أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

مجزرة لم يتحدث عنها الرئيس

- زكريا السادة

يوم ونصف يمر على مجزرة العرضي وزارة الدفاع والمشفى التابع له والذي راح ضحيتها أكثر من52 شهيد و167 جريح ، والحقيقة نفسها مابين حادث وعملية وخيانة لم يكشف حتى خيط يوضح للرأي العام وأبناء الوطن في الداخل والخارج  عن تلك العملية التي دبرت وخطط لها بشكل محكم حتى يعبث المنفذون بمبنى ليس بالهين وتستمر الاشتباكات حتى وقت متأخر من ليلة الخميس كما كان يرد على صفحة رئيس هيئة الأركان اللواء (الأشول) وكما تحدثت التقارير عن تعزيزات لمبنى الوزارة ، الرئيس"هادي" المراد اغتياله بتلك العملية مُطلع بشكل كامل عن مجزرة "العرضي" وأعتقد أنه يحض بمعلومات وفيرة وأعقب ذلك بإجتماع مع كبار القادة العسكريين ويظهر على انه كان طارئ في ظل اضطراب أمني لا يأمن هادي على نفسه كما يبدو في الصورة التي نشرت له أثناء الاجتماع ، كل تلك الأحداث التي جعلت الأمم المتحدة ودول أخرى تتفاعل بشكل كبير مع الأحداث ولم يكن هنالك بيان واضح يدين او يتهم جهة بعينة ، الكثير في الداخل والخارج أعتمد على التغريدات البسيطة لبعض المراسلين والناشطين والتعليقات التي كانت تدور في فلك وسائل التواصل الاجتماعي ،  والبعض لم يكتف بالتنديد بتلك المجزرة وبقى يغرد في هجوم سياسي مفرغ عن حقيقة تلك الأحداث ليوزع الاتهامات على أطراف وجهات مختلفة واتخاذها فرصة للتحليل واتهام البعض .

الأخطر في مرحلة كهذه إفراغ سلسة من الإشاعات تُنشر في أذهان أبناء الشعب وقد تكون منافية للواقع ، تسائل البعض حول تواجد الرئيس " هادي " المسئول الأول في اليمن في قلب تلك الأحداث ولم يكن بمنأى عن الصراع الذي دارات أحداثة في "العرضي" وعن ما إذا كان سيخرج ببيان يطمئن فيها الشعب وإيضاح ما يدار هناك ، من خلال متابعة العديد من المهتمين وجد أن البعض يغرد خارج السرب بعيداً عن المسئولية الإجتماعية التي تناط به ومن ذلك ما سمعنا عن أحدى الوزارات التي لا علاقة لها بالإخبار أنها تعزم على عقد مؤتمر صحفي يوضح أحداث "العرضي" والكثير من المتابعين يكتب على حائطه العديد من التساؤلات عن تلك المجزرة ولا مبالغة أن الجميع أخذ يتفحص مصادر المعلومات لعله يجد من الحقيقة شيء حتى ساعة متأخرة من ليلة الخميس الدموي وتمضي الساعات بل والأيام والحقيقة لا ترى شيء يذكر ولعل القاتل عاد مجدداً ليقتل الأبرياء دون رحمة ، وكعادة المجازر التي تخلف كوارث إنسانية تقبع أسر فقدت تلك الضحايا الأبرياء وكأن لسان حالها بأي ذنب قتلت لا تجد للقاتل مكاناً ولا للضحية تحقيقاً جنائياً .

المراد وبكل شجاعة من الرئيس "هادي" أن يطل على أبناء الشعب اليمني ويتحدث بكل صراحة عن ماهية مجزرة "العرضي" ومن يقف وراءها دون الصمت أو الخروج  بتقارير سرية تستخدم ضد أطراف حسب اعتقادي إن تم إغفال الإيضاح للجميع فأن سيناريوهات كثيرة ستتكرر وتبقى مرحلة "هادي" مستهدفة لإدخال اليمن دوامة من الصراع والاقتتال ، ولهذا تناط على هذه المرحلة كامل المسئولية حتى لا تدع مجال لصراع سياسي متجدد يأخذ من هذا الحدث متسع لنيل من الوطن ولو على حساب دماء الأبرياء ، وقبل الأخير فإن أي إتهام قد يتداوله البعض عبر حسابات التواصل الاجتماعي يبقى رهن الحقيقة التي تكمن في مقر وزارة الدفاع وما قد يتحدث به هادي أو المحيطين به  ، ومما لا شك فيه أن زيارة المبعوث الاممي "بن عمر" تساند الرئيس هادي أكثر من غيره في مرحلة كهذه .

Total time: 0.0497