في الدقائق الأولى لانتهاء مؤتمر الحوار الوطني الذي حظي بمتابعة فورية من الزعيم "المخلوع" - طبعا كلمة مخلوع تثير غضب الرئيس السابق ولذا سنصفه هنا بهذا اللفظ "الرئيس السابق , حيث قام برفع السماعة وطلب من قناة اليمن اليوم إجراء مقابلة عاجلة معه – طبعا بثت المقابلة بعد انتهاء مؤتمر الحوار بساعات فقط .. ففي قلب صالح كان الكثير يرغب في إفراغه فورا ولا يمكن تأخيره ..
حتى هنا لا يبدو في المشهد أي شي يوحي بأي جديد هام , لكن تفاصيل الحوار الذي أعلن عنه المؤتمر الشعبي العام عبر موقعة الرسمي من وقت مبكر إضافة إلى حملة كبيرة على مواقع التواصل أوحوا فيها عن الحديث الهام والتاريخي الذي سيتحدث عنه صالح لقناة "اليمن اليوم" التي قال أنه هو من أطلق عليها أسم "اليمن اليوم" تيمنا بقناة روسيا اليوم التي قال أنه يتابعها بشغف ومعجب بمهنيتها .
صالح كانت ينصت لكل كلمة من ضيوف الحوار :
مقابلة الرئيس السابق لمؤتمر الحوار أظهر اهتمامه الكبير بما سيئول إلية ذلك المؤتمر ويبدو أن النجاح الكبير وكلمة هادي التاريخية قد أشعلت في جوانح صالح جروحا مماثلة لجروح وألام حادثة دار الرئاسة .
لذا رأينا كيف قام صالح وصب جام غضبة على هادي ووصفة بناكر الجميل , وحديث صالح عنه بأنه " ماكر للأخوة والزمالة ليخدم رضا حركة الإخوان المسلمين" .
تعبير صالح تجاه هادي يؤكد من خلاله أن الرئيس هادي أصبح رجل المرحلة ورجل اليمن ألأول , ولم يعد هادي يلتفت للخلف ليستأذن أو حتى يستشير أحدا من رجال الماضي أو "حكماء النظام السابق" وأصحاب الخبرة كما وصفهم صالح .
ظهر صالح مرتعشا من خلال حركة يديه وذلك من أثار الحروق التي يعاني منها حتى اللحظة , طبعا كانت أخر عملية أجرها صالح كانت قبل أيام أجرها لإذنيه بالمستشفى السعودي الألماني ويبدو أن حالة ضعف السمع مازلت علة ترافق صالح من بعد حادث الرئاسة حتى اليوم وقد لاحظنا عدم قدرته على سماع بعض الأسئلة بوضوح خلال المقابلة لذا طلب إعادة السئوال..
بنعمر مقلب أوجاع صالح :
حديث الرئيس السابق كشف عن غضب وعدم قبول تجاه المبعوث الأممي جمال بنعمر, وقد رأينا الحركات والتصرفات التي كانت تصدر منه أثناء حديثة عنه ابتداء من مط شفتيه وحركة يديه المدعومة بالغمز واللمز , حتى وصفة بالقول " أنه لم يعد وسيطا بل تحول إلى طرف في إشارة إلى أنه قد تحول إلى خصم ضد صالح , وهي حقيقة فيها رحمة علي زعيم المؤتمر فلولا تهديداته وجلساته الخاصة معه وتواصل أطراف دولية قبيل توقيعه على المبادرة الخليجية لما خضع صالح لأي مبادرة فالحصانة التي يتمتع بها ومكوثه بين أهلة وعشيرته من فضائل بنعمر على صالح.
المبعوث الدولي كان بالفعل القوة التي خضع أمامها صالح وشعر أنه صغير وفي حاجته خاصة له بعد اشتداد المرض به قبيل التوقيع على المبادرة الخليجية ولحظات تمرده على التوقيع عليها , يومها رفضت كل الدول في منحه أي تأشيرة للعلاج بشرط قبوله بالمساعي الدولية وقد كان .
تهريج صالح على زميل أيام زمان :
كما ظهر صالح وهو يحمل قدر كبير من السخرية على رئيس الوزراء "باسندوة " بعد أن وصفة بالديكور والشخص الذي لا يقدم او يؤخر , كما المح إلى أن باسندوة أعلن عن رغبته في زيارته لكن خوفه من أن يصرح صالح بتلك الزيارة لزاره ., وهي إشارة مبطنه توحي أن الكل مازال يحترمه ويقدره ويرغب في زيارته .
