أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

دموع التماسيح

- عبداللطيف صيفان

رئيس وزراء اليمن محمد باسندوة( البكاي ) يبكي من أتفه الأسباب فقد يبكي من زوجتة, أو من أولاده , أو من سائقه, أو من وزرائه أو من رجل يطلب منه معونة, فقد يبكي إذا تاخر المعلوم الشهري  للناس, نعم من أتفه الأمور, ولقد راء العالم دموع رئيس الوزراء تنهمل كالمطروهو يلقي خطابه  وكنت ممن راء تلك الدموع فأستبشرت خير وقلت هل أصبح لدينا خليفة عادل وأصبح لدينا مسؤول يحس ويتألم كما يحس ويتألم الشعب وفي نفس اليوم مصادفة رئيت حادث سيارة لطفل مات في طوارئ المستشفى دون أن ينقذه أحد فخفت أن يعلم رئيس الوزراء بهذا وقلت لن ينام الليل من البكاء بل سيسهر جيرانة من صوت النواح والحزن  فانتظرت التلفاز اليوم الثاني لكي أرى دموعه على هذا الطفل  ولكن ظهر ولم يبكي وكأن لم يحدث شيئ وهكذا القصص تتوالى ولم يبكي .
إلى أن هاجم الحوثي دماج يقتل الطفل والمرأة والشيخ والشاب وبدون رحمة, تتطاير الاشلاء ويتغير لون الارض إلى لون الدم ويصيح الأطفال والنساء من ألم الجوع والخوف صواريخ تقصف ودبابات ومدافع ورشاشات  فقلت هذه المرة سيبكي وسيبكي دماً بدلاً من الدموع  ولكن خاب ظني  مرة وعاشرة ومائة مرة برائيس وزرائنا باسندوة البكّاء.
أيا ذاك الرئيس المستأمن على شعب وأمة, ألا بكيت دموع ولو كدموع التماسيح حتى نجد لك العذر. فهذه دماج قطعة من أرض اليمن تباد وأنت ترى وتسكت  فلم تندد ولم تصرح ولم تدافع ولم تساند وحتى ماتجيد من بكاء لا تبكي ؟
عجباً هل نفذت الدموع من عيناك أم أقسى الله قلبك وأنت على كرسي الحكم والسلطة  لا نريد منك أكثر من دمعتين أو ثلاث او بكاء بدون دمع او تضع سائل على عيناك تخادع بها الناس بأنك مازلت إنسان تحس وتتألم وتعاني وتشعر بما يشعر به الناس ام ان البكاء ياتي بامر من اسادكم في الغرب والشرق .
فخير لك من البكاء اليوم  قبل أن تبكي دماً وحسرة وأنت واقف أمام الله العظيم وهو يسألك ما صنعت وما قدمت لعبادي الذين استخلفتك فيهم وهم يظلمون ويقتلون من أعداء الله والشعب  ابكي وابكي وابكي  فلن نطلب منك ومن رئيسك غير البكاء  فهذا ماتستطيعان  به, .
وأسأل هل لو كان الأمر معكوس وكان أهل دماج من يحاصر ويقصف ويقتل الحوثي واتباعة هل كنت ستبكي ؟ أم لا ؟ الله وحده أعلم ولكن اضن بانك ستبكي لان حينها ستاتي الاوامر بالبكاء من سايادكم وأذكرك بقول الرسول الكريم في الحديث الشريف الذي ( ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة ) فاين انت من هذا الحديث العظيم  وفي الاخير انصحك يارئيس وزرائنا ان تاخذ بقول الشاعر  نوح الحمام على الغصون شجاني ورأى العذول صبابتي فبكاني
إن الحمام ينوح من خوف النوى وأنا أنوح مخافة الرحمن

Total time: 0.0438