أخبار الساعة » مال واعمال » اخبار الشركات

من هو إيريك شميدت ؟ و هل كان التغيير الإداري في جوجل حقا مفاجأة ؟!

- عبد الكريم الحزمي

أثار التغيير الإداري الذي شهدته جوجل منذ عدة ساعات, و الذي يمكن اختصاره في تولي لاري بيج - أحد مؤسسي الشركة - منصب الرئيس التنفيذي كبديلا لإيريك شميدت - الذي تولى المنصب على مدار السنوات العشرة الأخيرة, بعض البلبلة في الأوساط التقنية. ربما يكون السبب في تلك الضجة هو أن التغيير يتعلق بمنصب الرئيس التنفيذي لشركة بات اسمها يعد تلخيصا للإنترنت كاملا في نظر البعض و ربما كان الدافع الى هذا العجب هو النمو المتسارع لجوجل مؤخرا و غزوها التدريجي لمعظم أوجه الحياة من حولنا ما يأتي مخالفا لمعظم الظروف التي أرتبطت في أذهاننا بكونها مسببات للتغيير في معظم الحالات مثل الإنهيار المالي للشركات و أوضاعها الغير مستقرة وسط المنافسين. و لكن ربما برؤية مغايرة قليلا لهذة الأحداث يمكننا أن ندرك أن ما تم الإعلان عنه أخيرا ما هو إلا تغيير كان لابد و أن يحدث يوما ما و أن واقع الأمور لا يبدو مقبلا على تغيرات محورية فعلية في آلية عمل الشركة العملاقة. و لكن دعونا أولا نجيب عن السؤال … من هو إيريك شميدت ؟؟

إيريك إيميرسون شميدت و الذي أتم 55 عاما, أمضى الأعوام العشرة الأخيرة منها في جوجل و التي لم يتدرج فيها في مناصب تذكر بخلاف وظيفة الرئيس التنفيذي للشركة و التي تولاها بداية من شهر أغسطس من عام 2001 بعد 5 أشهر من إنضمامه الى مجلس إدارة الشركة. شميدت - الذي ولد في واشنطن - تخرج من جامعة برينستون في ولاية نيو جيرسي الأمريكية ثم حصل على درجتي الماجيستير و الدكتوراة في علوم الحاسب الآلي من جامعة كاليفورنيا, و لكن جوجل حين استقطبت شميدت ليكون هو هذا النموذج الذي يمكنه أن يكون واجهة للشركة بدلا من مؤسسيها الصغار في السن و الخبرة نسبيا لم تكن تبحث عن هذة المؤهلات و إنما كانت تبحث عن هذا الرجل الإداري الذي جاءها تاركا منصبيه كرئيس تنفيذي لشركة Novell المتخصصة في مجال التطوير البرمجي و الخدمات, و كرئيس للقطاع التقني في شركة Sun Microsystems.

في ملفاتها الصحفية الخاصة بقيادات الشركة وصفت جوجل إيريك شميدت بأنه تحول بها من شركة ناشئة في وادي السيليكون الى كيان عالمي, و الواقع هو أنه في عصر شميدت بالفعل - حتى و إن كانت إدارة الشركة و قراراتها الإستراتيجية في واقع الأمر تتشاركها أيدي الثلاثي شميدت, برين و بيج - شهدت جوجل نموا متسارعا و حققت سلسلة من الإنجازات و التوسعات الهائلة تأتي في مقدمتها إطلاق خدمات جوجل الإعلانية في عام 2002, الإستحواذ على كيان مشاركة الفيديو الأكبر في العالم, يوتيوب, في صفقة بقيمة 1.6 مليار دولار عام 2006 ثم الإتجاه الى غزو عالم الهواتف الذكية بالكشف عن نظام أندرويد عام 2007 و أخيرا إحكام مزيد من السيطرة على سوق الإعلان الرقمي بالإستحواذ على شركة DoubleClick عام 2008.

و إن كان لا يوجد خلاف على هذة الإنجازات التي تحققت لجوجل, فإن أحدا كذلك لا يمكنه أن ينكر المزايا و الفوائد التي عادت على شميدت بصفة شخصية عن هذة الفترة التي قضاها في قيادة جوجل, حيث حجز الرجل لنفسه موقعا في مجلس إدارة أبل في أغسطس من عام 2006 وسط تقارب شديد في وجهات النظر بين الجانبين - و إن كانت فترة الوفاق بين الجانبين لم تطل حيث استقال الرجل من هذا الموقع بعد ثلاث سنوات بعد أن تضاربت المصالح بين الجانبين, و من ثم حصد الرجل مقعدا آخر في لجنة الإرشاد الخاصة بالرئيس الأمريكي باراك أوباما في شؤون العلوم و التكنولوجيا و إن كان البعض قد يجادل في كون الموقع الأفضل الذي نجح في تأمينه هو الموقع رقم 117 في قائمة فوربس لأغنى أغنياء العالم العام الماضي بثروة بلغت 6.3 مليار دولار.

إذا هل كان هذا التغيير الإداري الذي أعطى مسميات مستقلة للأشخاص الثلاثة الأهم في جوجل حقا مفاجئا ؟؟ نعم, بكل تأكيد كان التوقيت مفاجئ, و لكن الواقع هو أن الخطوة ذاتها كانت ستأتي حتما يوما ما. فشميدت الذي أمسك بزمام الأمور و هو بعمر 45 عام أصبح الآن يقارب عامه السادس و الخمسين و حتى و إن لم يبدو هذا الرقم كبيرا فإن مؤسسي الشركة لم تعد لديهما الآن تلك المخاوف من الظهور بشكل مباشر و صريح أما و قد آن الأوان لكي يتولى أحدهما الصفة الرسمية كرئيس تنفيذي لعملاق الإنترنت الأكبر حجما فقد أصبحت إعادة ترتيب الأمور واجبة. و لكنني بشكل شخصي لا أظن أن هناك اختلافا فعليا سنتمكن من استشعاره في كيفية تسير الأمور ظاهريا ذلك أن القرارات الحيوية و التوجيهات الإستراتيجية لجوجل كانت تدار بالفعل بالتشاور بين الرجال الثلاثة و لكن ما ستشهده الفترة المقبلة بكل تأكيد هو ظهور إعلامي أكثر فعالية لسيرجي برين و لاري بيج.

إذا بداية من شهر ابريل المقبل, يصبح لاري بيج رسميا هو الرئيس التنفيذي لجوجل و يبقى سيرجي برين كأحد مؤسسي الشركة و المسؤول عن المشروعات الجديدة و ينتقل إيريك شميدت الى منصبه الإداري الجديد المعني بالأساس بالصفقات و الشراكات الإستراتيجية الخارجية.

المصدر : وكالات

Total time: 0.0476