أخبار الساعة » السياسية » عربية ودولية

نجاح المساعي السورية السعودية في لبنان يستدعي قبولاً عربيا ولبنانيا وأوروبياً لمواجهة محاولات واشنطن جعل المحكمة الدولية جائزة ترضية تقدمها لإسرائيل وقضية للمقايضة

- باريس - خاص

قال سياسيون ومثقفون لبنانيون وعرب أن المساعي السورية – السعودية في لبنان ستؤمن مخرجاً آنياً لأزمة مقيمة، وتوقعوا ان تكون هناك هدنة قد تمتد الى سنة او اكثر وأشاروا إلى دور أمريكا المعطل والذي تريد أن تجعل من المحكمة الدولية جائزة ترضية تقدمها لإسرائيل وموضوعاً للتفاوض.

وبحسب تصريحات سجلتها ندوة إلكترونية أقامها مركز الدراسات العربي - الأوروبي ومقره باريس، تحت عنوان ( هل ستنجح المساعي السعودية – السورية في تجنيب لبنان فتنة داخلية ) قال النائب اللبناني الاسبق ناصر قنديل ان المساعي السورية السعودية حقيقة قائمة تنطلق من تقدير الطريق المسدود للرهان على الدور الأميركي في عملية السلام والثمن الباهض الذي تطلبه واشنطن لدورها الذي ثبت أنه وهم وفي لائحة الأثمان تغطية قرار المحكمة الدولية بحق حزب الله كجائزة ترضية مسبقة لإسرائيل لتفكر مجرد تفكير في تجميد مجرد تجميد الإستيطان، ولأن الطريق مسدود والثمن ظالم وفتنة لا تبقي ولا تذر ، ولا يبقى بعدها حجر على حجر، تحركت سورية والسعودية لشرح مخاطر الفتنة والتحذير من قرار إتهامي بحق حزب الله دون أدلة مكون من قرائن حضّرتها التقنيات الإستخبارية الإسرائيلية، عبر العبث بشبكة الإتصالات اللبنانية .

 ونوّه قنديل الى ان جدّية المساعي السورية السعودية شيء ونجاحها شيئ اخر، فالجدية قائمة لكن النجاح ينتظر أولا تفهما غربيا أوروبياً وأميركياً لخطورة هذه المغامرة، وهذا تحقق جزء يسير منه على الجبهة الفرنسية ولا يزال يراوح على الجبهة الأميركية، وينتظر ثانيا قدرة لبنانية على التحرر من حسابات الزواريب الضيقة، في مقاربة ملف خطير.وأشار قنديل إلى أن الفريق الذي راهن على المحكمة وهو يعلم عدم قيامها بمراعاة معايير العدالة يستصعب التنازل عنها وقد قاربت النيل من خصمه المحلي، ولو كانت إسرائيل هي المستفيد الرئيس من هذا استهداف. معتبراً أن النجاح يراوح مكانه بعد، فيما الراعي الأميركي إذا اراد التحرك إيجابا فسيجعل المحكمة ورقة تفاوضية بيده وينزعها من اليد السعودية ليضعها على طاولة المقايضة مع سورية.

ومن هنا رأى قنديل أن قوى المقاومة في منتصف الطريق بين حراك المبادرة وانتقال ملف التفاوض إلى واشنطن من جهة واستخفاف القوى اللبنانية بدورها الوطني من جهة أخرى وبين الإثنتين ضغوط إسرائيلية واسعة لتسريع صدور الإتهام لقطاف هام ومصيري في حربها مع حزب الله . من جهته تمنى عضو مجلس الوطني الفلسطيني بلال قاسم ان تنجح المبادرة السعودية السورية سياسيا وعلى الارض، وان تكون لها كلمة الحكم والفعل قبل صدور قرار المحكمة الدولية وان تكون تطبيقاتها قبل وبعد صدور القرار الظني للمحكمة الدولية ، لانه عكس ذلك ستقع الكارثة.

وقال ان الجميع في لبنان يترقب بحذر ما سيصدر عن المبادرة السعودية السورية وان توضع موضع التنفيذ مدعومة من كافة الاطراف اللبنانية والعربية. من جانبه قال رئيس تكتل الصحفيين الموريتانيين المدافعين عن حقوق الانسان حماده ولد سيدينا ان الوساطة السعودية السورية ستتكلل بالنجاح ان حصلت الأرادة السياسية لدى الدولتين فالسعودية وسورية، اللتان كانتا دائما الداعمين لاطراف الصراع بلبنان، وانه إذا تم الاتفاق بينهما يعني بداية حل المشكلة .

 وقال الباحث السعودي في الشؤون الاستراتيجية محمد بن يحي الجديعي هناك مشكله تتعلق بالتدخلات الخارجية الاخرى، لذا فان بحث موضوع لبنان بين سورية والسعودية ، يجب ان يكون ضمن بحث كامل لمختلف امشاكل الامنية وغيرها في المنطقة بعامة ،لذا فالنجاح يعتمد على كيفية المعالجة. من جهته رأى الاعلامي اللبناني علي الامين، ان المساعي السعودية – السورية ستؤمن مخرجاً آنياً لأزمة مقيمة، هدنة قد تمتد الى سنة او اكثر. مضيقاً ان المساعي السورية السعودية قصارى ما تطمح اليه، أن تنظم الخلاف دون ان تعالجه.

وليس خافيا على المتابع، ان واشنطن وطهران قادرتان على ضمان هذه النتيجة وقادرتان على تقويضها ايضا، بالتضامن او من جانب واحد... معتبراً أن ثمة مؤشرات تدفع الى التفاؤل بامكان سير الطرفين غير العربيين في تأمين شروط نجاح الطرفين العربيين في لجم تداعيات القرار الظني لبنانيا . ولكن الى حين .

Total time: 0.0541