"حاولنا أن نوقظهم بأيدينا فأبوا إلا أن يوقظهم الحوثي بكعب قدمه".
وهل كان خروج أبينا آدم من جنة النعيم إلى دنيا التعاسة والعذاب إلا بسبب تجاهله التحذير الإلهي الصارم وتصديق العدو بدلاً من اتخاذه عدوا؟!
قلنا لهم: هذا المشروع الامامي العنصري البغيض لديه خبرة ألف عام في الوصول الى صنعاء.. لا إبداع مطلقاً فيما يقوم به الحوثي ولا مفاجآت؛ كلها "نسخ- لصق" من تجارب أسلافه الذين لاحقوا بهمة عالية مكامن يقظة اليمنيين فوضعوا العصائب في العيون والوقر في الآذان والضغينة في الصدور وحولوا الشعب الى "مقادمة" و"عُكفة" في حروبهم الأسرية البينية على السلطة، حولوه الى مهذار حافٍ وبليد يردد أفضال جلاديه، لعّاناً على أبواب المساجد ودويداراً على بوابة الدجل.
ورغم الحرب الكهنوتية الإمامية الضارية على ذاكرة الانسان اليمني، ورغم الشغل العنصري الممنهج لمسخ شخصيته وتسميم إرادته، رغم ذلك ظل هذا الشعب الجسور ينجب الأسماء العظيمة التي تتواصل وتتصل من حقبة لأخرى كأنها "الحامل الوراثي" لمعنى جميل اسمه "اليمن".. بدأ الرعيل بلسان اليمن الحسن الهمداني الأرحبي مرورا بابن "خمِر" نشوان بن سعيد الحميري، وليس انتهاء بابن "الزبيرات" بأرحب، أبي الأحرار محمد محمود الزبيري الذي تكفي قصيدته "صرخة الى النائمين" أن نمتلك صورة كاملة عن البرنامج النفسي للمشروع الكهنوتي وأساليب دجله ومكره ودناءته.
قصيدةٌ واحدة من قلب حر مستنير صادق أحبّ هذا الشعب، كانت تجنّب اليمنيين شر هذا كله لو كانوا يقرأون.
كنت أنتظر بفارغ الصبر وصول الحوثيين الى أرحب وكنت واثقا من أنهم سيصلون.. وفي نقطة أرحب سيسمع من تبقى من "النائمين" صرخة الزبيري، سيقرأونها مرارا، وبمجرد ذلك سيعرف الوهن طريقه الى قلب الكهنوت، ذلك أن سحر تمائمه لا يصمد أبدا أمام تعاويذ أبي الأحرار. ووالله الذي لا إله إلا هو، ما وصلتْ نسائم الأحرار الى رئة يمني إلا صار جندياً بحجم جيش، وجيشاً في قلب رجل.
قولوا للفرحين من أئمة التمائم وعكفتها: "لئن كنتم نسخة من عبدالله بن حمزة فإن هذا الشعب لم يعد شعب "يحيى" الذي "تقطرن" لمجرد شائعة سخيفة. لا تستهينوا بحصاد أيلول رغم عبثكم.. ثمّةَ أعينٌ تبصر رغم قتامة العصائب، وآذانٌ تصغي رغم ثقل الوقر. إنها حكمة القلب الموصول بحب الخير... أمرٌ يصعب عليكم تصوره".