أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

تحية للكويت الحبيب

- د/ علي عبد القوي الغفاري *

عندما قرر عدد من السياسيين والأكاديميين ومراكز البحوث ومنظمات المجتمع المدني اليمني إحياء مبادرة  بعنوان : الوفاء للكويت الحبيب ،  سارعت كغيري للمشاركة في التعبير  عن الوفاء  والثناء والشكر لمن يستحقه للواجب القومي والعروبي الذي قامت به دولة الكويت  فور قيام ثورة سبتمبر 1962 في شمال اليمن وإحراز الإستقلال الوطني في جنوب الوطن عام 1967م 

فالتحية لهذ البلد الشقيق الذي عمت  مساعداته الوطن اليمني شماله وجنوبه ، ولا يخالجنا الشك أن اليمنيين مجمعين على أن دور المساعدات الكويتية  مثلت إنجازاً حقيقياً  وعظيماً للمبادئ والأهداف التي لأجلها قامت الثورات العربية التحررية في خمسينات وستينات القرن الماضي
 .
 التي جاءت إمتدادً لثورة 23 يوليو في مصروجلاء الهيمنة الإستعمارية التي طالت عالمنا العربي  شرقه وغربه  منذ هزيمة الدولة العثمانية في نهاية الحرب العالمية الأولى ، ولأن الحديث عن الكويت ودوره في اليمن وفي عدد من الدول الشقيقة والصديقة  ، فإننا في اليمن نؤكد عن معنى الوفاء الحقيقي لشعب وحكومة الكويت التي سارعت منذ الأيام الأولى لإ ستقلالها عام 1961م بل منذ قبل إستقلالها  ،  فقدعملت  بفضل حكمة أبنائها المخلصين على تسخير جزء من ثروتها المالية في مساعدة أشقائها في جنوب الجزيرة وشمالها ، ثم إمتدت مساعداتها على النطاقين العربي والدولي .

وهذا الشعور الأخوي النبيل إن دل على شيئ فإنما يدل على عروبة أهل الكويت  في مساعدة الأشقاء العرب الذين كانوا في حاجة ماسة لذلك العون السخي الذي يمثل قمة  التضامن العربي الصادق الذي أشارت إليه القواسم المشتركة المفترض أن تكون بين أبناء الوطن الواحد الذي تجمعه كل العوامل والقواسم الموحدة لعالمنا العربي ، والتي تتطلب  وقت الحاجة و الظروف الصعبة أن تكون هذه المواقف الأصيلة  متاحة ومتوفرة لمواجهة التحديات والصعوبات المتمثلة بالتخلف الناتج عن سؤ الإدارة وشيوع الفقر والجهل والمرض
وهكذا عمل الكويت مع أشقائه في شمال الجزيرة عندما كانوا في الحاجة في نهاية خمسينات القرن الماضي وعمل كذلك لليمن بشطريه  السابقين إيماناً منه أن جزءً من ثروته التي وهبها الله سبحانه على أرضه  لابد وأن تكون عوناً في خدمة الأشقاء ،  تلك كانت السياسة الخارجية الكويتية  التي إتبعتها الحكومة الكويتية الرشيدة منذ الإستقلال ، ودرجت عليها على إمتداد نصف قرن ولازالت .

 ولا أبالغ عندما طلب مني المشاركة في هذه المبادرة أنني صعقت من المعلومات وهي قليلة التي وجدتها في مكتبتي المتواضعة والتي تحتوي على الكم الهائل من المساعدات الأخوية غير المشروطة التي قدمها الكويت إلى اليمن الشقيق تلك المساعدات المتمثلة بالمشاريع العملاقة والشامخة والتي لم تشمل صنعاء وعدن بل تعدت محافظات وقرى وعزل الشطرين السابقين متخذة من مجالات الصحة والتعليم  والبناء من خلال الهيئة العامة للجنوب والخليج العربي عنواناً مشرقاً ومضيئاً لعلاقات البلدين الشقيقين ، بل إن الكويت بفضل حكمة قياداته المتتابعة لآل الصباح عملت على تحقيق الهدف الثالث للثورة اليمنية وهو القضاء على الفقر والجهل والمرض الذي كان سائداً في ربوع اليمن ورفع مستوى الشعب اليمني إقتصاديا ًواجتماعيا ًوسياسياً وثقافياً ، ولايسمح المجال لذكر الأرقام وعدد المشاريع والجامعات والكليات والمستشفيات والمعامل  والمكتبات وكذا شق الطرقات . لقد تركت الكويت من خلال أعمالها الأخوية في اليمن وفي دول أخرى الأثر الطيب الذكر الذي لا يمكن أن ينسى أو يمحى من الذاكرة عبر التاريخ .

د/ علي عبد القوي الغفاري
رئيس المركز اليمني للدراسات الدبلوماسية والعلاقات الدولية
رئيس اللجنة السياسية والعلاقات الخارجية لمبادرة الوفاء للكويت
صنعاء في 8 مايو 2014م

Total time: 0.0409