتلين عاديين بل يبحثون عن كوادر متخصصة علميًّا للانضمام للتنظيم.