في ظل الأزمة الراهنة والدائرة على الساحة العربية .. وعلى الساحة اليمنية بوجه الخصوص أمام العديد من المواطنين عدة تساؤلات عن مصير اليمن في المرحلة القادمة
إذ تبادر الحكومة الى وضع حلول للتفاوض وتقدم مبادرات تلو المبادرات .. وتأبى المعارضة إلا إسقاط الحكومة في الحال وعدم مكوثها في السلطة.
اذا انزلقت اليمن في حرب أهلية فستكون عصية على جميع الأطراف .. إذ لن يستطيع من يطالب الآن بالثورة أن يحكم اليمن .. ولا حتى الحكومة ان تسيطر على الوضع اذا خرجت الأمور عن السيطرة.
رغم ان الإعتصامات سلمية .. ومطالبها مشروعة .. إلا ان الأمور تخرج عن السيطرة وخاصة بانضمام محتجين الى الإعتصامات من اجل افتعال المشاكل ونزيف الدماء كما حصل أول من أمس اثر قيام مجموعة من اهالي خولان بالاحتكاك بالأمن .. والتخييم في منطقة ليسوا هم بحاجة إليها ابدا .. ولكن الهدف منها إراقة الدماء إما ليكسب المعتصمون المزيد من التعاطف المحلي والدولي .. او لتدويل الأزمة ليستفيد منها أطراف أخرى وتربص المتربصين السوء بهذا الوطن.
الشيء الآخر .. كان الأجدر بالشباب الثوري .. أن يضع مبادرته من أجل إسقاط النظام .. ليست مبادرة تعنتية .. ولكنها مبادرة وطنية تضمن للبلد أمنه وسلامته والحفاظ على ما تبقى منه.
إذ لابد من أن يقدم كل طرف من الأطراف تنازلاته ليكون أكثر وطنية من الآخر .. نحن نطالب الحكومة بالوطنية .. ولكن نسينا ان نطالب المعارضة بالوطنية أيضا وان يخرجوا بحلول وسط .
أيضا رغم انضمام الحوثيين للاعتصامات السلمية رغم حروبهم السابقة مع الدولة .. إلا اننا لم نعرف لهم مطالب من قبل كإسقاط الفساد .. ومحاكمة المفسدين .. بل لقد تعدوا حدود اللياقة بمطالبهم .. خاصة مع إغلاقهم للمدارس .. ومطالبتهم بتغيير المناهج .. وعودة الإمامة .. إذ لم يكونوا يوما بحاجة للأموال فما لديهم من اموال تكفيهم حتى لشراء بعض القادة ضعاف النفوس .. وعتاد بعض المعسكرات.
فيا ترى ما ستكون مطالبهم بعد إسقاط النظام .. وكيف سيلبي شباب التغيير مطالبهم القادمة .. خاصة وأنهم ممن شارك في صنع ثورتهم.
يتفق اكثر الشعب اليمني ان اليمن تمر بمرحله صعبة وخاصة في ظل تربُص بعض الأطراف السوء باليمن رغم توحد مطالبهم حاليا وهي إسقاط النظام .. إلا ان تلك الأطرف دخلت في الإحتجاجات السلمية على أساس أن تكسب من خلالها ما لم تكسبه في النزاع مع الدولة .. امثال حراك الجنوب جنوبا .. والحوثييون شمالا .
قامت ثورة مصر .. لكن لم يطالب الأقباط بدولتهم المستقلة ولو يوما واحدا .. ولم يطالب كذالك أهل الصعيد فك الإرتباط عن الدولة أيضا .. بل لقد كانوا متوحدين المطالب ومتوحدين المصير.
بالأخير سيظل عنون الموضوع قائما : من سيكون اكثر وطنية وأكثر حكمة لإخراج اليمن من عاصفة قد تلم به .. وترجعنا للوراء حقوبا طويلة..