الإهداء إلى المستشارة فائقة السيد، حيث تتلقى العلاج في مدينة بنجلور في الهند
كان الألم يعتصرهما معا وأشلاء الحوار تتقاذفها المنابر والمنعطفات، الألم اعتصرهما معا، وفوهات الغدر كمائن في الطرقات، لم تستوعب احتمال موته رغم كل هذا الألم الذي يعتصرها كانت تدرك أن الصندوق الأسود لا يفتح إلا مع آخر زفرات الرحيل، شعرت بالغصة وهو يتألم، ارتقت إلى مستوى الألم، اندلق الحبر على الأوراق فبكت، شعرت بصقيع الغربة وهي تراه معلولاً يلبس حلة امرئ القيس المسمومة محاكياً قبرها العتيق:
أجارتنا إن الخطوب تنوب
وإني مقيم ما أقام عسيب
أجارتنا إنا غريبان هاهنا
وكل غريب للغريب نسيب
ارتفع منسوب الألم لديها، امعنت النظر في الطرقات وفي هلع البيوت وملامح الجبال، رغم الألم اكتظت غرفتها بالورود، اعترفوا أنها أكثر الناس ولعا وولها به، فأتوا بباقات تحمل تواقيع الاعتراف، يدركون أنها لن تحيا إلا معه وبه، وأدركت أنهم يحاولون فك شفرة الألم الذي يعتصرها، ويعتصره!.
أناس كثر جمعتهم لحظة ألم حول سريرها الأبيض، شعروا أن للألم حديثا أمضى من شفرات الحوار. تركوا ورودهم ترسل عطرها في غرفتها قبل ان يرسل الليل شتاءه القارس وعواء (الطماشة) ومضوا إليه يحملون من وحي الألم عبرة وعَبرة بحجمه الكبير.