رحبت جبهة النصرة الاسلامية، الذراع الرسمية لتنظيم القاعدة في سوريا، بمبادرة داعية سعودي لوقف القتال بين الدولة الاسلامية في العراق والشام وتشكيلات اخرى من المعارضة السورية، بحسب ما جاء في بيان لزعيمها ابو محمد الجولاني.
واقترح الداعية السعودي عبدالله المحسيني في 23 كانون الثاني/يناير مبادرة بعنوان "مبادرة الامة"، مهلتها الزمنية خمسة ايام، وتنص على وقف فوري للقتال، وتشكيل محكمة شرعية بين الاطراف المتقاتلة.
لم يتضح بعد موقف الطرفين المعنيين مباشرة بالمعارك على الارض، وهما الدولة الاسلامية المرتبطة بالقاعدة من جهة، وتحالف "الجبهة الاسلامية" و"جيش المجاهدين" و"جبهة ثوار سوريا" من جهة اخرى.
وقال الجولاني "لقد اطلعنا على المبادرة، التي اعلن عنها الشيخ عبدالله المحيسني حفظه الله، واطلعنا ايضًا على الجهد الذي قدمه لوقف القتال بين الجماعات"، وذلك في بيان مكتوب نشرته جبهة النصرة على حسابها الرسمي على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي ليل الجمعة السبت. اضاف "هذه (مبادرة الامة) اليوم بين ايدينا، فانا لها ندعو ونبارك ونؤيد".
وتابع "نحن نشهد ان وقف القتال قد اتفق عليه جميع المتنازعين في الساحة - مع تباين بسيط في الآراء - كما اتفق الجميع على النزول لحكم الله عز وجل، واعادة صب الجهود لقتال النظام النصيري"، في اشارة الى نظام الرئيس بشار الاسد المنتمي الى الاقلية العلوية.
وكان الجولاني دعا في تسجيل صوتي بث في السابع من كانون الثاني/يناير، الى وقف القتال بين الفصائل المختلفة، محذرًا من ان استمراره قد يؤدي الى "انعاش" النظام.
وتنص مبادرة الداعية السعودي على "وقف فوري لإطلاق النار في في كل مناطق الشام، وتشكيل محكمة شرعية من قضاة مستقلين ترتضيهم جميع الاطراف"، على ان "تلتزم الكتائب العاملة في الساحة والموقعة على هذه المبادرة، بان تكون هي الضامن لتنفيذ قرار المحكمة الشرعية"، وذلك بحسب النص الذي نشره المحيسني على موقعه الالكتروني الرسمي.
كما حدد النص "خمسة ايام من تاريخ اطلاق مبادرة الامة لاعلان من قبل (من وافق) بالتحاكم للمحكمة الشرعية". ونشر الداعية مبادرته الخميس، وتنتهي المهلة التي حددها الاثنين. وأمل المحيسني من "الدولة الاسلامية في العراق والشام، الجبهة الاسلامية، جيش المجاهدين، وجبهة ثوار سوريا، اصدار بيان بالموافقة من عدمها خلال هذه المدة".
كما دعا "جبهة النصرة وسائر المجموعات الموجودة في الساحة الشامية إلى توضيح موقفها من هذه المبادرة". واندلعت منذ الثالث من كانون الثاني/يناير معارك عنيفة بين الدولة الاسلامية، والتشكيلات الاخرى من المعارضة السورية، ادت الى مقتل نحو 1400 شخص، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
وبقيت جبهة النصرة على الحياد في غالبية هذه المعارك، الا انها وقفت الى جانب المقاتلين المعارضين في بعضها، لا سيما في مدينة الرقة (شمال) التي تمكنت الدولة الاسلامية في الاسبوع الماضي من التفرد بالسيطرة عليها. ويتهم ناشطون ومقاتلون معارضون الدولة الاسلامية بتطبيق معايير متشددة وارتكاب اعمال قتل.