أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

أيآتُ المعارض ثلاث

- عبدالخالق عطشان

لم تُبلى اليمن بمثل ما بُليت به اليوم من رزايا ومصائب فلا تكاد ترفع مصيبة حتى تحل محلها اخرى مساوية لها في القوة ولها اتجاهات متعددة..،  ومن هذه المصائب الفساد والذي أصبح  ذو طابع منظم ومدعوم.
ورغم التطورات الحاصلة ابان الثوره الشبابيه الشعبيه الا ان اهم عبثيه تقوم عليها الدولة هي: السلطة [الحاكمة المعارضه] في آن واحد  فهي تحكم في النهار وتعارض في الليل ، وتحكم في الوزارات وتعارض في الصحف والمجلات ، تحكم بوزرائها الساسة وتعارض بقادتها ومرجعياتها الحزبية والفكرية ، تحكم برموزها وتعارض بقواعدها .
 إنه تقاسم لإدارة السلطة والمعارضة ولقد تناسى هؤلاء (الحكام المعارضون ) قوله تعالى (ما جعل الله لرجلٍ من قلبين في جوفه)ويبدو أنهم تأولوا الآية وجعلوا لهم اكثر من قلبين لتبرير هذه السياسة والخروج من الإثم ..
لكم كان غريبا ان تُحارب الدولة الازدواج الوظيفي وهي اليوم تكرس الازدواج السياسي متخذة من المبادرة الخليجيه دستورا لذلك وعلى الرغم من ذلك إلا أن هناك مايبعث على الامل من أن هذا الجمع بين (الاختين) السلطة والمعارضة انه مباح مؤقتا في ظل الاوضاع الراهنة ومحرم مؤبدا فيما بعدها إلا ان الخشية ان يكون هذا الجمع بذرة قد ترعاها قادم الايام.
 اليوم الكل يعارض ويتخذ اساليب المعارضه (اليد-اللسان-القلب)وكلٌ يورد قائمه من الحجج والبراهين والأدلة العقليه والنقلية على صدق معارضته وكلٌ يرى مصلحه الوطن من زاويته (الحاده) فقط متجاهلا بقية الزوايا لكن هناك علامات واضحة وهامة للمعارض الذي يرجوا بمعارضة وجه الله ثم وجه الوطن والتي منها :
1 – المصداقيــة :  فمن المضحك أن ينادي معارض بالتنديد بالعنف ضد الاطفال وهو يقوم باضطهاد الطفل وأمه وأبيه وأهله وعشيرته ومن يأويه وتسبب في تشرد الآلاف من منازلهم وأصبحوا يفترشون الغبراء ويلتحفون السماء. ، بل ويعارض التدخل الاجنبي وهو في احظان الاجنبي ويطالب ببسط نفوذ الدوله وهو لا يقر بشرعية الدوله بل ويعتبر نفسه دولة قائمة بذاتها ويعارض استعباد الحاكم وهو يمارس الاستعباد بأبشع صوره فهو صاحب الحق الإلهي بالتسيد على غيره وأن منازعته كفر.
2 – التجـــرد : والتجرد هنا بمعناه الوطني هو التجرد من الولاءات المذهبيه والحزبية.. ، واعترفُ ان هناك تجرد الا انة تجرد من الحياء فقد صنع هؤلاء المتجردون من الحياء ماشاؤا فان عارضوا فانهم ينطلقون من أدبيات احزابهم ومن ملازم اسيادهم ومن فتاوى بعض علمائهم انها معارضة تصدرت القائمه بكسبها نقاط للحزب والجماعة والمذهب فيما الوطن والشعب يقبع في آخر القائمه بغير نقاط بل لقد دفع التعصب وعدم التجرد ببعض المعارضين اليوم المطالبة بإسقاط هادي وكل من اوصل هادي الى سدة الحكم
3 – الترفـــع  : والذي يعني التغاضي عن سفاسف الأمور وعدم التهويل لها فليس كل أمر يجب اعتراضه والتشهير به.. ، ومن الترفع عدم تصيد الأخطاء وتتبع العثرات وكشف العورات فالناس لهم هفوات وكما يقال لكل (جواد كبوه) و(التمس لأخيك ستين عذرا) فالحدث الصغير والخطأ الاصغر يتلقفهُ بعض المعارضون ويصنعون منه عنوانا بارزا وحدثا إقليما وفلماً عالميا سرعان ما تُبخِره الحقيقة وتقذف به أمواج اليقين وعند ذلك تنكشف سوءة هؤلاء المعارضون إلا أنهم يسترون عوراتهم باليد اليمنى فيما اليسرى ترفع راية معارضتهم بلا مصداقية ودون تجرد وبلا ترفع...

 

Total time: 0.042