لم يكن التقرير الأخير الذي أصدره موقع الاحصائيات الشهير hitwise ، والذي رصد فيه أن كلمة facebook إحتلت - وللعام الثاني على التوالي - قمة كلمات البحث في عالم الانترنت ، كأكثر كلمة يبحث عنها ملايين المستخدمين حول العالم ، لم يكن هذا التقرير سوي تتويج بسيط لعام كبير من النجاحات لموقع الشبكة الاجتماعية الشهير فيس بوك .
- ” نحن نعيش في عصر الفيس بوك ” ، يجب أن تستوعب تماماً هذه العبارة ، حتي لو لم تقتنع بالموقع نفسه ، أو فكرته ، أو حنى إتجاهاته ، فالموقع بات الان يضم بين جنباته زهاء ال 650 مليون مشترك ، ورقمياً ، لو إعتبرنا الموقع دولة ، سيصبح الدولة الثالثة علي مستوي العالم من حيث عدد السكان ، بعد الصين والهند .
- بالتأكيد لم يكن مارك زوكيربرج - المولود في مايو 1984 ، و مؤسس الموقع نفسه - لم يكن يحلم حتى بكل هذه الشهرة ،.. وتعود القصة عندما كان مارك طالبًا في جامعة هارفارد. و كانت عضوية الموقع مقتصرة في بداية الأمر على طلبة جامعة هارفارد، ولكنها امتدت بعد ذلك لتشمل الكليات الأخرى في مدينة بوسطن وجامعة آيفي ليج وجامعة ستانفورد. ثم اتسعت دائرة الموقع لتشمل أي طالب جامعي، ثم طلبة المدارس الثانوية، وأخيرًا أي شخص يبلغ من العمر 13 عامًا فأكثر.
- ومنذ تاريخ إطلاق الموقع بصورة رسمية في 2004 ، وحتي الان وعلي مشارف 2011 ، مازال الفيس بوك يخطو للامام بخطوات واسعة أذهلت حتي أكثر المتفائلين بنجاحه ، فمارك نفسه إختارته مجلة تايم الامريكية الواسعة الإنتشار كشخصية عام 2010 ، وقالت عنه المجلة في صدر صفحتها ” مارك هو الشخص الذى مد جسور التواصل بين أكثر من نصف مليار نسمه ، الذى انشأ نظام جديد مبتكر لتبادل المعلومات ، الذى غير وجه الانترنت بالنسبه للكثيرين “.
- ليس هذا فحسب ، بل أن موقع الفيس بوك الان بات يملك رقم قياسي أخر وهو : واحد من أصل كل عشرة أشخاص على كوكب الأرض لديه حساب في فيس بوك. يتكلمون 75 لغة ويقضون 700 مليار دقيقه شهريا بين جنبات الموقع . وهذا الانتشار الغير مسبوق بدأ بالفعل في ترجمتة المالية ، فأصبح مارك زوكربيرج واحد من أكثر البشر ثراء في العالم ، وفي عام 2010 حقق زوكربيرج - والذي جاء في المركز 35 بقائمة أثري أثرياء العالم التي نشرتها مجلة فوربرس - أعلى زيادة في ثروته التي زادت اكثر من ثلاثة اضعاف لتقفز من ملياري دولار إلى 6.9 مليار دولار.
- ليس هذا فقط ، بل أصبح موقع الفيس بوك الان يستحوذ وحدة علي ربع الاعلانات المعروضة علي شبكة الانترنت ، وربع الصفحات التي يتم فتحها في الانترنت بصفة عامة ، وفقا للسوق الاميريكي ، و فضلاً عن كل هذا ، فقد حققت إدارة الموقع نصراً كبيراً خلال هذا العام ، بعد أن أصبحت تمتلك بالفعل كل الحقوق التجارية لكلمة Face ، لمواجهة طوفان المواقع الالكترونية التي إعتادت علي استخدام هذه الكلمة للقفز علي نجاح فيس بوك .
- ولم يمر هذا العام علي الفيس بوك باكاليل النجاح وحدها ، فبسبب سياسات الخصوصية ، التي لا تتهاون فيها منظمات المجتمعات المدنية في الغرب بصفة عامة ، وامريكا بصفة خاصة ، قد انتقد أنصار الحفاظ على السرية اتفاق الموقع فيما يتعلق بالتزامه السرية وحفاظه على الخصوصية والذي ينص على ما يلي: “ربما نستخدم البيانات الخاصة بك والتي نقوم بجمعها من مصادر أخرى ومن بينها، على سبيل المثال لا الحصر، الصحف ومصادر الإنترنت مثل المدونات وخدمات المراسلة الفورية ومن مطوري نظام تشغيل Facebook ومستخدمي فيس بوك الآخرين من أجل استكمال ملفك الشخصي.”
ثمة عبارة أخرى تلقت نقدًا شديدًا فيما يتعلق بحق الفيس بوك في بيع بيانات المستخدم إلى الشركات الخاصة حيث تنص على: “قد نتبادل البيانات الخاصة بك مع أطراف أخرى ومن بينها الشركات الجديرة بالثقة والتي نقوم بالتعامل معها.” وقد قام كريس هيوز، المتحدث الرسمي باسم الفيس بوك، بالرد على هذه المخاوف قائلاً، “لم نقم من قبل مطلقًا بتزويد أطراف آخرين بالبيانات الخاصة بمستخدمي الموقع، ولا نعتزم القيام بذلك على الإطلاق.”
- وختاماً ، لن أجد أفضل من الدراسة الأخيرة ، التي نشر موقع تك كرانش نتائجها في الساعات الأخيرة من العام الحالي ، لوصف مدي الهوس بالفيس بوك علي مستوي العالم ، فقد قالت الدراسة أن كل 20 دقيقة - نعم 20 دقيقة أو 600 ثانية - تشهد تبادل مليون رابط علي الفيس بوك ، ومليون ونصف المليون دعوة لمناسبة ، و 1.6 مليون مشاركة مكتوبة ، و 1.8 مليون تحديث للحالة ، و 1.97 مليون طلب صداقة يتم قبوله ، و 2.7 مليون صورة يتم تحميلها الي سيرفرات الموقع ، و 10.2 مليون تعليق ، … و 4.6 مليون رسالة خاصة .
- هل مازلت تعترض علي كوننا نعيش عصر الفيس بوك ؟
- الصور المرفقة بالمقال من داخل مقر الفيس بوك الرئيسي
- بالاستعانة بموقع wikipedia
- شاهد فيديو قصة نجاح مؤسس الفيس بوك
