أخبار الساعة » السياسية » اخبار اليمن

عانسات يدفعن المهور للشباب ويسقطن بفخ النصابين (تحقيق وقصص)

- تحقيق / آمنه هندي

 بعد ارتفاع نسبة العنوسة في اليمن ووصولها إلى مليوني فتاة عانس حسب تقرير الجهاز المركزي اليمني للإحصاء للعام 2009 وفي ظل سياسة تجاهل تداعيات ارتفاع هذه النسبة والأسباب التي أدت إلى تفاقم  الظاهرة تسعى بعض الفتيات الخائفات من شبح العنوسة إلى أيجاد الحلول التي قد تسهم من وجهة نظرهن في إنقاذهن من هذا المصير المخيف كتقديم المال لمن يعزف لهن على وتر الحب أو  يعدهن بالزواج مما جعل بعض المفلسين والعاطلين عن العمل يسعون لمحاولة اقتناص قلوب الثريات من العوانس ويعزفون لهن على وتر الحب الوهمي والوعود الكاذبة بالزواج لتنتهي القصة بهروب فارس الأحلام وضياع الحب والمال , حول هذه القضية أجرينا التحقيق التالي وهذه هي المحصلة..                     

تحقيق / آمنه هندي

أخذ قلبي والزلط وفحط

نورا 29سنة قالت: منذ سنوات طويلة وأنا أتوق لأعيش حالة الحب وأتزوج ممن أحببته على سنة الله ورسوله وشاءت الصدفة أن أتعرض للمعاكسة من شاب وسيم لم أستطع أن أقاوم سحر كلماته التي كنت أتلهف لسماعها  لكنني حاولت أن أظهر له عدم الاهتمام حتى يستمر في  ملاحقتي وهذا ما حدث فقد ظل ذلك الشاب يلاحقني لعدة أيام وأنا مصرة على تجاهله وفي الأخير استجبت له وأخذت رقم جواله وكنت أتصل به من الكبينة وليس من جوالي فقد حرصت ألا يتعرف على رقمي الخاص وكنت كلما أحببت الاتصال به أذهب للكبينة وبسرعة حصل على ثقتي وحبي وكنت على استعداد لأفعل أي شيء لكي ينتهي هذا الحب بالزواج لان هذا هو هدفي من العلاقة وكدت أطير من الفرح عندما أخبرني بأن غرضه شريف وأنه لا يريد اللعب أو التسلية وأمنية حياته أن يتقدم لأهلي فوراً لكن وضعه المادي لا يسمح وأنه يفكر في السفر إلى خارج الوطن للعمل حتى يعجل بالزواج لكن المشكلة التي تقف في وجهه أنه لا يملك  قيمة الفيزا ولم يجد من يسلفه ومن أجل تحقيق حلمنا قمت ببيع جزء من ذهبي وتدينت من بعض صديقاتي وأعطيته ما مجموعه 120 ألف أخذها وأختفى وعرفت بعدها أنني كنت ضحية شخص نصاب مثل عليّ دور الحب وأخذ قلبي والزلط  وذهب مع  الريح ولست نادمة على ما فعلت فموقفي يدل على طيبتي ونيتي الصادقة وقد قدمت له المال لأحقق سنة من سنن الله وأعيش في الحلال لكنه طلع نصاب ومحتال وسوف يلقى جزائه.

مولعي نصبني 700 ألف جمعتها بالفلس

إيمان 34سنة قالت : في الوقت الذي كنت أحاول فيه جاهدة أقناع نفسي بتقبل فكرة أن أكون عانس ظهر رجل قلب حياتي  رأسا على عقب وأعاد لي الأمل وكان عيبه الوحيد أنه مولعي قات وما جناه من عمله خزن به دبر 100ألف وتقدم لي وتمت الموافقة عليه من أهلي وظل سنة ولم يستطع توفير شيء لأنه لا يملك المال فقررت أن أساعده كوني أعمل براتب جيد فدخلت « هكبة « بسبع مائة ألف ريال جمعتها بالفلس وعندما استلمتها قدمتها له  وبدوره حدد موعد مع أهلي لكنه لم يأتِ وانتظرت على أعصابي عسى أن يتصل ولكن دون فائدة اتصلت به مراراً فوجدت جواله مغلق عندها أدركت أنني كنت ضحية رجل نصاب أخذ الحاصلة وهرب هذه الصدمة قسمت قلبي شطرين شطر يبكي وشطر يحتضر  .        

