اخبار الساعة - محمد حسين النظاري
الجمهورية فخامة الرئيس علي عبد الله صالح , وايمانا مني بشهامته ومروئته سوف يسرع الى نجدة المستغيثين في كل انحاء مصر من زائرين وطلاب ومرضى ومرافقيهم , وهم الان في امس الحاجة الى توجيه فخامته الى الخطوط الجوية اليمنية بأن تقوم بواجبها الوطني تجاه اليمنيين ولا فرق هناك بين اي منهم فكلهم مواطنون يمنيون ينبغي علينا ان نحفظ ارواحهم من ان تزهق في ظل فلتان امني فظيع تعيشه جميع المدن المصرية هده الايام .
لقد بدأت معظم الدول في اجلاء رعايها عن مصر خشية ان يصيبهم مكروه لا سمح الله وخصصت جميع الدول وسائل اتصال للتواصل بين الرعايا المقيمين والبعثة الدبلوماسية لتسهيل وصولهم الى المطارات قصد ارجاعهم الى بلدانهم , وهنا لن نوصي الدكتور الشميري سفير بلادنا في مصر بأن كل مقيم في مصر الان هو والده وولده وكل مقيمة هي امه واخته وينبغي ان تستنفر السفارة كافة جهودها من اجل ان تحفظ سلامة اليمنيين هناك .
اتمنى ان تتفاعل جميع الجهات مع سرعة اعادة مواطنينا لان ذلك من ابسط الواجبات التي تفرضها الوطنية والانسانية , ولنا في الحكومة مواقف مشرفة جدا تتعلق بنفس الاحداث فقد كنت في العراق حين تم الاحتلال وقد سارعت الدولة الى مد يد العون , مع ان الوضع في العراق في تلك الفترة كان مأساويا فلاحتلال كان اجنبيا والاقتتال كان على كل الاوجه طائفي وسياسي واجتماعي , كما ان الطيران كان متوقفا وكان حينها على المقيمين هناك ان يتوجهوا الى الحدود السورية او الاردنية وكنت حينها وعائلتي ممن خرج عن طريق سوريا , والامر اليوم هين عنه في العراق فالطيران اليمني
يتواجد في مصر ومكاتب اليمنية تتواجدا ايضا وهذا سوف يسهل عملية الترحيل التي يجب ان تتم في اسرع وقت .
نسأل الله ان لا يكون قد اصاب اي مكروه لاخواننا اليمنيين المقيمين هناك كما نسأله سبحانه وتعالى ان يحفظ دماء اخوتنا المصريين وان يؤلف بين قلوبهم وان يتجاوزا محنهم من دون خسائر في الارواح , فالدم المصري شارك الدم اليمني في ثورة سبتمبر المجيدة , كما شارك عشرات الالاف من المعلمين المصريين في تعليمنا في جميع المراحل الدراسية من الابتدائي حتى الجامعي , ومن حقهم علينا ان نتضرع الى الله العلي القدير بأن يحقن دمائهم وان يجنبهم كل مكروه وان يجعل صوتهم مسموعا من اجل بلدهم مصر العزيزة على قلب كل عربي والتي مدت يدها في احلك الظروف لمعظم الدول
العربية وحان الوقت لان يمد العرب والمسلمون ايديهم اليها .
وهنا نوجه نداء الى كل الخيرين في يمن الايمان يمن الحكمة يمن الفقه , ونقول للجميع تحلوا بالشجاعة واتفقوا على خير هذا البلد واحيطوه بعملكم الجاد من الوئام والتكاتف , فالامن غال ولا يشعر به الانسان الا حين يفتقده ولنا فيما يحصل من حولنا عبر كثيرة ينبغي ان نستفيد منها , علينا ان نحتكم لصوت العقل والمنطق وان نقدم التنازالات , لان هذه التنازلات الان هي التي ستحمي الوطن غدا , فالوطن ملك للجميع حاكم ومحكومين وامنه وسلامته مسؤوليتهم جميعا امام الله , فلندع المماحاكت ولنلتف جميعا حول القيادة لنحول المسار نحو البناء في كل المجالات السياسية
والاقتصادية والاجتماعية , دعونا نتفق على كلمة سواء قوامها ان الوطن يتسع للجميع سلطة ومعارضة وان الحكم بيننا جميع هو العقل الراجح الداعي الى نبذ الفرقة وقطع دابر الفساد وازالة الطبقات ومحو النعرات , لاننا بذلك سنثبت للعالم اجمع قول نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فينا , فتحقيق الحكمة سيجنب الوطن الكثير يوم لا ينفع التحسر ولا عض الأنامل , والحمد لله بأننا لن نبدأ من الصفر فلدينا من المؤسسات الدستورية من تشريعية وقضائية وتنفيذية ما يجعل من السهل ان نعبر بسفينة الوطن الى بر الامان.
* باحث دكتوراه بالجزائر
mnadhary@yahoo.com