اخبار الساعة - عماد الديني - ماجد الداعري
طالب أعضاء مؤتمر الحوار الوطني الشامل، بضرورة التحقيق الجاد ومحاسبة المتسببين في أعمال العنف المؤسفة التي تشهدها محافظة الضالع، حيث يشن اللواء 33 مدرع بقيادة العميد عبدالله ضبعان قصفا عنيفا مركزا وعشوائيا بالمدفعية والدبابات ومختلف الأسلحة الثقيلة على احياء سكنية ومنازل آهلة بالسكان بصورة مستمرة لليوم الثاني على التوالي، تسبب في مقتل أكثر من 10 أشخاص بينهم أفراد أسرتين باطفالهما ونسائهما وإصابة العشرات من المدنيين.
وأكد أعضاء مؤتمر الحوار خلال وقفة احتجاجية للتنديد بأحداث العنف المؤسفة الجارية في محافظة الضالع ،على ضرورة رحيل اللواء 33 ومحاسبة قيادته على أعمال القتل التي ارتكبها بحق المدنيين في الضالع، معتبرين أن ما حصل ويحصل لأبناء الضالع، لا يتفق مع قيم الحوار وأهدافه الرامية الى ترسيخ الحياة الكريمة والعدالة والمساواة لكل أبناء اليمن وليس قتلهم بتلك الصورة الاجرامية البشعة التي طالت أطفال ونساء ومرضى في بالمستشفيات وبالمنازل والمدارس، بعد أن طالتهم قذائف الموت الموجهة بصورة هستيرية في كل الاتجاهات كما يقول الأهالي.
واستنكر أعضاء الحوار خلال الجلسة التي رأسها نائب رئيس مؤتمر الحوار ياسين مكاوي؛ تلك الأحداث وما ينتج عنها من سقوط ضحايا أبرياء.مؤكدين على ضرورة سرعة التحقيق في ملابسات تلك الأحداث وتقديم المتورطين فيها للمساءلة القانونية واتخاذ الاجراءات الكفيلة بوضع حد لأعمال العنف في الضالع وضمان حماية المدنيين من أن تطالهم أي جرائم مستقبلا.
وطالب أعضاء الحوار خلال الوقفة التي تسببت في تعطيل جلسة أعمال المؤتمر لعدة دقائق، بضرورة سحب اللواء 33 مدرع من الضالع واستبداله بلواء عسكري يضم المنتسبين الى القوات المسلحة من أبناء المحافظة.
وتأتي الوقفة الاحتجاجية لأعضاء الحوار اليمني، في ظل استمرار قوات اللواء 33 مدرع الذي يقوده أحد أتباع الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، قصفا عنيفا ومتعمدا على العديد من الأحياء السكنية بمدينة الضالع بينها "الكبار" والجمرك ونشام و حي المستشفى ودار الحيد، والوعرة والجليلة والنكاحي والاسلاف، وغيرها من الاحياء المجاورة لمدينة الضالع ما أدى إلى مقتل مالايقل عن عشرة أشخاص حتى الآن، وإصابة العشرات في صفوف السكان، إضافة الى استهداف مدارس ومستشفيات ومساجد بينها مدرسة أبو عشيم الجريدي وكلية التربية بالضالع، ومستشفى النصر الحكومي ومستوصف السلامة التخصصي ومسجدين بمنطقة الوعرة وآخر بالمدينة .
وقال سكان محليون لمنظمة مراقبون للإعلام المستقل أن كتائب تابعة للجيش اليمني، تتمركز بالمعسكرات المطلة على أحياء مدينة الضالع، تقوم بقصف مدفعي عنيف بالدبابات والكاتيوشا والرشاشات وراجمات الصواريخ المختلفة وغيرها من الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، على كل ما يتحرك أمامها، متسببه بهدم عدة منازل على رؤوس ساكنيها، إضافة إلى منع اسعاف الجرحى أو إنقاذهم وإخراجهم من تحت الركام ، بسبب الاستهداف المتعمد للمسعفين وسيارات الاسعاف وقصف المستشفيات التي ينقلون إليها، بحجة أنهم من المسلحين الذين يطلقون النار على الجنود، بعد مقتل جنديين يوم امس برصاص مسحلين مجهولين، ينسبهم الجيش الى الحراك الجنوبي بالضالع.
وكانت قذيفة مدفعية قد استهدفت يوم أمس، منزل المواطن ياسين علي حسن بحي النشام بعد أيام من انتقاله للعيش فيه، مما أدى إلى مقتل زوجته الحامل في شهرها السابع، إضافة الى طفلتيه يسرى وعبير،في حين استهدفت قذيفة أخرى منزل مواطن آخر من أبناء الضالع يدعى قحطان أحمد، ومما أدى إلى مقتل وإصابة أفراد أسرته البالغين قرابة خمسة أشخاص وفق تأكيد المصادر.
وأوضحت ذات المصادر المحلية أن طفلة في بداية مراهقتها الأولى تدعى"تمني" تعرضت لعملية قنص أثناء وجودها على سطح المنزل لنشر الغسيل، وفي حين قتل طالب آخر يدعى عبدالله عبدالكريم أثناء محاولته العودة من منزله بعد ان نقل للعلاج في احد المشافي الخاصة بعدن. وتعرض شاب آخر لقنص بقدميه من قبل جندي عاقبه على رفعه لعمل دولة الجنوب السابقة، بعد ان رفض الطالب البالغ من العمر قرابة التسع سنوات.
وأكدت مصادر أمنية ومحلية متطابقة لذات المنظمة الاعلامية اليمنية المستقلة ان قوات الجيش اليمني يتعمد استهداف خزانات المياه الموجودة فوق أسطح المنازل، لفرض حصار خانق على الاهالي المعتمدين على تلك الخزانات وما يشترونها من كميات مياة لتخزينها فيها واستخدامها في الشرب والطبخ والغسل، نتيجة غياب أي مشروع مياه الى المنازل.