يمر اليمن بوقت عصيب .. واليوم هو يوم كئيب .. ف الاخوان يحشدون .. والرفاق يصطفون  .. والحوثيون يزمجرون .. وجميعهم من الثائرون .. وجميعهم متوترون وغاضبون .. وجميعهم من رواد ساحات التغيير وأحرارها المحررون .. والجميع في مواجهة الجميع في وهم معيب وضلال غريب ! ..فهل غدا يتحامقون فيصطدمون ويتقاتلون ؟ ..والجميع يتناسون دماء الشهداء .. ولا يسمعون أنين الجرحى .. ولا يهتمون لمصير المعتقلين والمخطوفين والمخفيين قسرا من شباب الثورة الأبرار ..
نعم الحكومة عاجزة وفاشلة, ولكن أليست هي في نهاية عمرها الافتراضي؟ وقد حان وقت انتهاء صلاحيتها المقررة سلفا؟ .. أذن ما الداعي لكل هذه الحشود وكل هذا التداعي لتغييرها ؟ وبالمقابل لماذا نطلق بوق إعلان الاستنفار للدفاع عنها وحمياتها من السقوط المتأخر, بينما هي سقطت فعليا وشعبيا وعلى صعيد الواقع الاداري والممارسة الميدانية, وخذلتنا جميعا وفي وقت مبكر, كما ان نهاية ولايتها قاب قوسين أو أدنى من الوصول لمحطة الختام الاخيرة في يوم السبت القادم الموافق 22فبراير2014م ؟.
حل هذه الازمة المفتعلة والتي جاءت لمآرب أخرى خفية هو بيد الرئيس هادي بأن يعلن اليوم أو غدا نهاية ولاية الحكومة القائمة ويقوم بتكلف شخصية وطنية جنوبية كفؤة ومقتدرة لتشكيل الحكومة الجديدة التي تواكب مخرجات الحوار الوطني الشامل على ان تكون حكومة تكنوقراط خالصة ومن الخبرات اليمنية المشهود لها بالكفاءة والنزاهة والحياد والاخلاص لقضايا الشعب والولاء للوطن وحده فقط دون أي جهة أخرى سواه, والأهم ان تتوفر لديهم (المكلفين بشغر الحقائب الوزارية) القدرات والكفاءات المطلوبة واللازمة على الايفاء بمهام المرحلة الصعبة القادمة والتي تتبلور وتتجسد في تنفيذ حزمة المهام الوطنية الكبيرة والشاقة التي حددتها مخرجات ومحددات مؤتمر الحوار الوطني ووثائقه المختلفة .
لعن الله المطامع الانانية في السلطة الفاسدة التي تفعل بنا كل هذه الاضرار وتجعلنا نحيد عن السراط المستقيم .. وقاتل الله الطامعين المستأثرين الخاسرين كافة .. اللهم أهدي الجميع للخيار السليم ..اللهم وفق الجميع للمسار القويم .. اللهم ألطف بعبادك الطيبون فهم لا يفقهون من أمرهم شيئا ولا يعون ما يفعلون ..
اللهم أحفظ اليمن من كل شر وأحفظها أهلها من كل مكروه