بث ناشطون شريطًا مصورًا يوثق ذهاب أحد الثوار إلى جنديين من جنود بشار وهو أعزل تمامًا؛ ليفاوضهم على الانشقاق والنجاة بحياتهم.
وظهر في بداية التسجيل مقاتلان بالسلاح الكامل، ينادي أحدهما على جنود النظام: "ياعساكر انشقوا نحن إخوان"، مذكرًا إياهم بأن بشار الأسد لن يفيدهم وأنه ضرب الأهالي بالكيماوي، كما يعلم الجميع، معطيًا إياهم عهدًا بالأمان.
ويبدو أن الجنديين في الطرف الآخر قررا عدم المبادرة، فما كان من المقاتل إلا أن أخبرهما أنه سيأتي إليهما أعزل، وبالفعل رمى بندقيته واتجه صوبهما.
وفي لقطة لاحقة يظهر أحد المقاتلين وهو يخاطب الجنديين بعد نظره في هويتهما العسكرية: "رقاوية.. لهلق لسه عم تخدموا النظام!"، ثم يتابع بلهجة ساخرة: "عصابات إرهابية نحنا، شايفين شلون عم ندبحكم؟!"، ثم يقول بلهجة جادة: "الحمد لله على السلامة، جوعانين؟، بدكم شي؟.. يالله شرفوا معنا".
ويتضح من المعالم الظاهرة في الفيديو -بحسب موقع زمان الوصل- ومن لهجة المقاتلين، أن المقطع تم تصويره في أحد مناطق غوطة دمشق، التي ضربتها قوات بشار بالكيماوي مؤخرًا، فأحدثت فيها مجزرة مروعة ما زالت ماثلة في أذهان جميع من عاشوها أو عاينوها عبر ما تسرب من مقاطع، ومع ذلك فإن كثيرًا من الثوار والمقاتلين ما يزالون يحتفظون برصيد أخلاقي عال يتجلى في حرصهم على حياة جميع السوريين، حتى ولو كانوا ممن يخدمون في قوات بشار الأسد.