الجمعة
الثانية على التوالي والتي أدى صلاتها هذه المرة أكثر من نصف مليون متظاهر في ساحة
الحرية بمدينة تعز حيث اكتظت الساحة بالمصلين وفي الشوارع والساحات المجاورة لساحة
الحرية , وقد أشار خطيب الجمعة إلى أن هذا الجمع الكبير الذي لم تشهد مدينة تعز
مثيل له من قبل إنما هو إشارة واضحة إلى أن الناس ما عادوا يتحملون الظلم والطغيان
والفساد مشيدا بأداء الشباب ودورهم الحضاري والسلمي في هذا الاعتصام المفتوح
وحفاظهم على الممتلكات العامة والخاصة منوها إلى أن اعتصام الناس إنما هو اعتصام سلمي ومطلبهم مطلب حقوقي
والمطالب الحقوقية للناس كفلتها الشرائع السماوية كافة
كما دعا
الجميع إلى مساندة هؤلاء الشباب من أجل التخلص من الظلم والطغيان والفساد وأن
يحافظوا على سلمية مظاهراتهم واعتصاما تهم ويحافظوا على كل الممتلكات الخاصة
والعامة وعلى نقل الوجه الحضاري والمشرق لهذه الثورة الحقوقية العظيمة حسب قولة
وبعد
الانتهاء من أداء صلاة الجمعة هتف مئات الآلاف من المصلين وبصوت عالي يرحل . يرحل
. يرحل والشعب. يريد. إسقاط النظام.
في هذه
الأثناء شيع الآلاف جنازة الشهيد مازن سعيد البذيجي في موكب جنائزي مهيب يعد الأول
من نوعه في مدينة تعز في مسيرة جنائزية مهيبة سيرا على الأقدام باستثناء سيارة
إسعاف تحمل الجنازة حتى مقبرة كلابه حيث
وري الثرى هناك وكانت شعارات المشيعين ثلاث شعارات لاغير . لإله إلا الله والشهيد
حبيب الله, لإله الله يسقط على عبد الله ,
يألله . يألله أسقط على عبد الله .
من جهة
ثانية أصدرت نقابة المهندسين اليمنيين بيان انضمام وتضامن مع المعتصمين في ساحة
الحرية حيث أعلنوا فيه تضامنهم اللا محدود كما أكد البيان على تقديم كل ما هوا
مطلوب في سبيل نصرة الشباب والانتصار لثورتهم الفتية .
كما
أهاب البيان بكافة المهندسين في عموم الوطن الوقوف صفا واحدا مع هذه الثورة مؤيدين
وداعمين لطالب ثورة الشباب ومطالبهم المتمثلة بضرورة وحتمية تغيير النظام الحاكم
والذي أثبت وعلى مدى أكثر من ثلاثة عقود عجاف أنه لا يجيد سوى صناعة الأزمات
والسير بالوطن نحو مصير مجهول عنوانه الرئيسي مزيدا من الفقر والتخلف والبؤس
وتدمير قيم الإنسان وموروثاته التي ضلت مصدر فخر واعتزاز اليمني بذاته طوال قرون
من الزمن .