وتزامن مع كل هذه الأحداث التاريخية العظيمة من النصر والبهجة التي تعم الشارع العربي من المحيط إلى الخليج طغت ظاهرة التوقعات والترجيحات والتأويلات حول الفخامات القادمة ومستقبل البلدان العربية بداية من تونس بالغنوشي وهذا يعتبر كابوس ترسب من النظام السابق لم يلبث أن رفضه الشعب التونسي في نفس اليوم وفي مصر كان الحلم في الانفضاض على الثورة المصرية من خلال المفاوضات على نائب منصب الرئاسة وتقديم عمر سليمان ولكن هذه الخطبة فشلت وانتصر الشعب المصري في تقرير مصيره .
أما ليبيا لم يعد هناك رهانات على أي من الشخصيات التي ارتبطت أسماءها بحمامات الدماء والمقابر الجماعية والاختطافات وحياة الهلع في ليبيا العظيمة و المشهد السياسي في ليبيا بات جليا في حاجة ملحة لتوطين الديمقراطية بشكل مباشر في هذا البلد المحروم من التنفس منذ أربعين عام وخيارات الشعب الليبي لن تذهب إلى المؤسسة العسكرية لترشيح الرئيس القادم ويكفي المعاناة التي عانى منها هذا الشعب العظيم إبان الحكم الكهنوتي القذافي من القمع والحرمان والجهل على كافة الأصعدة وفي كل الاتجاهات .
وفي اليمن استطاعت الثورة الشعبية اليمنية أن تفشل كل المخططات من مخطط التوريث إلى مخطط الانفصال إلى طموحات العودة الإمامية في شمال الوطن واستيقظ الشعب وقال كلمته في الشوارع ولا يزال واقف ومرابط محتسب إلى أن تتم تلبية مطالبه و رحيل النظام سلميا فلا مجال للتوريث ولا طريق لدعاة الانفصال إلى تقسيم الوطن ومن ابعد المستحيلات تحقيق حلم الأمام المنتظر في شعب قدم التضحيات أربعين سنة من اجل الحرية والديمقراطية والدولة اليمنية الموحدة .
ولكن الإعلام عن فوبيا التغيير ارتفع صوته في اليمن حتى تجاوز المنطق فلا يمكن أن تجد مكان إلا وتجد الناس تتبادل الحديث عن البديل ومن هو البديل القادم ومن له القدرة على قيادة السفينة وتجاوز الأزمات التي تمر بها اليمن والحفاظ على الوحدة والثورة والجمهورية وهذا الإعلام البغيض وادعا العصمة وحصر الحكمة على قيادات مخلوعة مستهلك وفشل في تونس ومصر وليبيا وحتما نحن في اليمن قادرون على قيادة الوطن ولدينا المؤهلات و الخبرات و القدرات الشابة القادرة على صناعة التاريخ وإعادة المجد لليمن الموحد الحضاري والنسا ء لم تعجز عن ولادة رجال التضحية في سبيل الوطن والشعب يقرر مصيره ويذهب الى ساحة انتخابات على غرار ما صنعته الثورة العربية الشاملة في تونس وفي مصر . .