أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

أوكرانيا : شرارة تزيد لهب الثورة السورية

- عباس عواد موسى
أوكرانيا : شرارة تزيد لهب الثورة السورية 
عباس عواد موسى
يخشى صُنّاع القرار أن تنعكس أحداث أوكرانيا سلباً على الجهود العالمية المتحدة تجاه الثورة السورية والمؤيدة للطاغية بشكل مطلق . فإذا ما ظلت الأحداث متوهجة فيها فإن ذلك يعني إضعافاً للعين الإستخبارية التي نجحت مؤخراً في توجيه ضربة للجهاديين في سوريا . وأوكرانيا هي أول بلد يعلن شعبه دعم الطاغية بتأييد خفي من مسؤوليها وبتوجيه من موسكو .
 
إنضم زبيغنييف بجيجينسكي , ألدبلوماسي الأمريكي المخضرم لداعمي الإحتجاجات الأوكرانية ليزيد من حجم الهوة في الأوساط الأوروبية كذلك حيال هذه الأزمة . وحيّا معتصمي ساحة الميدان داعياً إياهم للوحدة والإستمرار حتى يتحقق مطلبهم في دولة متوافقة مع الإتحاد الأوروبي ومتحدة معه وذات علاقات ودية مع روسيا وبث شريط فيديو مسجل بهذا الخصوص بعد إقدام الرئيس الأوكراني فكتور يانوكوفيتش على توقيع اتفاق الدعم الروسي ورفض توقيع الشراكة مع أوروبا .
ستيفين بيفير , سفير الولايات المتحدة السابق في أوكرانيا حذر من الإنقسامات التي تسود أوساط المعارضة الأوكرانية التي تتأرجح بين القادة فيتالي كليتشكو و يوري لوتشينكو والسجينة يوليا تيموشينكو . وبسبب فقدانهم أوكرانيا انقسموا كدبلوماسيين عن إدارتهم وازداد توجيه نقدهم لأوباما . ولم يستبعد بيفير فوز الرئيس يانوكوفيتش في انتخابات الرئاسة العام المقبل حتى لو وحّد الجمارك مع روسيا إذا ما بقيت المعارضة منقسمة على نفسها .
واعتبرت باأولا دوبريانسكي مديرة دائرة الدولة لنشر الديموقراطية سابقاً أن إدارة الرئيس جورج دبليو بوش ارتكبت أخطاء فادحة لتجاهلها خطوات خافيير سولانا والرئيس البولندي الأسبق كفاشنييفسكي إبان الثورة البرتقالية عام 2004 والتي كانت تهدف للإطاحة بحكم ليونيد كوتشما بما بات يُعرف بالثورة البرتقالية . 
ويرى آخرون , أن الخطأ بدأ عندما نقلت كونداليزا رايس رسالة بوش الأب التي رد فيها على مُشرّعي أوكرانيا عام 1991 الذين طالبوا بالإنفصال عن الإتحاد السوفييتي كاملاً وفيها رد عليهم بأن يبقوا ضمن تحالف فضفاض ضمن دائرة النفوذ الروسي .
سفير بولند الحالي في واشنطن ريتشارد شنيبف وأحد القادة السابقين لحركة تضامن يقول : ورغم أنني من أنصار قبول أوكرانيا في الناتو والإتحاد الأوروبي إلا أن الوقت فات . فلم يعد ذلك يعنيها بعد الذي جرى لقبرص واليونان وغيرها . فالأزمة لها تأثيرها . كان ذلك ممكناً في السابق .
ألإنقسامات الحادة بين الفريقين تعني أن بذور الصراع بأت تنبت وثمرها هو القتال . وحال اندلاعه فسيتم تشتيت الجهود الدولية المنصبة على تصفية جهاديي سوريا الذين اعتادوا على الخروج أقوى بعد كل ضربة عكس الفصائل الأخرى كما تقول الباحثة السلوفينية سلافيتسا كوخار .
 
المصدر : عباس عواد موسى

Total time: 0.0465