لا أجد علاقة موضوعية بين الملاكمة بمضامينها العنيفة وبين مؤتمر الحوار الوطني حتى يتم الترويج للملاكمة تحت شعار "نعم للحوار الوطني" *الحوار خيار سلمي فيما الملاكمة إحدى أسوأ أنواع الرياضات العنيفة ..لأنها تعتمد على إيذاء الخصم والضربة القاضية فيها أفضل طرق خطف الفوز..
هل شاهدتم مساء أمس ملاكماً في قاعة 22 مايو بصنعاء والدماء تنزف من أنفه كمثل على دموية هذه الرياضة *عذراً ..فالعبد لله لا يفهم كثيراً أو حتى قليلاً في "البزنس"..لكن في الحلق غصة لأن كرة القدم اليمنية محظورة دولياً بسبب رداءة قدرة مسؤولي الرياضة اليمنية على إقناع الأخرين بأننا جديرون بالبقاء ضمن الأسرة الرياضية الخارجية من حيث الحق في اللعب على أرضنا وبين جمهورنا العالق بين سوء المستوى وبين العقوبات..فهل بالملاكمة سنحل مشكلة الحضر الكروي؟ وأي رابط بين لعبة عنيفة وبين الذي نريده من مؤتمر الحوار الوطني؟ لكنها إدارتنا للرياضة بنظام الطبل في كوكبان والرقص في ذمار *المثير للدهشة أن يتم إقحام فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي في الرعاية لمنافسة دامية لايكتفي اللاعبون فيها بالاستخدام العنيف لليدين والرجلين وإنما قد يمتد الأمر إلى تقليد الملاكم العالمي تايسون عندما قضم جزء من أذن الملاكم إيفاندر هوليفيلد *إن برلمانات كثيرة في العالم رفعت أصواتها مطالبة بمنع ممارسة الملاكمة العنيفة لأن ضحاياها كثيرون ولأنها تتعارض مع القيم الأولمبية والمبادئ السامية للرياضة فهل من حكمة في التغطية على الحضر الدولي وسوء أحوال الأندية والمنتخبات اليمنية بالإنفاق الباذخ واستضافة العنف من أجل ترسيخ قيمة الحوار الوطني ؟ أخشى من أن هناك من لم يقتنع بصور العنف اللفظي في مؤتمر الحوار فقدم وليمة عنيفة من أجل الحوار ومخرجاته..
*إن الخطورة في الملاكمة العنيفة ليست في مرض "باركينسون" الذي لم يسلم منه محمد علي كلاي نفسه وإنما في أن الملاكم يكون في قمة تركيزه في أول دقيقتين ثم يفقد تركيزه ويدخل في مرحلة "الباي باي" وهو ما أدى إلى تخفيض كل جولة إلى دقيقتين ..وهذا مايفسر خروج ملاكمين عن القواعد إلى شد الشعر والضرب بالرأس والعض والبصق وضرب العين بالإبهام والاستناد بالحبال وضرب الأعضاء الحساسة..ألخ *دعك من هذا "القاع والقرنباع" الذي يوهم النخب قبل العوام أن هذه البطولة محط اهتمام عالمي وأدخِل على قوقل مفردات "الاتحاد العالمي للملاكمة العربية" واسأل عما إذا كان هناك قنوات غير يمنية اهتمت بهذه الفعالية وستجد أننا فقط ننظر إلى أنفسنا في المرآة وأن إيراد اسم فخامة الرئيس ورئيس الوزراء والرقابة اللصيقة من الوزير معمر الإرياني وأمين العاصمة عبدالقادر هلال هو اهتمام ترفي عنيف زائد عن الحاجة بل وينطوي على تضليل وخدعة أهم ملامحها الاحتفاء بأسوأ أنواع الرياضة وأعنفها بمنطق كارثي يثير نفس اسئلة البداية وذات أسئلة النهاية.. *كيف تكون الملاكمة العنيفة ترويج للحوار الوطني وليس تطيراً بمخرجاته ..وهل الحوار في اليمن مظلة للملاكمة أم صارت الملاكمة حلبة للحوار؟!!