في رصد لاصابة اطفال زج بهم في مظاهرات بالعاصمة
الطفلة شيماء تم خطفها والكتابة على ذراعيها انتقاما من عمها المؤتمري
والطالب عمار يصاب برصاصة في مسيرة صباح اليوم
لم تكن شيماء نبيل المهدي ذات العشرة اعوام تعلم وهي ذاهبة الى مدرستها يوم السبت الماضي انها ستشارك في ذلك اليوم عنوة في مظاهرات لا تعلم سببا لها سوى ان هناك حد قولها من يظاهر ( يشتي الرئيس ) والاخر ( يشتيه يرح له )
حينما قطع طريقها اثناء مرورها لزميلة لها للذهاب معا الى المدرسة رجل ذات لحية طويلة وصفته بقولها ( اصلاحي ) كانت قد رأته مسبقا يخرج من جامع الانصار القريب من منزلهم اخبرها ذلك الرجل ان عمها الذي تسكن في منزله منذ وفاة والدها انه يريدها ان تأتي اليه على الفور وكانت شيماء معتادة بين الحين والاخر ان يرسل عمها بعض الناس ليحضروها اليه اذا مااحتاج منها أي شيء
طلب ذلك الرجل من احد الاشخاص ان يرسم لها العلم اليمني في وجهها ثم شمر عن ساعديها وكتب فيهما عبارة ارحل و ( GO ) باللون الاحمر وعندما فزعت شيماء وقالت لهم ببراءة ( انا لست اصلاحية ولا اريد الرئيس ان يرحل انا مؤتمرية وعمي مؤتمري ) هددها مختطفها بان الموجودين سيضربونها اذا سمعوا كلامها واخبرها ان عمها وجميع اسرتها قد قتلوا وانها لن تستطيع العودة الى منزلها وستمكث معهم هنا وعندها قاومت وبكت حتى اصبحت في حالة هستيرية وعندما هدئت اخرجها الى خارج الخيمة وطلب منها ان تظل جالسة في احد الارصفة وانه مكانها الوحيد الامن طوال عمرها
وبينما كانت جالسة على الرصيف قالت ( رأيت صورة الرئيس وكأنه مجنون وهم يسحبوه والناس يضحكوا وسيارة حرقوها وطلب مني ان اهتف نريد اسقاط النظام وأنا ما رضيت )
ولم تنتبه شيماء لنفسها الا وهي تركض بعيدا عن الصخب الذي كان يحدث حولها بين الحين والاخر حتى شاهدها احد المارة بحالة يرثى لها وقام بنقلها لمستشفى الجمهوري ومنه انتقلت الى مستشفى 48 لتلقي العلاج
مؤكدة ان من قام بخطفها يعرف كل شيء عنهم لان والد الفتاة ميت وجاء لها بطريقة عمها
وذكرت انه عند لقاءهم بشيماء كانت في حالة نفسية سيئة ولم تصدق بانهم احياء
الطبيب المعالج لشيماء بشير الحكيمي اوضح بانها كانت تعاني من حالة خوف شديد وهلع وتم الكشف عليها من قبل طبيب نفسي وعمل لها جلسات وكذلك كشفت عليها طبيبة نساء وولادة وطبيب اطفال واوضحوا انها لم تتعرض لاي اذى بدني سوى تعرضها لاضطرابات وحالة نفسية سيئة نتيجة الخوف الشديد
من جانب اخر وصلت اليوم الى المستشفى حالة اخرى لطالب في الثانوية العامة يبلغ من العمر ثمانية عشر عاما يدعى عمار مختار الاشول كان قد اصيب برصاصة في قدمه صباح اليوم اثناء سيره في مسيرة لانصار النظام كانت قادمة من التحرير باتجاه الجامعة حينما فوجيء ومن معه باطلاق رصاص نحوهم و ورميهم بالحجارة والعصي وقوارير الماء والعصائر عندما اقتربوا من مكان مخيم المتظاهرين ضد النظام
وقال عمار ( ضربوا علينا المشترك الرصاص مادرينا من اين يمكن من اسطح بعض البيوت ورجمونا فريق من المتظاهرين بالحجارة والقوارير وضربونا بالعصي حتى هربنا ولكني اصبت برصاصة في قدمي ) مشيرا الى وجود عدد من الاطفال من زملائه معه اثناء المسيرة
