بقلم : وليد التركي
كم هو مرهق النظر إلى تلك الكتب المدرسية القابعة على قارعة الطريق وهي منتظرة لأحد الطلاب المرغمين على شرائها بدلا من أخذها مجانا من المدرسة !
وكم هو مرهق للتفكير العقلي وللعاطفة القلبية أن تعلم أن تلك الطبعة هي طبعة حديثة وكأنها تخرج من المطبعة إلى السوق السوداء أو من المخازن المدرسية إلى نفس المكان للمتاجرة بها بعلم من وزارة التربية والتعليم أو من المدرسة المرغمة طلابها على شراء تلك الكتب التي يفترض أن تكون موجودة وفق كشوف الطلاب المسجلين بالمدرسة وخاصة بالطلاب !
هناك من يقول بأن الوزارة لا تعلم بتلك الأحداث مع أني في كل عام أرى تلك الكتب وبطبعاتها الحديثة تتصدر الطريق بل وتزاحم المشاة بأمر من تجار السوق السوداء والذين يتباهون ببيعهم لها وكانهم يحصلون على أوامر عليا من الوزارة ببيعها وإنتظار الطبعات الجديدة التي ستتكفل المدارس بإعطاءها لهم وما عليهم سوى جني الأرباح في أخر المطاف !
قال تعالى ( أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم ) صدق الله العظيم , فالآية هنا صريحة والوزارة سواء في إداراتها أم في المدارس مطبقة لها بحذافيرها وذلك بأمرها للطلاب بالأمانة والنزاهة والعمل بشرف والإبتعاد عن الفساد وهي أساسا تقوم بكل تلك الأشياء وما خفي كان أعظم !
فإلى متى هذا الحال ؟! واين هي هيئة مكافحة الفساد التي تباع كل تلك الكميات من الكتب المدرسية بالقرب منها ولا تحرك ساكناً وهي التي يفترض بها أن توقف فساد وزارة التربية والتعليم أم أنها تنتظر أن تقوم المناهج بالتحدث والتحرك بدلا منها وتطالب بترحيل المفسدين من الوزارة كونهم لا يراعون حقها في الوصول إلى الطالب بكل سهولة ويسر وإفادته وإنارة عقلة الذي يخشى أن ينال منه الفساد المدرسي تحت إشراف وزاري ؟!