أخبار الساعة » دراسات ومتابعات » تحليل ومتابعات

أغنية زنقة زنقة

- تيسير الغول
العقيد معمر القذافي ملك الملوك تحوّل من رئيس جماهيرية عظمى الى مغني (راب)وذلك بعد ذيوع أغنيته الشهيرة زنقة زنقة والتي غناها امام جماهير واسعة من الشعوب العربية وعلى طريقة الراب الأمريكية المثيرة الصاخبة.كان أول مقطع للأغنية هو :شبر شبر بيت بيت دار دار زنقة زنقة. الى الامام الى الامام ثوره ثورة. وقد أبدعت فرقته الموسيقية في الإيقاع وخاصة حينما يصل الى كلمة زنقة زنقة فقد كانت الأجمل والأعذب وذلك من خلال الصدح والردح الذي تميز به الرئيس عن دون أقرانه من المنخلعين. أما صدى الصوت وترجيحاته فقد أفضت على الأغنية أيقاعاً مميزاً غريباً أثارة شهوة العاشقين لهذا النوع من أغاني الراب .
الغريب في الأمر أن القذافي يملك مواهب كثيرة يبدع فيها ابدعاً عظيماً . حيث استطاع أن يقنع العالم أن ليبيا ليس فيها اية مظاهرات أو أي مشاكل وأن الأمر لا يعدو عن مسيرات كرنفالية مؤيدة لسيادة الرئيس جابت شوارع المدن وأحيائها وزنقاتها.
مهارة الكذب والغش والخداع سمة يشترك فيها كل المخاليع الذين خلعتهم الشعوب ابتداءً من الزين وانتهاءً بمبارك مروراً بالقذافي المهرّج المجنون. بل إن إن هناك صفات مشتركة يتحلى بها المنخلعين أكثر من صفة الكذب والغش. فهناك البلطجة التي استخدمها المخاليع الثلاثة بطرق تكاد تكون متشابهة في الصناعة والسيناريو.فذلك الذي أرسل زبانيته ليطلق النار على المسالمين وذاك الذي أرسل خيله وإبله على الناس الآمنين. وهذا الذي أرسل مليشياته وطيرانه لتدك العزّل من الناس الذين قالوا بعد أربعين سنة من الاستعباد لا للطاغية الزنديق. وأيضاً فإن السرقة والسرسرة على مقدرات الشعوب كانت عاملاً مشتركاً بين المخاليع الثلاثة حيث تبين أن الأمة كانت أمام شلة من اللصوص الأوغاد تنهب وتسرق وتستغل وتفسد في العلن والخفاء والكل في نوم عميق عما يحدث.فذلك الذي سرق خزينة دولته هو وزوجته وولى هارباً ولم يعقب. وذاك الذي ملك المليارات التي حرم منها الشعوب والجوعى وأرسلها الى بنوك الغرب ودكاكينه وعاث أبنائه وأسرته وولغوا بدماء الأمة واستنزفوا عرق جبينهم.وهذا الذي استنزف أموال بلاده ليصبح ملكاً للملوك وقريباً منه أمة تعاني الجوع والذل والمخمصة.
أما الإدعاء أن الشعوب تحبهم وتلهج بالدعاء لهم بطول العمر وأنهم مستعدون أن يضحّوا لأجلهم ويموتوا دونهم فهذه كذبة وفرية ما بعدها كذبة . فإن الشعوب فاقت من سباتها وأدركت أن أولئك الرويبضة لا يخرجون من دائرة الإتهام وأنهم أقل شأناً من أن يموت الناس دونهم أو ينصرونهم إذا ضاقت عليهم الأرض يوماً .بل إن الأحذية كانت العامل المشترك في وداعهم حينما حانت ساعة الصفر التي انتظرتها الشعوب طويلاً.
نحمد الله تعالى الذي أحيانا لنرى بأعيننا أولئك الطغاة وهم يتساقطون واحداً تلو الآخر بعد أن اذاقونا الويل والثبور واذلونا أمام اعدائنا مرّة وأمام أنفسنا مرات ومرات. نحمد الله تعالى أننا رأينا ما كنا متأكدين من تحقيقه وطالما حذرنا من مغبته إن استمر الحال على ما كان عليه. ولكن الله تعالى أبى أن تكون الذكرى إلا للمؤمنين ولمن كان له قلب أو القى السمع وهو شهيد.والى مشهد آخر من تلك المشاهد العجيبة المفرحة. نراكم على خير ونستودعكم الله تعالى.

Total time: 0.0533