أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

ثورة الشعوب العربية أعادة جسور الثقة والوحدة بين العرب

- صالح العجمي
منذ اندلاع شرارة الثورة العربية من تونس وانتقالها إلى مصر وانتصارها في كلا البلدين وهي  تقدم المعجزة للجميع وتلبي مطلب الجميع في الوحدة العربية حيث أن الشعارات والجماعات  لم  تتواني في الانضمام إلى هذه الثورة الكبرى  ثورة العروبة والكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية .
 
   فلم نعد بحاجة إلى أحزاب ولا تيارات وفواصل وقواسم نحن جميعا نتشارك الهم الكبير في إسقاط النظام وإقامة دولة وطنية تكفل للجميع  الحقوق المتساوية وعلى هذا المسار  التف حولها كل العرب الأحرار من جميع الأطياف وفشلت رهانات أعداء الأمة في تمزيق الشعوب العربية في اجتماع الشعبين التونسي والمصري في طابور الثور ة العربية التي حققت النصر العظيم   في المرحلة الأولى للثورة العربية
 
 
والمرحلة الثانية من الثورة المباركة في ليبيا التي تختلف في التركيبة الديموجرافية وتوسع الطابع القبلي في هذا البلد العظيم ولكن الحزبيات كانت شبه معدومة و كل التيارات محاصرة ومعدومة ولا كلمة تعلو إلا كلمة الكتاب الأخضر كتاب السحر والشعوذة و لهذا كان لهذا الحجم من المظلومية  التي تعرض لها  الشعب  وانعدام   ما يسمى  الحزبيات والطوائف  من عوامل انتصار الثورة  حيث ان الجميع   كان على اهبة الاستعداد وبدون مخاوف من تسلط جهة معينة في الانقضاض على الثورة  وسرقتها لصالح تيار أو  جهة معينة  .
   وفقد القذافي شرعيته وهو في مقدمة المطلوبين للمحاكمة الدولية والثورة الليبية منتصرة حتما وكسبت التأييد الدولي والشعوب العربية جميعا مع هذه الثورة ضد الفساد القذافي  الذي عبث بالقيم والدين الإسلامي ربعه عقود متوالية وحرف الدين و الإسلام   وكان يعتقد القذافي أنه قادر على تحجيم الثورة العربية بالعنف والقوة  وتجاهل  انه حكم على نفسه وعائلته ومن ينتمي إليه بالإعدام  في مواجهة شعب اختار طريقه نحو الحرية والتخلص  من القدسية المطلقة لشخص مجنون  وقف حجر عثرة في  وجه حرية الشعب الليبي حتى وصلت العزلة بالشعب الليبي عزلة داخلية بين المدن والقرى  الليبية نفسها وعزله خارجية يكاد المواطن الليبي لا يذكر في أي تجمع عربي أو دولي .
     وهذا النموذج و طريق جنون العظمة في التعامل مع الشعوب مهم جدا في طريق الثورة العربية لحرية الشعوب من الكهنوت حيث كشف القذافي  عن النفس الشريرة للزعماء العرب في تقديس السلطة وذبح الشعوب فداء للكرسي وتجربة عنف مفرط لم تنجح وأسقطت شرعية هذا الحاكم  ولكن مع إسقاط حريته وحياته فهو محاكم ومطلوب قضائيا وارتكب جرائم إنسانية والزعماء في البلدان القادمة جدير بهم استيعاب هذا الدرس في ليبيا  وكان يعتقد القذافي أنه قادر على تحجيم الثورة العربية بالعنف والقوة  وتجاهل  انه حكم على نفسه وعائلته ومن ينتمي إليه بالإعدام  .
 
 
 
 ويدخل في المرحلة الثانية للثورة العربية العظيمة المنتصرة ضد الدكتاتورية  في  اليمن التي كادت أن تتمزق ويتخطفها الطير بالشعارات الانفصالية والحوثية وشعارات الأحزاب الأخرى و الدعوات لتجزئة الوطن  إلى أجزاء متعددة وبفضل الثورة الشعبية تساقطت كل الشعارات وتوجه الجميع بصوت واحد الشعب يريد إسقاط  النظام  وكشفت الحقائق للشعب أن كل هذه الدسائس والفقاعات الإعلامية عن الانفصال و مشروع الدولة الأمامية والمشاريع الصغيرة مجرد ذريعة  من القيادة السياسية لكي تحجب عن الجميع  حقوقهم المشروعة في المشاركة  السياسية
      وكانت هذه المرحلة من الثورة الشعبية اليمنية كفيله بوضع النقاط على الحروف والقول الشعب مع  التغيير وبادر الجميع  برمي كل الشعارات وتوجه إلي ميدان الاعتصام السلمي حاملا قطعة قماش يشع فوقه نور كلمة إرحل إرحل الكرسي تحتك ذحل بنكهة يمنية وافشل كل الأقاويل التي روج لها في الساحة عن السلاح والشعب اليمني شعب لديه سلاح ولكنه اثبت أن لديه الوعي الكافي للحفاظ على الشعب ولم يضرم النار في أي جهة من الجهات أو مبنى من المباني الحكومية أو الخاصة وتوسعت الثورة  في كافة  الميادين من الشمال للجنوب  ولهذا فالثورة العربية في اليمن  كبست الشعب والأحزاب والطوائف وجمعت الشمل وحققت الحلم الكبير الذي  كان من الصعب أن يتحقق  في ظل توتر سياسي وتوجهات مختلفة تدفع بها أجنده سياسية داخليه للأمام  و تحاول الحيلولة بين الشعب و الوحدة و الاجتماع على التغيير حتى لا تفقد شرعيتها ولكنها فقدت شرعيتها فعلا والشعب يقول كلمته الآن إرحل ولدينا البديل يا علي صالح  يكفيك ثلاثة وثلاثين عام ولم تقدم للوطن شيء

Total time: 0.0463