اخبار الساعة - عباس عواد موسى
ألدبلوماسي المقدوني أوغنين ماليسكي يكتب لسوريا : حتى نلتقي في الحرب القادمة
ترجمة : عباس عواد موسى
مثلما هو الحال في كثير من القضايا الأخرى , فإن المشهد السوري لن يتم حله وفق المباديء الأخلاقية , فلا بديل للقوة كي تحل الأزمة السورية والجبروت لازم هنا لحفظ مصالح كل طرف .
وبقدر ما يأخذكم العنوان لشيء مسموع أو مرئي فأنتم في الطريق الذي سلكته إليه . عنيتم إذن ما أقصد , إنه الفيلم الذي أخرجه السلوفيني اليوغوسلافي جيفووين بافلوفيتش عام 1980 والذي يروي قصة مثيرة لأحد الأذكياء وهو يعايش الفوضى . ووجدته يناسب الوضع السوري الراهن الذي بات ينتظر فعلاً من الجيش الأمريكي . والرئيس الأمريكي الحائز على جائزة نوبل للسلام يقف أمام معضلة تاريخية : أأتدخل عسكرياً أم لا ؟ , وكلا الجوابين يلد أسئلة متعددة . وحتى أنك لا تستطيع مقارنته بأحداث مشابهة في الماضي البعيد وحتى الواقع القريب , ولذا فالرئيس الأمريكي يجري حساباته بشأن التدخل وآثاره على الصعد ( الوطني , الإستراتيجي , السياسي , الإقتصادي , الأمني ... ) .
يبدو الوضع للكثيرين أن الوضع السوري يشبه وضع العراق قبل عشر أعوام ولكنه في الحقيقة يختلف . فحينها كانت أحداث الحادي عشر من أيلول ماثلة في أذهان الأمريكيين فكان التبرير حاضراً وقتئذٍ عكس الآن . ف 61 % من الأمريكيين مع التدخل العسكري طالما أن ذلك يصب في الصالح الأمريكي وفقط 27 % مع التدخل على إطلاقه . و59 % ضد تسليح المعارضة وفقط 27 % مع تسليحها . وفيما نجد أن 49 % يؤيدون قصف مواقع النظام بالصواريخ وبما لا يهدد حياة الأمريكيين نجد أن 38 % يقفون ضد ذلك .
ولم تقف الإنقسامات عند هذا الحد . فقد شاهدنا الإنقسامات في صفوف الديموقراطيين والجمهوريين على حد سواء . وقد لاحظنا في رسالة الجمهوري جون بينر ( يرأس كتلة الجمهوريين في النواب الأمريكي أيضاً ) التي وجهها لباراك أوباما يوم الأربعاء الماضي خشيته من تغيير نظام دمشق حالياً لأن ما جرى في بغداد وطرابلس والقاهرة يشير إلى أن هكذا أسلوب يقوّي الجماعات الراديكالية الإسلامية ويعيد القاعدة لتتسلم زمام المبادرة .
والكثيرون كذلك ينظرون إلى الفرق بين الرئيسين الحالي وبوش الإبن . فأوباما ليس بحازم ويحلل آخرون لا فرق لكن سوريا بلا نفط فلا يلزمنا التدخل فيها . وعند الحديث عن دكتاتورية النظام واستخدامه السلاح الكيماوي فإنه يعرونا كذلك هروب الحلفاء كبريطانيا من المشاركة في الحملة العسكرية .
وعلينا أن لا نغفل الموقف الروسي الصيني الرافض للتدخل العسكري . ففي سوريا آخر معاقل روسيا في الشرق الأوسط . وقد بتنا نعرف أن سيرغيي لافروف هو أصلب المدافعين عن نظام دمشق . وقرأنا نكتة نشرها على مواقعنا نحن الدبلوماسيين تقول ( إعلم أيها النظام أنه في حال تكرارك استخدام الأسلحة الكيماوية فسنضطر لدعوة مجلس الأمن للإنعقاد ) . والنكتة ليست بعيدة عن حياتنا المعيشية وواقعنا الراهن .
ولكن من المرجح أيضاً أن تقصف الولايات المتحدة منشآت للنظام طيلة يوم أو يومين غير محتاجة لقرار من مجلس الأمن كعقوبة للنظام .
وللأسف كل ذلك يجد تبريره الوحيد : من سيخلف بشار ؟
لسوريا جيران . وأحد اللبنانيين يرسل كثيراً من النكات اللاذعة على هذا النظام الذي تدخل في كل شيء في لبنان ولم يدعه يهدأ طيلة عقود حكمه .
ألمشكلة الصغرى - سوري واحد على القمر . ألمشكلة - ألف سوري على القمر . ألمشكلة الكبيرة - مئة ألف سوري على القمر . وأما مليون سوري على سطح القمر فيعني حل المشكلة .
المصدر : عباس عواد موسى