أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

أحجار على رقعة الشطرنج

- بقلم/ ابراهيم الحزمي

عندما كنت أدرس في الثانوية العامة وقع في يدي كتاب إسمه ( أحجار على رقعة الشطرنج ) للكاتب وليام غاي كار جنرال البحرية الكندية في البداية كنت أظنه كتاب لتعليم لعبة الشطرنج وقد كنت لا أريد قراءته لكنني فتحته من باب الفضول لأرى ما فيه وإذ به كتاب سياسي يتحدث عن الصهيونية العالمية ويفضحها بل ويهدمها حجراً حجراً لا سيما والرجل عمل معهم ردحاً من الزمن ويعرف كل أسرار هذه المنظمة فعندما رأى مكرهم وخبثهم ولؤمهم وتآمرهم على العالم ولا همَّ لهم سوا مآربهم ومطامعهم ومصالحهم ان تتحقق ولو حتى ان يدمروا العالم عن بكرة أبيه .

عندها قام الجنرال بتأليف هذا الكتاب وفضحهم وعرَّاهم للعالم كي يأخذ العالم حذره من هذه المنظمة الخبيثة ، وقال في مقدمة الكتاب انا اعرف ان حياتي ستكون ثمناً لهذا الكتاب ولكن لا ضير في سبيل تخليص العالم من شر هذه المنظمة الخطيرة .

وتحقق ما قال هذا الجنرال فقد قتلوه بعد نشره لهذا الكتاب مباشرة كما قتلوا مؤلف كتاب تاجر البندقية و مؤلف كتاب سرِّي للغاية وصاحب كتاب حكومة العالم الخفية كل هؤلاء قتلوا لأنهم عملوا على فضح هذه المنظمة بل وقاموا بتحذير العالم من شرهم ومكرهم وكيدهم .

بيَّن صاحب هذا الكتاب كيف تحرك الصهيونية عملاءها في شتى أنحاء العالم إما ترهيباً أو ترغيبًا في سبيل تحقيق مآربهم ومصالحهم وشبَّه العالم بأنه لعبة من الشطرنج والأحجار التي فوق الشطرنج هم الأشخاص واليد التي تحرك هؤلاء الأشخاص وتضرب بعضهم ببعض هي يد الصهيونية العالمية .

الكتاب فيه ما يربو على مئتين صفحة لا استطيع ان اختصره في هذه العجالة من الزمن ومن أراد ان يقرأ هذا الكتاب فليرجع اليه .

ثم لما جلست أتابع واشاهد ما يجري هنا في منطقتنا العربية وخصوصاً في مصر الحبيبة رأيت كلام هذا المؤلف يتحقق رأي العين وكأنه يعيش بين أظهرنا .

فقد رأينا كيف استخدمت الصهيونية العالمية قادة الجيش في مصر للإنقلاب على الشرعية والعملية الديمقراطية الوليدة هناك وكيف أرسلوا عميلهم محمد البرادعي لينشأ جبهة إنقاذ مصر لتقود الانقلاب هناك وكيف استخدموا الإعلام ليسحر عقول الناس وأبصارهم وكيف استخدموا حتى رجال الدين في سبيل الوصول إلى مآربهم وما مفتي العسكر عنكم ببعيد ، من يسمى علي جمعة الذي أفتى بقتل كل من يخرج على حكم العسكر .

وعندما قدمت دول الخليج الدعم اللازم لهذه المؤامرة كثير من البلدان والشعوب العربية إستاءت من هذا الفعل الشنيع القبيح الذي لا يريد للأمة العربية ان تتحرر من عقود الذل والتبعية لهذه المنظمة الصهيونية وأصبحت الشعوب تلوم دول الخليج على هذا الموقف موقف الخزي والعار والخيانة والعمالة الرخيصة في سبيل تحقيق مآرب أعداء الأمة .

وما لم تكن تدركه الشعوب هو أن الجيش المصري  ورجال الإعلام الذين استخدموا لهذه المهمة ورجال الدين الدين أيدوا هذه المهمة ودول الخليج التي دعمت هذه المهمة كل هؤلاء لم يكونوا سوا أحجار على رقعة الشطرنج تحركها اليد الصهيونية كيف ما تشاء ومن يعتقد أو يتوقع غير هذا فهو واهم

Total time: 0.0431