أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

هدى وعرفات قضية حب سُيست لدرجة فقدت انسانيتها

- بلال الجردي

اثارت قصة الفتاة السعودية الهاربة الى اليمن (هدى آل نيران) والمعروفة اعلامياً بـ(فتاة بحر أبو سكينة) جدلاً واسعاً في الاوساط الاعلامية اليمنية والسعودية على حد سواء.


شخصيا اتحاشى الحديث في مثل هكذا مواضيع لكن ما شاهدته من حملات التضامن ودعوات النزول انتصاراً لما يسمى بقيم الحب دفعني لأن اقول رأيي وأنا حر فيما أعتقد.


سأقف في صف الفتاة في جزئية واحدة وهي أن من حقها أن تحب من تشاء وتختار شريك حياتها بمحض ارادتها فالإسلام سبق الناشطين بأكثر من 1400 سنة في تأطير هذه المسألة وتوضيح محدداتها، لكني لا اتضامن مع سلوكها وقرارها بالهروب من اسرتها بدافع الحب وإن كانت صادقة.


اجزم يقيناً أن حملة التضامن هذه لسببن: الأول سياسي بحت خلاصته أن اليمنيين يريدون الانتقام من الجارة السعودية بعد حملتها الشرسة والااخلاقية ضد اليمنيين وترحيلهم الى بلادهم دون أدنى وجه حق، وعليه لم يجد الكثير من المتضامنين طريقا للانتقام سواء التضامن مع هدى لدرجة أن بعضهم بدأ يساوم السعودية ساخراً بين تسليم هدى للسعودية مقابل رفع سلطتها على الاراضي اليمنية المحتلة (نجران،جازان،عسير..).


اما السبب الثاني: فيعود الى ما يعانيه الشاب اليمني تحديداً من كبت للعواطف وجفاف حاد في المشاعر فما أن سمع بهذا الواقعة حتى قرر أن يفجر طاقتة المدفونة المقبورة بثورة اسماها ثورة الحب ويعلن تضامنه اللامحدود!


يتفق الكثير بأن تصرف الشابين هدى وعرفات وأن كانا قد احبا بعض بصدق اساء لقيم الحب التي ترتكز على الأخلاق واحترام الاعراف والتقاليد الاجتماعية غير الظالمة.


في الجانب الآخر تساءل الكثير ممن امتنعوا عن التضامن وطرحوا اسئلة منطقية حول ماذا لو أن هدى اليمنية هربت الى السعودية حباً في الشاب السعودي عرفات! ماذا سيكون موقف المجتمع من تصرفها وكيف ستكون نظرة الناس لأسرتها وهل سيعلن الناشطون تضامنهم مع هدى اليمنية الهاربة الى السعودية كما تضامنوا مع هدى السعودية؟


الغريب في الأمر أنني لم ارى حراكاً شعبياً وتحركات رسمية مماثلة من ظاهرة زواج السعوديين من يمنيات زواجا سياحيا (زواج الصباح وطلاق بعد العصر) ولم اسمع اصواتاً تتضامن او تدعو للنزول وخلق رأي عام حول القضية على الرغم من بشاعتها وحجم مأساتها وعواقبها.


لاشك أن قضية هدى وعرفات سيست الى درجة فقدت فيها انسانيتها وأخذت أكبر من حجمها وتم تهويلها لشغل الرأي العام عن قضايا اهم تحتاج فعلا للتضامن وتتطلب النزول في وقفات احتجاجية ومسيرات حاشدة.


وفي اعتقادي أن ما يجب فعله بدلاً من كل هذا الضجيج ايجاد الحلول المناسبة التي تنتصر للفتاة في اختيارها وتنصف اهلها في حقهم بعودة ابنتهم من خلال ضمانات بعدم التعرض لها بسوء.


اُجمل الكلام برد أحدهم على حملة المتضامنين وهو يقول اترضاها لإختك! اترضاها لنفسك! وليس كل من قال أني عاشق هرب!

المصدر : صحفة القدس
تعليقات الزوار
1)
مجلي -   بتاريخ: 24-11-2013    
أرضاها لنفسي و لأهلي . المراءه المجردة من العواطف مجرد سلعه أو ورق .
علاقه بداءت بشرف و انتهي بخير و لماذا الحسد لمشاعر الناس ؟
يعني ضروري البنت تباع لشخص لا تعرفه ؟ اذا ايش الفرق ما بينها و بين الساعه ؟
2)
سعد المالكي -   بتاريخ: 25-11-2013    
الأخ - بلال الجرادي - زادك الله عقلا وثباتا والمؤمن يحب لأخيه مايحب لنفسه - والمثل يقول : عامل الناس بما تحب أن يعاملوك به - تحياتي للأخ بلال لتبنيه كلمة الصدق
3)
اعرفك جيداً -   بتاريخ: 25-11-2013    
انت انسان مريض \r\nانت انسان مريض\r\n\r\nاقرأ الموضوع من هنا : http://hournews.net/news-24426.htm#.UpL7CNK8BFw
4)
سعد المالكي -   بتاريخ: 09-12-2013    
أريد أن أرى عقولا حاملة معناها مثل العقل الذي يحمله بلال الجرادي

Total time: 0.0472