أخبار الساعة » السياسية » اخبار اليمن

من أسرار دعم الإرهاب : شيخ قبلي من مأرب يتهم المخلوع بدعم الأعمال التخريبية وعلاقته بآل شبوان قوية

- متابعات

اتهم الرئيس السابق بالوقوف خلف الأعمال التخريبية.. وحث الرئيس هادي على سرعة تنفيذ قرارات مؤتمر الحوار.. ودافع عن حكومة الوفاق ومحافظ مأرب.. ودعا الشباب لإنقاذ الثورة.. ونصح المؤتمر بالابتعاد عن صالح والحوثين بالتخلّي عن السلاح والحراكيين بالتمسك بوثيقة بنعمر..

الشيخ علي ناجي الصلاحي – محافظ الجوف سابقاً في حوار أجرته اسبوعية (اليقين) فإليه:

 

- بداية ما قراءتك للمشهد السياسي في بلادنا؟

المشهد السياسي في اليمن يتجه نحو نفق مظلم إذا لم تتداركه عناية الله ثم صحوة سريعة من القيادة السياسية والأحزاب وكل المهتمين بمصلحة اليمن.

- خرجنا من ثورة 2011م إلى تسوية سياسية وفق مبادرة خليجية، ثم حوار وطني أفضى إلى فيدرالية الأقاليم، لكن المواطن لم يشعر بأي تغيير للأفضل وإنما للأسوأ. لماذا برأيك؟

لأننا اقتنعنا بنصف ثورة وبقي النظام الذي قامت الثورة ضده لم يتغير إلا رأس النظام، تغيير شكلي، وظل يسيّر أمور البلاد من منزله كرئيس لحزب المؤتمر الشعبي العام وحلفائه، ومستعيناً بخبراته وحنكته وإمكاناته استطاع إيقاف مسيرة التغيير، بل والعمل على إفشالها.. وهاهو يقترب من تحقيق هدفه.

- كيف؟

إذا هدأت المواجهات في صعدة ودماج تشتعل في الجوف، وإذا هدأت الحرب في شبوة وأبين تقرح في مأرب أو في عمران.. وهذا يعني أن هناك من يتحكم في إشعال جذوة المواجهات، وهو علي عبدالله صالح بالتعاون مع الحوثي وعلي البيض والقاعدة، وما هو حاصل الآن في المحافظات من أعمال تخريبية وحروب وظهور جمهور لما يسمى بفك الارتباط.. كل ذلك وعدنا به علي عبدالله صالح قبل أن يُسلّم السلطة؛ فقد وعد بالصوملة والعرقنة والإمامة والقاعدة وتفتيت الوطن والحرب من بيت إلى بيت وهاهو يفي بوعده.

- هل تتوقع أن السلطة القائمة قادرة على تنفيذ مخرجات الحوار رغم أنها عاجزة عن توفير البنزين والديزل وحتى توفير مرتبات الموظفين خصوصاً بعد فتور الحماس الخليجي وتوقفهم عن مساعدة اليمن باستثناء الوعود؟

لا يرتقي شعبٌ إلى أوج العُلى ما لم يكن بانوه من أبنائه.

السلطة غير قادرة على تنفيذ نتائج الحوار الوطني وما يتعلق بها -خاصة موضوع الأقاليم- ما لم تقف جماهير 11 فبراير إلى جانب السلطة، وكذلك أحزاب اللقاء المشترك وعقلاء المؤتمر وكل شرائح وفئات الشعب. ونقول للمعنيين بتنفيذ ما جاء به مؤتمر الحوار الوطني من قرارات اتفق عليها الجميع نقول لهم وعلى رأسهم الرئيس عبدربه منصور هادي: إن التمادي في التنفيذ سيؤدي إلى الفشل.. وهذا واضح لكل ذي بصيرة. فمن الواضح أن أعداء مسيرة التغيير كل يوم أقوى وكل يوم تتزايد تحركاتهم واتصالاتهم ومبعوثيهم إلى مختلف الدول، ونحن كل يوم أبعد من بعضنا وكل يوم يتوسع العمل على تشويه سمعة الرئيس وتتوالى المحاولات لاغتياله، وكذلك تعالي الأصوات المطالبة بإسقاط الحكومة. ولعلك شاهدت وسمعت ما حصل من مجلس النواب ضد الحكومة مع علم أعضاء مجلس النواب بأن إسقاط الحكومة يعتبر شرخاً في سور منظومة التغيير وأن ما تقوم به الحكومة من أعمال هو مبلغ جهدهم، ومهما يكن من أخطاء من الحكومة فلا يبرر ذلك للبرلمان العمل على إسقاطها، بل يجب طلب الوزير المخطئ ومحاسبته أو مناصحته. أما أن يقوم المجلس بصبّ جام غضبه على الكل، بما فيهم الرجل الشريف النظيف محمد سالم باسندوه، فهذا يعني أن المجلس وجد نفسه مطلق اليد واللسان في ظل غياب علي عبدالله صالح، الذي لم يكن يسمح لهم بشيء مما يقومون به الآن فوجدوها فرصة ليظهروا فيها في صورة المراقب الحريص على مصالح الشعب.

