اخبار الساعة - عبدالرحمن سالم الخضر
الرئيس عبدربه منصور هادي مهما يختلف معه بعضا من ابناء الجنوب او بالأصح من مفهومهم له من انه رئيس دولة اليمن ممثلة بالجمهورية اليمنية...تلك الدولة التي لا يعترف اكثر ابناء الجنوب من انها دولتهم لا سباب يعرفها القاصي والداني بعد ان تم التنكر لاتفاقية طوعية تم الاتفاق عليها بين دولة في الجنوب ودولة في الشمال! كان الجميع ينشد فيها الخير والرقي للشعبين دون ان يفكر احد من ان هناك نوايا سيئة او سياسة يتبعها القادة المتنفذين في الشمال خططوا فيها كيف يتوحدوا مع الجنوب اولا... ثم كيف ينقلبوا عليه ليمارسوا بعد ذلك ابشع السياسات الاقصائية المتمثلة في تدمير كل شيء في الجنوب له صله بدولة الجنوب السابقة من مؤسسات عسكرية كانت او مدنية او ثقافية ...لحد محاولة طمس الهوية الجنوبية ...او الاعتراف انه كانت هناك دولة وشعب له تاريخه وهويته! كل هذا وما حصل حتى اليوم الذي جاء وصل فيه الرئيس "هادي "الى سدة الحكم بطرق سلمية واجماع عربي ودولي راعى بالدرجة الاولى مصالح اصحاب النفوذ وحافظ عليهم بل ومنعهم من الانزلاق الى الهاوية...فكان لتولي الرئيس هادي الفضل بعد الله في الحفاظ عليهم وعلى مصالحهم المبعثرة في كل سهل ووادي! وكما قلت في البداية فمهما اختلفنا مع الرئيس هادي او صنفناه الا ان الأيام اثبتت ان الرجل لم يكن في وجوده الا كل خير وللجميع... كما اثبتت الاحداث ان الرئيس هادي لم يكن كما يتهمه البعض من ان وجوده يضرنا ولم ينفعنا بشي او انه لن يجرؤ على اتخاذ أي قرارات قد تمس بمصالح تلك القوى...
اثبتت الأيام ان الرئيس هادي ابن الجنوب واحد ابناء قواتها المسلحة ورجالها الابطال الذين لا ترهبهم قوى القهر والتسلط اينما وجدت! نعم انه العسكري الذي لا يستطيع احد ان يزايد عليه في الجانب العسكري خبرة ودراية! كما انه السياسي (الهادي) والجنوبي الوحيد الناجح في عمله السياسي بامتياز...ولاشك ان الاحداث الاخيرة قد كشفت الكثير عن خفايا الامور وما يدور خلف الكواليس ويواجهه الرئيس هادي بهدوء وواقعية السياسي الذي تمرس ولعقود طويلة تمرس على الدراسة العميقة التي فهمت واستوعبت كل ما كان يجري حوله !فكان لصبره وخبرته السياسية دورا كبيرا في وصوله الى سدة الحكم في صنعاء وعاصمة يتقاسمها الشيوخ واصحاب النفوذ الذين لم يتصورا ابدا من انه قد يأتي يوم ويرأسهم أيا كان او من خارج تلك الحاشية التي كان شعارها مهما نختلف...نضل موحدون تجاه ظلم واحتلال ونهب دولة الجنوب! نعم ان ما حصل بالأمس ويحصل اليوم من مواجهات علنية بين الرئيس هادي وتلك القوى تزرع فينا الثقة من ان الرئيس هادي لقادر على مواجهتهم وقادر ايضا ان ينتزع الحق الجنوبي بعمله ودهائه السياسي! فهو بلا شك السياسي الذي يمكن له ان ينتزع الحق الجنوبي دون ان يعلن الانفصال! ولكن وهو يخطب ويقول ان وحدة الوطن وامنه واستقراره من الثوابت الوطنية! فهو الاكثر دراية بهم وهو من يعلم انهم هم من سيطلب الانفصال برفضهم لكل عمل من شانه اقامة دولة نظام وقانون او مساواة...الرئيس هادي اكثر الناس علما من انهم لا يمكن لهم ان يقبلوا بأي مخرجات للحوار الوطني وبفهمه لهم وما يخفون هو الوحيد المؤهل ان يعيد الحقوق المنهوبة وبمساندة المجتمع الدولي والاقليمي الذي يراقب ويرصد كل كبيرة وصغيرة ...تجعله يشهد في يوما من الأيام ان تلك القوى خارجة ومارقة عن أي جهود تُبذل او بذلت لإحلال دولة نظام وقانون يأملها المجتمع الدولي !جهود كبيرة كان للرئيس فيها نصيب "الاسد"
مع علمه من انه لا يمكن لتلك القوى ان تقبل او ترتضي بإقامة دولة نظام وقانون سيضلون يخشوا قيامه ...لان رصيدهم ملئي بكل المخالفات وابرزها الانقضاض على اتفاقية الوحدة وما صاحب تلك الفترات من جرائم بحق شعب ووطن لن تسقط بالتقادم!
نعم انها كلمة حق يجب ان تقال تجاه الرئيس هادي انه السياسي الجنوبي الذي فيه يأمل اليوم الكثير ويروا فيه القائد الجنوبي الوحيد الذي يعمل بحس ودهاء سياسي تجاه وطنه الجنوب! والمرحلة تتطلب الوقوف الى جانبه دون ان نشترط عليه ان لا يقول اليمن الواحد الموحد! فهو وان قالها يعرف نتائج ما يمارس من العمل السياسي ...الذي حتى وان كان عمل رئيس جنوبي وحدوي حقيقي! فهو اكثر الناس علما ودراية انهم الانفصاليون الحقيقيون! والسؤال هل يجب ان نقف الى جانبه ام نتمسك بشعارات لاتسمن ولا تغني من جوع او نعلق آمالنا بقيادات سياسية ومكونات تابعة ومخترقة لا عمل لها ولاهم الا التخوين وتمزيق وبعثرت ما هو اصلا مبعثر...والله ولي التوفيق .