ربما لو كنا قد قرأنا هذا العنوان الخاص بالمقال قبل شهر واحد فقط ، لظننا أننا أمام مزحة سخيفة ، أو خبر مما يمكن تصنيفه تجت “الأخبار الصفراء” أو العناوين التي تجذب القاريء ، ويختلف مضمونها تماماً عن عنوانها ، ولكنني أؤكد لكم الأن أن الخبر صحيح .
فقد قرر الجيش المصري تدشين صفحة رسمية ، علي موقع الفيس بوك ، للتواصل مع الشباب المصري ، الذي بهر العالم بثورة سلمية كانت شراراتها الأساسية منطلقة من الإنترنت ، وإستطاعت الصفحة التي تم إطلاقها أمس فقط من جذب زهاء 119000 “معجب” حتي لحظة كتابة هذه السطور.
- وشملت الصفحة - التي يديرها خبراء للاعلام والتواصل من القوات المسلحة المصرية - 3 رسائل للمعجبين حتي الان ، وجاءت الرسائل في شكل صور رسمية يعلوها شعار النسر المميز لجمهورية مصر العربية ، وكانت الرسالة الأولي تحمل عبارة واضحة وهي : ” أن مصر العظيمة تتسع لكل الأراء والحريات ، التي تؤدي الي تقدم الأمة وتحقيق أهدافها” .
- أما الرسالة الثانية فجاءت تحمل الخبر الرسمي لإطلاق الصفحة في 17 فبراير ، مع تعهد بالرد علي أي إستفسار لأي مواطن علي الصفحة خلال 24 ساعة من كتابة التعليق ، مع الإشارة الي أن الصفحة سيتم نشرها في كل وسائل الإعلام المصرية .
- وجاءت الرسالة الثالثة لتأكيد نفس معني الرسالة الثالثة كما حملت إشارة واضحة لا تخطئها أي عين عن مدي الإهتمام الصادق والحقيقي بشباب ثورة 25 يناير حيث جاء في البيان ” الهدف الأسمي هو إستمرار التواصل مع الشعب المصري العظيم “وخاصة شباب 25 يناير” ).
ونقلت وكالة رويترز الإخبارية عن مستخدم للفيسبوك يطلق على نفسه لقب (ساتا وان ساتا) في تعليق على الصفحة “شكرا لجيشنا الوطني على الوصول لطريقة تناسب الشباب للتواصل والى الامام.”
، وقالت مستخدمة أخرى تدعى رشا شلبي “كنا منتظرين حاجة زي كدة من زمان.”
وقال الخبير الاعلامي المصري ياسر عبد العزيز لرويترز “الجيش أظهر قدرة غير متوقعة على تفهمه للبيئة السياسية التي يتعامل معها منذ طلب منه الرئيس المتنحي نزوله للشارع.” وأشار الى أن الجيش لجأ لوسائل الاعلام الجديد مثل مواقع التواصل الاجتماعي ورسائل الهواتف المحمولة بعدما “تطلخت سمعة وسائل الاعلام الحكومية التقليدية بسبب تغطيتها للثورة.”
- وفي النهاية لابد أن أشير بوضوح تام الي أن تلك الإستجابة السريعة من المجلس الأعلي للقوات المسلحة ، تؤكد ترسيخ الحقائق الخمس التي أشرت اليها في مقال سابق ، كناتج مباشر للثورة المصرية العظيمة ، و هي إستجابة تستهدف مخاطبة شباب ثورة 25 يناير بأسلوبهم ونمط حياتهم ، هو دليل لا يقبل الشك أن ثورة 25 يناير لم تغير فقط النظام المصري السياسي ، بل غيرت الكثير والكثير من مفاهيم قديمة ، ومن نظرات سلبية بالية لوقود كل أمة : الشباب ..