- كونك من مشائخ ووجهاء محافظة مأرب كيف تنظر إلى الاعتداءات على أبراج الكهرباء وأنابيب النفط في مأرب؟

لا أخفيك أني أصبحت أخجل من أن أنتسب إلى مأرب.

- لماذا؟

لأن ما يقوم به المخربون من أعمال إجرامية ممثلة بالاعتداءات على أبراج الكهرباء وأنابيب النفط وقطع الطرقات والاختطافات.. كل هذه الأعمال قبل أن تكون جريمة في حق الشعب فهي قبل ذلك سودّت وجوه أبناء محافظة مأرب بدون استثناء وجعلت أبناء مأرب بمثابة (قريش) حينما قامت بإعدام خبيب ابن عدي فكان يُدعى عليهم فينبطحوا أرضاً لكي لا تصيبهم دعوة خبيب.. ونحن عندما نسمع أئمة المساجد يدعون على المعتدين على المصالح العامة في مأرب نطأطئ رؤوسنا خوفاً من أن تصيب الدعوة الصالح والطالح!

- ما الأسباب الحقيقية وراء تلك الاعتداءات التخريبية من وجهة نظرك؟

الأسباب تأتي في إطار ما تقوم به الثورة المضادة من أجل إظهار الحكومة والدولة بمظهر الفاشل العاجز عن حماية المصالح العامة، كما ويدرك الجميع أن تلك الأعمال التخريبية يترتب عليها ضرب للاقتصاد الوطني في مقتل وهو ما أربك أداء الحكومة اقتصادياً وأمنياً وزاد من معاناة الناس. وهذا يعتبر من أهم أهداف معرقلي مسيرة التغيير فقد استطاعوا من خلال تلك الأعمال الإجرامية أن يحدثوا خللاً أو قل عجزاً أمنياً وتعثراً اقتصادياً.. والأمن والاقتصاد من أهم مقومات بناء الدولة، والساعين إلى إفشال الدولة مدركين ذلك جيداً ولهذا نراهم يضربون في العمق ويضعون الأسيد على الجرح فهم مهندسون في تلك المجالات.

- من هم هؤلاء؟

الجميع يعرفونهم.

- هل تقصد النظام السابق؟

لا يوجد نظام سابق، بل يوجد رئيس سابق، أما ما يسمى بالنظام السابق فهو لا يزال يحكم البلاد من خلال تواجده وإمساكه بجميع مفاصل الجهاز الإداري للدولة، فهو يسيّر الأمور بلا منازع.

- يعني أنت تلقي بالمسؤولية على الرئيس السابق؟

نعم.

- ولماذا لا يقوم الحكام الجدد بردعه أو حتى فضحه على الملأ؟

لأنهم غير قادرين وما أظنهم سيفعلون.

- ما هو دور محافظ مأرب والسلطة المحلية ومشائخ مأرب وأبنائها في إيقاف هؤلاء المخربين لا سيما وأنهم يؤثرون سلبا على سمعة أبناء مأرب جميعا؟

موقف محافظ مأرب كموقف أي مسؤول إصلاحي أو من أي حزب في اللقاء المشترك في أي موقع حكومي، فالثورة المضادة والقائمين عليها يعملون بكل جهد على إفشال أيٍّ من هؤلاء المسئولين كما هو حاصل الآن في محافظة مأرب ومحافظة عمران وبعض ومع وزراء الثورة، مثل وزير المالية الرجل النزيه ووزير الداخلية السابق اللذين سلقهما إعلام الثورة المضادة بألسنة حداد، وعملوا على تشويههم مع غيرهم من الشرفاء ولا يزالون يعملون حتى الآن على اتهامهم بما ليس فيهم ووصفهم بالفساد والعجز و..إلخ.