لحظات الترفيه العائلي في حياة الزعيم :
وعلى هامش المقابلة وفي ظل الفراغ الكبير الذي يعيشه الزعيم , وفي أكثر من مرة من المقابلة ظهر صالح متقنا للهجة السورية وهي إشارة ربما توحي إلى متابعة صالح للمسلسلات السورية وريما يتابع المسلسلات التركية المدبلجة باللهجة السورية من باب الترفيه كما يصنع غالبية زعماء العالم وقت فراغهم ولا عيب في ذلك .
مغازلة حمراء لبيت الأحمر :
المقابلة أظهرت موقفا جديدا ومتغيرا حيال أسرة "آل ألأحمر " وهي مغازلة صالح للشيخ حميد الأحمر أكثر من مرة عبر مبادرة منه تنص على ترشيحه لمنصب رئيس الوزراء , إضافة إلى وصفة بأنه رجل دولة , وهو حديث قوي وهام من رجل يصدر عن رئيس سابق وبعد مطالب يسعى لها شخصيا في إجراء تعديل وزاري وكأنه يقول ليس لدي مانع من تعيين حميد رئيسا للوزراء مقابل أن توافقوا على فلان وفلان في الوزرات التي يسعى لها صالح .
المغازلة تحمل أكثر من معني أيا فإما صالح شعر أنه عجز في تصفية أو ألحاق أي ضرر بهذه الأسرة على الصعيد التخلص من إي واحد منهم "للعلم تم قصف بيت الشيخ عبدالله الأحمر بشتى الصواريخ يوم إرسال الوساطة من قبلة دون تورع من أي نتائج وبأمر منه " كما فشلت جهوده في حرب الحصبة , وأخيرا فشلت جهوده مع الحوثيين في الإيقاع بأي منهم في الأسر ولذا كرر إعلام الحوثيين وأعلام صالح في الترويج لإشاعة أسر هاشم الأحمر وحمير الأحمر دون جدوى .
والمعني الثاني" أن صالح يرى أن المستقبل السياسي في المرحلة القادمة سيكون مفتوحا أمام حميد الأحمر على أوسع أبواب خاصة وقد أغلق مؤتمر الحوار الوطني كل فرص الأمل وأحلام الزعامة أمام نجله أو اي من أسرته ومنعهم من الترشح للرئاسة أو ممارسة أي أعمال سياسية كبيرة ..
الحكمة تقتضي والدهاء السياسي يوجب أن يتم تليين الطرق وربط علائق المودة منذ وقت مبكر مع هذه الأسرة خاصة وهو يعلم مدى الضرر الذي حاول أن يلحقه بهم اقتصاديا ونفسيا طوال ايام الأزمة من عام 2011م وحتى اللحظة .
خسائر هذه الأسرة وتشريدها من منازلها يحمل الكثير في قاموس القبيلة ورجالها الذي يعلم صالح كيف يفكر أبناء القبائل في أخذ حقوقهم أو رد اعتبارهم .
ربما يأتي يوم يجد فيه صالح أن من السلامة والضرورة أن يتم لملمة غبار الماضي وفتح صفحة جديدة مع هذه الأسرة التي مازالت تتسلح بقوة القبيلة والمال بلا منازع في اليمن .
وقد تكون مغازلة صالح ربما مقدمات لتنازلات أخوية نسمع عنها في قادم الأيام .
الفلوس مخبأة في مكان ما :
حديث صالح يكشف أنه واثق من نفسه فيما يخص الأموال المنوهبه ويتحدث أنه سلم السلطة وفي البنك المركزي أكثر من خمسة مليار دولار.
صالح ليس موظفا صغيرا حتى يمارس ذلك النوع من الهبر المالي , ثروة صالح توسعت منذ بدايات حكمة منذ تدفق دعم صدام حسين لليمن في بداية الثمانينيات , حيث كان ذلك الدعم بدايات مبهجة لصالح في تحويل مبالغ مبالية صنعت له اليوم قدرا كبيرا من العقارات والشركات والأسهم ناهيك عن ملايين الدولارات التي كانت تدفع له من الشركات نفطية ولا تدخل أي حساب أو أي رصيد وتقدر شهريا بمئات الملايين .
اليمنيون سيكتشفون قريبا أساليب الثروة التي جمعها صالح من خلال اعتراف الأطراف التي كانت تدفع وسيظهر ذلك جليا .
جنون العظمة :
الحوار أظهر صالح أنه مصاب بجنون العظمة , حيث حاول إرسال رسائل للشعب اليمني مفادها , أن كل هذا النجاح الذي تروه في مؤتمر الحوار هو نتيجة قرارات "الزعيم صالح " التي تخلى فيها عن السلطة عن قناعة .
على كل أبناء اليمن أن ينصتوا قليلا لرجل أدمن أن يسمعه الناس لأكثر من ثلاثين عاما ولقد سمعناه ..