أحال رئيس الجمهورية- رئيس مؤتمر الحوار الوطني/ عبدربه منصور هادي، مقترح المبعوث الأممي إلى اليمن/ جمال بن عمر- بخصوص مصفوفة آلية تحديد عدد الأقاليم وحدودها- إلى لجنة مشكلة من كل من الدكتور/ عبدالكريم الإرياني- النائب الثاني لرئيس حزب المؤتمر الشعبي- العام والدكتور/ ياسين سعيد نعمان- الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني- والأستاذ/ محمد عبدالله اليدومي- رئيس الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح- واللواء/ خالد باراس- رئيس المجلس الوطني لمؤتمر شعب الجنوب- وذلك للوقوف على المقترح ومراجعة آلية بنعمر.. 

 

جاء ذلك في اجتماع استثنائي يوم أمس لهيئة رئاسة مؤتمر الحوار الوطني والفريق المصغر للقضية الجنوبية "16" برئاسة رئيس الجمهورية- رئيس مؤتمر الحوار- لاستعراض مصفوفة آلية تحديد الأقاليم وعددها التي طرحها المبعوث الأممي/ جمال بن عمر- يوم أمس الأول- وضم الاجتماع عدداً من القيادات السياسية المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني وبحضور المبعوث الأممي إلى اليمن. 

 

ونقلت مصادر أن الاجتماع وقف أمام مقترح المصفوفة والآلية التي قدمها بن عمر بشأن مسألة الأقاليم وعددها في الدولة الاتحادية القادمة وأن القيادات المكلفة من الرئيس بمراجعة الآلية بصدد عقد اجتماع لها يومنا هذا الاثنين. 

 

وأكدت مصادر خاصة لـ "أخبار اليوم" أن الاجتماع شهد مشادات حادة وتهديدات عديدة ومتبادلة وأبرزها تهديد الرئيس/ هادي للقوى السياسية بمصارحة الشعب بالمعرقلين بعد أن طرح الرئيس على المجتمعين إعلان التوافق على ستة أقاليم، وهو الأمر الذي وجد رفضاً من أمين عام الاشتراكي ـ الذي رفض المقترح المطروح.. 

 

وفي حين أن رئيس الهيئة العليا للإصلاح، والنائب الثاني لرئيس حزب المؤتمر "اليدومي والإرياني" أبديا في الجلسة موقفاً متماهياً ومتناغماً مع طرح الرئيس لإعلان التوافق على ستة أقاليم. 

 

وأضافت المصادر أن اليدومي تحدث عن موافقة مسبقة للدكتور/ ياسين على الأقاليم الستة نقلها إليه محمد قحطان، الأمر الذي دفع الدكتور/ ياسين للإنكار والتكذيب لقحطان الذي رد بالتأكيد أن أمين عام الاشتراكي سبق أن وافق، وبدا واضحاً أيضاً في الجلسة انزعاج الرئيس وتهديداته ورفضه للإعاقة إلا أن الجلسة لم يتم خلالها التوافق على عدد الأقاليم ليمنح الرئيس القيادات الأربع المناط بها مراجعة مبادرة بنعمر فرصة للتوافق اليوم الإثنين وفقاً للمصادر. 

 

وكان المبعوث الأممي إلى اليمن قد تقدم بمقترح يوم أمس الأول السبت وقال إنه يهدف للتوفيق بين مختلف الخيارات المطروحة ويقضي بإعلان التوافق على الدولة الاتحادية القادمة وعلى جملة مبادئ ناظمة لها، بما فيها ضمانات التنفيذ.. على أن يتم إحالة مسألة تحديد عدد الأقاليم وحدودها الجغرافية إلى آلية توافقية تقدم على معالم واضحة فيما يتعلق بنسب التمثيل والمهام والجدول الزمني وعلى أن يتم البت في عدد الأقاليم من خلال لجنة مناصفة تعمل لمدة شهرين بعد انتهاء مؤتمر الحوار ويتزامن عملها مع عمل لجنة صياغة الدستور وعلى أن تنهي تحديد الأقاليم وحدودها قبل شهر على الأقل من صياغة الدستور.. 

 

وفي السياق اعتبر الرئيس/ هادي، ما يجري في محافظات "حضرموت وشبوة، وعدن" وبعض المناطق الجنوبية محاولة للإخلال بالأمن، سببها ما وصفها الرئيس بـ "بعض العناصر الخارجة عن النظام والقانون". 

 

وأوضح الرئيس في الاجتماع: "إن مؤشرات الأوضاع أصبحت لا تطمئن ولم يعد بالإمكان تحمل المزيد من الإقلاق والتدهور الأمني والاقتصادي"، وقال: "ليس أمامنا إلا طريقاً واحداً هو إخراج اليمن من دوامة الأزمات على أساس أمن واستقرار ووحدة اليمن وفقاً لبنود المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية". 

 

ودعا الرئيس آملاً الأحزاب إلى تغيير سياساتها الإعلامية لتكون في طليعة من يعمل من أجل المستقبل الجديد بعيداً عن المماحكات والمكايدات التي تثير البغضاء والتطرف بأشكاله.. 

 

وحذًر الرئيس/ هادي ممن وصفهم بالمتربصين بأمن واستقرار ووحدة اليمن، مشيراً إلى وجود ما سماه حشداً إرهابياً وتحركات مناهضة للأمن والاستقرار والوحدة وبمختلف اتجاهات التآمر، وأضاف الرئيس قائلاً: "إن ما لم نحققه اليوم لن نستطيع تحقيقه غداً والتجارب والحقائق ماثلة".