- ما الذي فعله محافظ مأرب تحديداً؟

محافظ مأرب بذل جهداً كبيراً في حل الكثير من القضايا التنموية ويبذل جهوداً مضاعفة في الجانب الأمني المخربين وإقناعهم بالعدول عن أعمالهم التخريبية والحفاظ على المصالح العامة وتجنيب المنطقة ضربات الدولة التي قد تطال الأبرياء بسببهم؛ فهو يحب الخير لكل الناس ويحب السلام لكل الناس بما فيهم أعدائه. وكون أكثر المخربين هم من قومه، ظل المحافظ يسعى لتجنّب الدخول في صراع مع الدولة حرصاً منه على سلامة الناس وما قد يترتب على ذلك من آثار سلبية وتداعيات على المدى القريب والبعيد. إضافة إلى عوامل قبلية أخرى تستوجب على المحافظ تجنب استخدام القوة خوفاً من نشوء حالات ثأر بين قبيلته وقبيلة أي مخرّب، فهو في نظر قبيلة المخرب لا يمثل الدولة عندما تقرر التعامل معهم بالقوة، بل سينظرون له كغريم يجب الأخذ بالثأر منه، وهذا ما قد يسقطهم في مستنقع ثأرات قد تمتد لأجيال. والوضع القبلي في مأرب معقد وحساس، وكما يقول المثل: مخرّب غلب ألف عمار.

وبطبيعة الحال فالمخرب قليل حياء ومرؤة، والحديث يقول "إذا لم تستحِ فاصنع ما شئت"

- ما مدى تفاؤلك بقرار وزارة الداخلية اعتبار الاعتداء على الكهرباء والنفط أعمالاً إرهابية وسيتم التعامل مع مرتكبيها كما تم التعامل مع القاعدة في أبين وشبوة؟

متفائل خيراً، والقرار قرار مسؤول، والوزير يعني ما يقول.

- هل أنت مع الحرب ضد القاعدة في شبوة وأبين؟

نعم، فالحرب ضد من يسفك دماء المسلمين اليمنيين، عسكريين ومدنيين، مشروعة (ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب)

- وما الذي تتوقعه بعد هذه الحرب؟

أن يغادر الأجانب البلاد، وأن تدخل قاعدة اليمن في السلم كافة كأي حزب سياسي مسلم وسلمي.

- ما تعليقك على تقرير اللجنة الرئاسية التي تم تشكيلها مؤخراً بشأن مقتل الشبواني؟

لم أطلع على تقرير اللجنة.

- فحوى التقرير أن الشبواني ومرافقه ليست لهما علاقة مباشرة بتنظيم القاعدة؟

إذا ثبت أن الذين قُتلوا من آل شبوان أبرياء ولا علاقة لهم بالإرهاب فلا بد من تصحيح الخطأ ومحاسبة من أدلى بمعلومات كاذبة أدّت إلى قلتهم.

- هناك علاقة غامضة بين بعض آل شبوان وبين تنظيم القاعدة وكذلك بعض آل شبوان لهم علاقة في مكافحة الإرهاب وارتباط مع كبار القيادات الأمنية وأحياناً مسؤولين أمريكيين في اليمن. بل أن بعض آل شبوان شاركوا في حرب العراق كما قيل. ما الحكاية بالضبط؟

الذي أعلمه أن في آل شبوان من كانت تربطهم علاقة وطيدة بالرئيس السابق وكانوا أوفياء معه وأي علاقة لهم بالقاعدة أو ضد القاعدة أو مع أو ضد أي جهة كانت تجري في إطار أعمال سرية بالتنسيق بينهم وبين الرئيس السابق، وقد خسروا بسبب ثقتهم العمياء بالرجل عدداً من رجالهم ومن أبرزهم جابر الشبواني نائب محافظ مأرب، الذي اتضح أن سبب قتله كان مبنياً على بلاغ من مخابرات الرئيس السابق عمداً أو خطأ -الله أعلم. وبعدها حكّم الرئيس السابق آل شبوان، وكان والد جابر قمّة في الوفاء مع علي عبدالله صالح، وقال في حينه إن بينه وبين علي عبدالله صالح عهداً، وتم حلّ المشكلة وديّاً وهم الآن يجنون ثمار تلك العلاقة. ولا يعني هذا أن كل آل شبوان داخلين في هذه العلاقات والأعمال فمعظمهم كانوا ولا يزالون مع الثورة.

- ما تقييمك لأداء الرئيس عبدربه منصور هادي؟

الرئيس عبدربه منصور هادي أتت إليه المسؤولية ولم يأتِ إليها، ومن سنن الحياة أن الذي تأتي إليه المسؤولية دون أن يطلبها يكون النصر حليفه، وأرجو من الله أن يكون الرئيس عبدربه منصور منهم.

