أخبار الساعة » السياسية » عربية ودولية

مصر «ولّعت» والحسم... للجيش

- افراح عسلان
بعد ما ثارت تساؤلات حول موقف الجيش المصري من «تظاهرات الغضب» ضد نظام الرئيس حسني مبارك، انتشرت وحداته في معظم المناطق الملتهبة، في اعقاب قرار الرئيس بصفته الحاكم العسكري، فرض حظر التجول في كل المحافظات، واثر دعوات اطلقها متظاهرون للمؤسسة العسكرية، التي تحظى بتقدير المصريين، لدعم مطالبهم وحمايتهم من عنف الشرطة.
وحتى وقت متقدم من ليل أمس، لم يغادر المتظاهرون الشوارع تنفيذا لحظر التجول، فيما نقلت وسائل الإعلام صوراً لهم وهم يعانقون ضباط الجيش وافراده.
وكان مبارك قرر في وقت سابق فرض حظر التجول في القاهرة والاسكندرية والسويس وكلف الجيش النزول الى الشوارع لحفظ الامن بعد تظاهرات شعبية واسعة، ضمت مئات الالاف، طالبت باسقاطه، فيما اتهم قياديون في الحزب الوطني الحاكم، جماعة «الاخوان المسلمين» بقيادة التظاهرات واعمال الشغب.
وفرض الرئيس حظر التجول بعد ما عجزت الشرطة عن السيطرة على مئات الالاف من المتظاهرين في مختلف مناطق مصر رغم استخدامها القنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي ما اسفر عن سقوط عدد من القتلى واصابة اكثر من 1000، بعضهم اصيبوا بالرصاص الحي.
وكانت التظاهرات التي دعت اليها حركة «شباب 6 ابريل» الاحتجاجية وانضمت اليها قوى المعارضة الاخرى بدأت فور انتهاء صلاة الجمعة في معظم المحافظات ورفعت شعارا مستوحى من الثورة التونسية هو «الشعب يريد اسقاط النظام».
لكن الشرطة تصدت لها بالعصي والقنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي ما ادى الى تحولها دموية.
واتخذت الاشتباكات قبيل المساء منحى عنيفا وفشلت قوات الامن في السيطرة على الموقف خصوصا في القاهرة والاسكندرية والسويس حيث جرى احراق مراكز للشرطة ومبان حكومية من بينها خصوصا مبنى محافظة الاسكندرية والمقر المركزي للحزب الوطني الحاكم المطل على النيل في وسط القاهرة.
وتظاهر الالاف مساءً امام مبنى التلفزيون ودعوا رجال الجيش المتمركزين هناك الى دعم مطالبهم. وكانوا يهتفون «الجيش والشعب يد واحدة»، وحيا المتظاهرون قوات الجيش عندما بدأت بالنزول الى الشوارع.
وفي وقت لاحق، حاول متظاهرون اقتحام مبنى التلفزيون لكن قوات الجيش منعتهم من ذلك.
وشهدت العديد من المجمعات والمحال الاستهلاكية عمليات نهب كبيرة في مناطق متعددة خصوصا في منطقة الهرم وكرداسة.
وتحدث المخرج خالد يوسف، عن حال من الفوضى تسود شوارع القاهرة، وان مجهولين نهبوا المصرف العربي قرب المتحف المصري، وطالب الجيش بحماية المتحف من عمليات نهب محتملة.
وقال شاهد ان مسلحين أطلقوا امس، رصاصا كثيفا على قسم شرطة الشيخ زويد في محافظة شمال سيناء وأجبروا من بداخله من الضباط والجنود والعاملين على الاستسلام.
الى ذلك، لا تزال خدمات الانترنت والهواتف المحمولة مقطوعة في مصر.
واعرب البيت الابيض مساء امس، عن «قلقه الشديد» ازاء الاوضاع، وطالب السلطات باحترام حقوق المصريين واعادة خدمة الانترنت والمواقع الاجتماعية.
ودعت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون السلطات المصرية الى بذل «كل ما في وسعها» للجم قوات الامن، مطالبة باعادة تشغيل وسائل الاتصالات والبدء بتطبيق اصلاحات فورية. ودعت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل من دافوس، مبارك وحكومته الى السماح بقيام «التظاهرات السلمية».
وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ ان «مطالب» المتظاهرين الذين خرجوا الى شوارع المدن المصرية «مشروعة»، داعيا جميع الاطراف الى تجنب العنف.واضاف: «اشعر بقلق بالغ للصور التي شاهدتها من مصر».
المصدر : جريدة الراي

Total time: 0.0454