اخبار الساعة - عباس عواد موسى
إنتخابات على ظهور المؤمنين
ألكاتب البوشناقي : ياسمين الرجبي
ترجمة : عباس عواد موسى
وقحٌ هذا العالم وفجّ وهو يصطف إلى جانب نظام الطاغية السوري , الذي أباد شعبه ودمّر بلده ومزّق عروبته . وأما دينه فهو كره الأديان جميعها فلم يسلم من قصفه مسجد ولا حتى كنيسة . ومثلما هو حالنا في جنوب الشرق الأوروبي حالياً كان حال الشعب السوري على مدار عقود حكم هذا النظام الذي يسّر ترسيخ الفساد والإفساد ومنع تراخيص بناء المساجد . وهنا يستوقف الكاتب ياسمين الرجبي ليؤكد إن الشعوب تحالف الشعب العربي السوري فيما تقف هذه الأنظمة المجنونة إلى جانب النظام وتشجعه على إبادة شعبه العظيم . ولعلي هنا , أورد خبر المعركة العنيفة التي وقعت قبل ثلاثة أيام بين شرطة جمهورية البوسنة والهرسك ومجموعة من الشبان الذين بدأوا بوضع حجر الأساس لبناء مسجد بمنطقة لليدا بولينا في العاصمة سراييفو والتي لا تزال قائمة .
منذ عام مضى , ولم يصل للمسلمين المقدون اعتذار عن الإساءة التي تعرضوا لها في دينهم أثناء عرض كرنفال مدينة فيفتشانِة . ومثلما كان لا يزال , فالمتهم هو الإسلام الراديكالي ويبعدون التهم عن المستفزين والمحرضين . وطيلة عبق التاريخ الإسلامي المجيد لم نجد لوماً يقع على عاتق المسلمين فقد أحسنوا للجميع حتى الذين أساؤوا لهم , ولكنهم محسودون , لأنهم أغلظوا جهادهم للأعداء والمنافقين وأصحاب الدسائس الملعونون .
ألمشكلة التي وقعت في بلدة أوكتيسي جاءت قبل الإنتخابات المزمع إجراؤها في مقدونيا , ولم تكن صدفةً زيارة رئيس الحكومة نيكولا غرويفسكي لها , بل لحسابات حزبية تخصه . فقبل أن تولدون , عاش المسلمون والنصارى بسلام على مر القرون , نعم , ألأغلبية المسلمة لم تضطهد الأقلية النصرانية في غورنو مالوو والكنيسة قائمة فلماذا لم يجلسوا على مائدة حوار لمناقشة أراضي الكنيسة إن وجدت ؟
وإنه لمن المؤكد , قيام العلمانيين والليبراليين وأمثالهم بتحريك نصارى من القرى والبلدات المجاورة للقدوم وإثارة الفوضى ويدعون بكذبهم وافتراءاتهم الخبيثة على الراديكاليين المسلمين , ويدعون بإيمانهم بمدنية الدولة . هؤلاء البشاريون الطغاة , علينا كشفه وجههم الخبيث ومؤامراتهم المستمرة ضد الإسلام والمسلمين .
ومن المدهش أن النصرانية التي لا تقبل تسويات أراها تقبل خوض السياسة , وهل يقبل أتباعها ببقاء الأصابع الخفية تتلاعب بمصيرهم ومصير الأمم والشعوب كحال الكنيسة الروسية التي حركت الثورة البلشفية وغرست باسم الشيوعية أتباع لها وها هي تحرك مواقف مؤيدة لطاغية الشام وكافة الطغاة الذين يروقون لهؤلاء المفسدين . ومثلما سمعنا تصريحات اليازجي في الشآم المؤيدة بالمطلق للنظام على غرار موقف المطارنة الروس , سمعنا تصريحات فظة من مطران أوكتيسا هنا .
ألعالم محتقن وليس في مصر والعراق وسوريا فقط وإنما عندنا أيضاً , بسبب الكنيسة والحزب السياسي . ولا أحد يجرؤ على الكتابة في هذا الموضوع الذي ثبت فيه أن الطغاة هم من يدمرون الكنائس لأغراض مصالحهم المشينة . ووضعوا التطرف عندما زوّروا بهتاناً ( أنا لم آتِ لنشر السلام في الأرض , لنشر السلام , بل السيف ) هؤلاء هم النصارى المتطرفون ويلتقون بالأيديولوجية الصهيونية والطغاة المُنَصّبون لتنفيذ الأوامر . إن الأمة تلدها العادات والتقاليد والدين يتم بالإختيار وتحل المشاكل بالحوار لا بالتهديدات والتحذيرات التي نسمعها من كافة الوزارات والدوائر المعنية وغير المعنية .
وأما وسائل الإعلام فهي شريكة في هذه المؤامرات , وإلا فكيف تطلب تصريحات من الإتحاد الإسلامي ولا تكشف وجوه المحرضين وأدوات استفزازاتهم القميئة .
لا تشتموا الإسلام وإياكم ومعاداته , فمصير طاغية الشآم سترونه قريباً , وقريباً جدا . ولا نريد أن تُجرّ الأمم من خلال مساجدها وكنائسها لدعايات إنتخابية لأحزاب طغاة وبلطجية وشبيحة .
المصدر : عباس عواد موسى