- وماذا عن أداء حكومة الوفاق؟

حكومة الوفاق تواجه صعوبات وعراقيل جمّة.

- مثل ماذا؟

أهمها عدم الوفاق فيما بينها، وعدم العمل بروح الفريق الواحد. ومع ذلك كان أداء الحكومة بقدر المتاح والممكن، ولا نلومهم على التقصير فيما هو فوق قدرتهم، ولهم إيجابيات قد تغطي سلبياتهم. وأنا لست مع من يشنّ الهجوم الظالم على حكومة الوفاق بقصد أو بغير قصد، بما في ذلك أعضاء مجلس النواب الذين صبوا كل ما كان مطلوب منهم إزاء الحكومات السابقة على الحكومة الحالية.

- ما الذي يمكن أن تقوله بمناسبة الذكرى 24 للوحدة اليمنية؟

الوحدة اليمنية كانت ولا زالت هدف أحرار اليمن الأولين والآخرين؛ فقد تحققت في مايو 1990 غير أن رُعاتها في حينه لم يكونوا أُمناء عليها، وكادت أن تضِلّ، وهي الآن في خطر، وعلى اليمنيين قيادة وشعباً الحفاظ عليها فهي أمانة في اعناق الجميع.

- هل الوحدة اليمنية بحاجة فقط إلى احتفالات وخطابات وكرنفالات؟

لو كانت الاحتفالات والمهرجانات والخطابات كافية لحفظ الوحدة لكان قد سبق إلى ذلك علي عبدالله صالح وعلي البيض وما كنا اليوم بحاجة إلى أن نخاف عليها ونعض عليها بالنواجذ في ظل وجود من يتهددها جهراً ويقوضها سراً.

- ما الرسالة التي يمكن أن توجهها إلى كل من: الرئيس هادي - حكومة الوفاق - شباب الثورة - تكتل اللقاء المشترك - المؤتمر الشعبي وحلفاؤه – الحوثيون - الحراك الجنوبي؟

إلى الرئيس هادي:

خفف من حلم معْنٍ وازهد في صبر أيوب، لكي لا تفقد ثقة الشعب وتفوت فرصة التأييد الدولي.. والمطلوب سرعة البتّ فقد تراكمت المنجزات دون تنفيذ، فمؤتمر الحوار أنجز مهامه ومخرجاته تنتظر التنفيذ، وإذا نفذنا الأهم قبل المهم وصلنا إلى المهم، وكل شيء في حينه.

إلى حكومة الوفاق:

عليكم أن تتفقوا ولا تتفرقوا، وضاعفوا الجهود لإنقاذ الشعب مما يعانيه من شحة وتعثر في الخدمات العامة والهامة وفي المقدمة منها المحروقات والكهرباء.

إلى شباب الثورة:

عليكم بالاستعداد للعودة إلى الساحات لاستئناف العمل وإنقاذ ثورتكم من الانحراف أو الفشل، لا سمح الله.

إلى اللقاء المشترك:

حافظوا على تماسك المشترك واعتبروا أنفسكم في بداية الثورة، ولا تركنوا لمنجزات على الأوراق.

إلى المؤتمر الشعبي العام:

الأشخاص زائلون والشعب باقي، فلتنظروا من تخاللوا.. مع علمي أن فيكم شرفاء قادرين على أن يسيروا البلد، فقط عليكم أن تحرروا عقولكم وتوقفوا إعلامكم عن الكذب.

إلى الحوثيين:

أنصحكم بأن تتخلوا عن السلاح وأن تسلكوا مسلك الأحزاب السياسية، وانضمّوا إلى اللقاء المشترك، فالمشترك -وأنا واحد منهم- كانوا واقفين ومتعاطفين معكم أثناء حربكم مع علي عبدالله صالح، وأقول لكم إن صناعة أعداء وهميين لا يتناسب مع ما تدعون له في مسيرتكم، وكفّوا إعلامكم عن التضليل.

إلى الحراك الجنوبي -الداعين لفك الارتباط-:

أنصحكم أن تتخلوا عن الأوهام، وأن تتركوا الكراهية والحقد، وأن تعودوا إلى رشدكم وتتمسكوا بوثيقة بن عمر، والعمل بها؛ فهي أعطتكم ما لم تستطيعوا الوصول إليه لا بأعمال العنف ولا بغيرها.

 

عدن أونلاين/حاوره: عبدالله مصلح

 

المصدر : عدن اون لاين

Total time: 0.0467