أخبار الساعة » السياسية » اخبار اليمن

ماذا كتب الشيخ (سلمان العودة) لصحيفة الجمهورية اليمنية..؟!

- صنعاء

نشرت صحيفة الجمهورية اليوم السبت مقالاً للداعية الاسلامي سلمان العودة تحت عنوان “خطوط الموضة”.

وفي المقال الذي انتقد فيه الداعية “سلمان العودة” الاسلوب المتبع في تقليد “الموضة” ومدى “تأثيرها في الشكل” وقال “لا يمكن اعتبار الموضة عادة، إذ ليس لها دوام أو رسوخ، لكن متابعة الموضات والخضوع لسحرها وسلطانها وجاذبيتها هو عادة.”

وكتب العودة “الموضات ظاهرة جماهيرية تنخفض عن رتبة العادة أو العرف، وليس لها قداسة أو دوام، وهي مناقضة تمامًا للتقاليد.”

واستنكر العودة في ختامة مقالة عجز المجتمعات العربية “عن تقديم بديل معبر” عن ثقافتها والمستجيب لفطرتها ومحبتها للتغيير والجمال والذوق والجاذبية رغم الثراء الفاحش والأبواب المفتوحة إلا أن الإرادة غير قائمة.”

وفيما يلي نص المقالة كاملة:

رأت في «الحاير» رواية (الأرض الطيبة) لـ«بيرل باك»، وتعرفت على معاناة الفتاة في مجتمع صيني يعتبر أن الجمال هو في القدم الصغيرة، ولذا توضع القدم الغضة في إطار حديدي يمنعها من النمو المعتاد!..
والشيء ذاته في (بجعات برية).
وضع القدم أهون وأقل كلفة من وضع (المخ)!

حتى في معيار الجمال يصبح قانون الموضة ساري المفعول، وكأن الفرد ينظر بمرآة الآخرين وأن العقل الجمعي يتحكم في ذوقه، واليوم أصبحت الرشاقة هوس البنات، واختيار عارضات الأزياء يتم وفق هذا القانون، بينما كان العرب أو بعضهم يمتدحون المرأة المليئة.
الموضة تتحدى الذوق الشخصي أحياناً.

لا يمكن اعتبار الموضة عادة، إذ ليس لها دوام أو رسوخ، لكن متابعة الموضات والخضوع لسحرها وسلطانها وجاذبيتها هو عادة، والانتقال بسرعة إلى الجديد ونبذ القديم هو عادة أيضاً.

خطوط الموضة أصبحت بالنسبة لبعض الفتيات (زنازين ناعمة)، وهدراً مالياً، وزهداً في طيبات الطعام والحياة البسيطة.
الموضة نقلت عادة التبرج والعري لتصبح جزءًا من ثقافة المرأة في كل مكان إلا من رحم الله، حتى في لباس العباءة وما يراد منه الستر أصبح عرضة للإغراء والفتنة.
وتعدى إلى الأثاث المنزلي، وتصميم المنازل والترويح وقضاء الإجازات وتفاصيل السلوك والفن، وصارت قيم التحرر والتحضر والحقوق متصلة بالتقليعات والموضات التي تعبر عنها.

الموضات ظاهرة جماهيرية تنخفض عن رتبة العادة أو العرف، وليس لها قداسة أو دوام، وهي مناقضة تمامًا للتقاليد، فالموضة تعني الجديد العابر غير التقليدي.
التقاليد تنتقل من السلف إلى الخلف بشكل رأسي، أما الموضات فتنتقل من جماعة إلى أخرى بشكل أفقي.
التقاليد: محاكاة القدماء.
الموضة: محاكاة المعاصرين.
التقاليد محبوبة لأنها مألوفة، والموضات محبوبة أيضاً لأنها جديدة وطريفة (ولكل جديد لذة).
التقاليد مرتبطة بقيم أساسية، والموضات شكلية وكمالية.
الموضة تشيع بشكل غير منظم يأخذ بها قوم ويتخلى عنها آخرون.
التقليد سابق للفكرة وللحكم والرأي الشخصي، أما الموضة فتابعة لها فهي تتغير بتغير الأفكار والآراء والأذواق.
الموضة تشعر صاحبها بامتياز واحترام، وتعطيه شعوراً بالخصوصية عن الآخرين، ولكنها تعود لتكون تقليداً ومحاكاة لمن سبقوا في تلقف الموضة!
الأخذ بالموضة انتماء لشريحة خاصة، كالطبقة المخملية مثلاً.
قد تكون الموضة شديدة الضرر مثل تشويه شكل الجمجمة أو الوجه أو تصغير القدم أو الكعب العالي أو الوشم.
الإناث أكثر استعباداً للموضة ولو كانت بعيدة عن التفكير المنطقي.
الموضة كلمة في القاموس النسائي لأنها تمد المرأة بين الفينة والأخرى بعنصر الجاذبية، قد تتحمل المرأة الألم النفسي (عارضات الأزياء) والألم البدني لرعاية الموضة.
في أوروبا القديمة حاربوا الملابس غير المحتشمة واقترحوا قماشًا يلف على الصدر والرقبة فاتُّهموا بالرجعية.
وفي أمريكا وُوجهت الموضة بمظاهرات باعتبارها ضد فكرة تحرير المرأة.
لماذا تخضع المرأة للموضة؟
- لأن المرأة بطبعها تحب أن تسترعي النظر وتجذب الانتباه وتثير الإعجاب.
- وبسبب الخوف من النقد اللاذع أو من التخلف عن مسايرة الركب.
إذا اندثرت الموضة صار كل ما يتعلق بها غير مستساغ.
إذا كانت في الملابس الطويلة بدا القصير شاذاً وقبيحاً والعكس.
متى شاءت جعلت الشيء حسناً ومتى شاءت جعلته قبيحاً.
مصدر الموضة؟
فرنسا مصدر الموضات من الملابس.
وفي داخل المجتمع الواحد عادة تكون الطبقة المترفة مصدر الموضات - لتميزها وغناها وعلاقاتها.
حينما تنتشر وتتسع تفقد قيمتها وتصبح نمطاً مألوفاً وتتقلص بنفس الترتيب السابق بدءاً من الطبقة الراقية.
هناك انتخاب طبيعي باختيار موضات لتستقر وتكون تقليداً.
يمكن تحويل الموضة لأداة ذات وظيفة اجتماعية تسمح بالتجديد والتطوير والتفاعل مع المتغير.
هي نوع من التغيير الاجتماعي الذي يحدث ولا بد، وقد تكون سبباً في صيانة التركيبة الاجتماعية.
فرق بين موضة كالثورة الجنسية أو زواج المرافقة، وبين تعليم المرأة أو عمل المرأة.
السلوك العادي لا يسمى موضة ولو كان منتقلاً، عندما نلقي التحية أو نتبادل خطابات التهاني والمواساة أو نحتفل بالمناسبات، فكلها أفعال تلقائية لا توجد سلطة رسمية تفرضها، وإنما تدفعنا إليها سلطة المجتمع.
استحواذ الغرب على الصناعة والإعلام جعل السوق العربية والإسلامية منطقة استقبال للفنون والأشكال والأزياء والتسريحات وأنماط العلاقة والصيغ اللفظية واللغوية التي نستخدمها لنعبر عن المواكبة.
عجزت مجتمعاتنا عن تقديم بديلها المعبر عن ثقافتها والمستجيب لفطرتها ومحبتها للتغيير والجمال والذوق والجاذبية على رغم الثراء الفاحش والأبواب المفتوحة إلا أن الإرادة غير قائمة.

Total time: 0.048