عقيد دكتور عبد الحكيم لطف الراعي نائب مدير مستشفى 48 اشار الى انه وبحسب توجيهات قائد الحرس الجمهوري والقوات الخاصة العميد الركن احمد علي عبد الله صالح باستقبال الحالات التي يتم نقلها من المتظاهرين مهما كانوا مؤيدين او معارضين لأنهم كلهم أبناء وطن واحد ومواطنين يمنيين قد قام المستشفى باستقبال جميع الحالات واعلن عن استعداده لمعالجة المصابين مجانا دون استثناء من كلا الطرفين
وقال ( جاءت إلينا حتى الآن خمس حالات بإصابات متوسطة وحالة واحدة فوق المتوسطة من جميع الأطراف وحالة من عدن ومن مختلف المحافظات )
واستنكر الدكتور الراعي استخدام الاطفال في المظاهرات وتعريضهم للاذى مشيرا الى ان ذلك منافيا للاخلاق والعرف والدين وداعيا إلى وقف الفوضى والتخريب وقال ( هؤلاء الاطفال محتاجين للبناء وزرع مشاعر الحب لوطنهم ولأبناء الوطن وليس لرفع الأسلحة البيضاء والحجارة يجب أن نعلم أطفالنا حب الوطن وليس هدمه)
واضاف ( نحن لغتنا واحدة وديننا واحد وأرضنا واحدة لا فرق بين المحافظات على الإطلاق والوحدة مكسب كبير يجب أن نحافظ عليه محافظة كبيرة ولانفرط فيه نحن أو الأجيال القادمة ويجب ألا نهدم ما أنجز منذ الثورة فمعاول الهدم سريعة ولكن البناء صعب ومن أراد التظاهر فليتظاهر سلميا وعلينا العمل على بناءه )
واعلن انه في حالة اصابة أي مواطن اثناء المظاهرات او الاشتباك يمكن الاتصال فورا عبر رقم المستشفى (696315313) وسيتم انقاذ المصاب ومعالجته فورا
فيما ادان الدكتور ياسر المخلافي استخدام الأطفال في المظاهرات وزجهم في مثل هذه الاعمال او التغرير بهم معتبرا ذلك جريمة خطيرة في حقهم
دكتور ياسر عبد المغني مدير عام المستشفى خطة المستشفى الإستراتيجية ومنذ تأسيسه مبنية على خدمة الوطن ككل ولي للحرس الجمهوري والقوات الخاصة فقط وفي مرحلة التوسع القادمة سنستقبل جميع الحالات الخاصة بالمواطنين
مشيرا الى وجود تعليمات عليا صارمة لاستقبال جميع الحالات الطارئة منذ لحظة تأسيس المستشفى وعلى سبيل المثال وصلت حوادث المرور من ثمان إلى اثنا عشر حالة في اليوم ويتم تقديم الخدمة اللازمة وإذا زادت الحالات عن سعة المستشفى فانه يتم التنسيق لإحالتها إلى المستشفيات الأخرى
وقال ( نحن نعامل كل الحالات التي تصل إلينا من المظاهرات بشكل متساو ولا نسأل احد عن سبب الاعتداء أو من قام بالاعتداء عليه )
ودعا عبد المغني إلى أن يكون الحوار والعقل هو وسيلة التخاطب مستدلا بالاية القرانية (ولاتستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي احسن فاذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم ) اية 34 من سورة فصلت
كما دعا الى تقبل الرأي والراي الاخر واستخدام المنطق في الحوار والابتعاد عن الهدم وتخريب ما انجز حتى اليوم
واخيرا هذه رسالة نوجهها للجميع نحن لسنا بصدد اتهام فريق اوا تبرءة اخر ولكننا استخدام الاطفال في المظاهرات من قبل كل الاطراف وعلى جميع المنظمات الحقوقية التي تعني بالطفولة ادانة مثل هذه الاعمال والوقوف بجدية ازائها وكذلك على كل الجهات المعنية ان تعمل على منع مثل هذه التصرفات الا مسئولة تجاه جيل الغد
وعلى جميع الاطراف ان تتوقف عن التغرير بالاطفال او اختطافهم وزجهم في المسيرات والمظاهرات وتعريضهم للاذى الجسد والنفسي واكسابهم سلوكيات عدوانية تؤثر حتما على حياتهم