ابتكرت الطفلة "نورة القحطاني" لعبة الكترونية رسمت شخصياتها وأحداثها ومراحل تطورها حتى نهايتها، ثم تم استحداث اللعبة وبرمجتها وتنزيلها على متجر (أب ستور) للبرامج والألعاب.
وفي لقاء مع والدها المهندس منصور القحطاني قال: كنت على وشك السفر إلى الخارج، وفكرت في تحدّي بناتي الثلاث تحدّياً أعلنت عن تقييمه حين عودتي. وبالفعل طلبت منهن رسم شخصيات حسب ميولهن وتوظيفها في لعبة بمراحل من خيالهن.
وفور عودتي وجدت "نورة" قد تفوّقت على شقيقاتها بالتحدّي ورسمت شخصيات متكاملة بمراحل متعددة بأحداث مختلفة، تضمّنت 15 صفحة، وأطلقت عليها مسمى "الأرانب الشجاعة"، ثم قمت بعرضها على أحد زملائي الذي أثنى على عملها الإبداعي.
ثم اقترحت على نورة أن ترسمها على الكمبيوتر ببرنامج الرسام، فاستطاعت اجتياز التحدي بنجاح، ورسمتها بتصور دقيق وبشكل مختلف وأفضل، وكان ذلك عام 2010، في حين قمت بعملية البحث عن برمجيين لتنفيذ اللعبة.
واستكمل المهندس حديثه: كنت أبحث عن برمجيين محليين أو في الدول العربية المجاورة، فتوصلت لذلك، لكن بتكاليف عالية جداً بلغت ربع المليون ريال، ثم كثّفت البحث لشدة اهتمامي بدعم "نورة" فتوجّهت للبحث في مواقع الشبكات الالكترونية، حتى توصّلت إلى شركة في الهند، وتواصلت بشكل غير مباشر معهم، وعرضت عليهم فكرة نورة وهو ما أسعى لتحقيقه من أجل دفعها للأمام.
وأفاد القحطاني بأن اللعبة نزلت في المتجر برسوم، لكن دون رعاية للتسويق، حيث لم تأخذ حقها في الانتشار، بل انتشرت في السعودية أكثر كونها تخدم وتختص بثقافتنا وثقافة أطفالنا، ووصل متابعيها في موقع التواصل الإلكتروني "تويتر" لمليون شخص تقريباً.
ورغم ذلك إلا أنها لعبة للأطفال، والأطفال لا يملكون بطاقة "الفيزا" لشرائها من المتجر. كنا نتمنى تنزيلها بالمجان، لكننا تمنينا أن تحظى بالرعاية المادية لتغطية تكاليفها.
وعن ميول نورة قال والدها: نورة تحب الطبيعة بكل ما فيها من نباتات وحيوانات وما إلى ذلك، وتحلم بأن تصبح عالمة طبيعة.
وقد حرِصت على أن أوفر لها موسوعات تُعنى بالنباتات والحيوانات، بالإضافة إلى مجهر طلبته مني، لتستكشف مكونات أوراق الشجر التي لا ترى بالعين المجردة. كما تستهويها الكتابة، ويسعدها كثيراً أن أساعدها في ذلك بحكم مهنتي ككاتب ومؤلف ومؤسس لنادي القراء العرب.
أما عن دور الجهات المسئولة عن احتضان موهبة نورة فأكّد والدها أنها لم تحظ حتى الآن بالدعم والرعاية من أي جهة مختصة بذلك، رغم الدعم المعنوي من المحيطين بها وغيرهم، لكنها لم تُدعم دعماً فعلياً.
وأعرب عن تخوفه من أن تندثر طموحاتها، ما يجعله ووالدتها يجاهدان لتعزيز كل جديد يلاحظونه لديها أو لدى أخواتها.
أما والدة نورة "مليحة القحطاني" وهي معلمة سابقة فأفادت بأن نورة طفلة منذ صغرها تستهوي التعلم بذاتها، حيث إنها تحب المذاكرة بنفسها لتشعر بمدى إنجازها، تعلمت القراءة في سن صغيرة.
كما لمست قدرتها على الحفظ أيضاً، لا سيما أن مشاعرها تتَضح على ملامحها وأقوالها بشكل بريء، وتعودت أن أُنصت لمشاعرها قبل النوم، لتتحدث عما أزعجها وما أسعدها في كل يوم.
في حين بدأت تكتب مشاعرها فور دخولها الصف الثالث وعلى إثرها ألّفت كتابها "رسائل طفولية إلى أمي الحبيبة" الذي احتوى على جُمل إيجابية تُعزز مدى العلاقة بين الطفل والأم، كانت مثل (أنتِ أم إيجابية، أنتِ أم مبدعة، أنتِ أم أفخر بها).
وعن الكتاب الذي أنجزته نورة قالت والدتها: لقد قامت نورة بكتابة 20 قصة تقريباً ويحوي كتابها رسائل
خاصة وقد قمتُ حسب مهنتي السابقة بتنقيحه، وكان من ضمن كتاباتها الأخرى قصص من الواقع تُطوّرها ببعض من الخيال، وقصص أخرى خيالية.
وعن لعبتها الذكية تحدّثت المبتكرة نورة قائلة: تسبّب تحدّي والدي ودعم والدتي في إصراري على إنجاز هذه اللعبة بقوة، وبالفعل قمت برسم شخصياتها وترتيب مراحلها وأحداثها، وحرصت على أن تكون لعبة قريبة وملامسة لميول أبناء وبنات بلدي، فجعلت أبطالها أرانب ونمورا، حسب كل لعبة يكون فيها فريق خيّر وفريق شرير، وجعلت بكل مرحلة أربع مراحل يمر بها أربعة فصول متتالية، علماً بأنها عبارة عن ثلاث مراحل.
طفلة سعودية تبتكر لعبة إلكترونية تستهوي الأطفال عبر «أب ستور»
اخبار الساعة - محمد الزهراني - الدمام
المصدر : اليوم السعودية