ضحك على عقلي وسافر

خوله 33سنة قالت :  تعرفت على شاب وأحببته بجنون .. كنت أموت عليه وكان أملي أن ينتهي هذا الحب بالزواج لكن ظروف الشاب كانت قاسية جداً وكان  يحتاج على الأقل عشر سنوات ليجمع المهر فقررت أن أختصر له المسافة وقدمت له مبلغ ثلاث مائة ألف ريال كي يضعها على المبلغ الذي معه ويتقدم لأهلي وللأسف أخذها وسافر إلى قريته ولم أعد أسمع عنه شيئاً وبقيت حسرتي في قلبي كالنار وكلما تذكرت أنني تعرضت لعملية نصب ممن أحببته بجنون أكره نفسي وللأمانة هذه أول مرة يضحك علىّ أحد ويأخذ مني قلبي ومالي ويتركني وهذا كله كان بسبب خوفي من العنوسة ولكن رغم ما فعلته ظلت مشكلتي  بل زادت عليها مشكلة فبعد ما تعرضت أصبحت أعاني من مشاكل نفسية بسبب تجربة الحب الوهمي التي ودفت فيها وعملية النصب والحلم الذي حسبته تحقق لكنه ضاع .  

أعطيته نص مليون فتزوج بها بنت عمه

رباب 30سنة قالت : أنا فتاة ثرية وموظفة حكومية  ولأن أسرتي مرتاحة مادياً كان معظم راتبي يدخل في حسابي المصرفي طبعاً تعرفت على شاب وعشت معه قصة حب غاية في الرومانسية وكان حلم حياتي أن تكلل قصة الحب هذه بالزواج , لكن الشاب كغيره من الشباب في بلادنا وبسبب الوضع المادي والقات يحتاج لسنوات حتى يرتب نفسه.. وأقولها بأمانة الشاب كان جنتل ولأنني خشيت بصراحة أن أضعف أمام مشاعري وأفقد عفافي وعذريتي بلحظة طيش قدمت له نصف مليون من أجل أن يستعجل في اتمام الزواج فأخذها وتقدم لخطبتي رسمياً ووافق الجميع عليه وبعد الخطوبة تغير كثيراً وأصبح الشك هاجسه المسيطر وأخذ يأخذ مني حق القات وحق الوحدات وكلما طالبته بتحديد موعد الزواج يتهرب من الموضوع بافتعال المشكلات وفي الأخير وصلني خبر زواجه من بنت عمه فانهرت تماماً وتحطم قلبي وتلاشت ابتسامتي وعشت جسداً بلا روح ليس من أجل المال وحده ولكن بسبب ما تعرضت له من خداع واحتيال من شخص وضعت فيه كل ثقتي وأعطيته كل ما عندي من مشاعر الحب والرومانسية .  

لا هو حرام ولا عيب

إستبرق 23سنة قالت: حين يفتح مثل هذا الملف ويطرح مثل هذا الأمر للنقاش فالكثير من المشاركين سيلقون باللوم على الفتاة وقد يُظن بها السوء ورغم فضاعة ما فعله الرجل معها لا أحد سيتطرق لهذا وستكون وحدها هي الملامة  رغم أن ما فعلته ليس بحرام ولا عيب وهناك فتيات في دول كثيرة تدفع أسرهن المهر للشاب كالهند كما أن هناك دول أخرى لا يوجد فيها شيء أسمه مهر لا على الشاب ولا على الفتاة ولهذا لا مشكلة لو دفعت الفتاة المهر ودبرت أمورها وأعتقد أن هذا لا عيب فيه .

تشويه سمعة وتكسير قلوب

تهاني 29سنة قالت : العنوسة مشكلة كبيرة وكل فتاة قاربت من الثلاثين تعيش تحت رعب أن تكون عانس وهو مصير لا تتمناه أي فتاة وفي ظل سكوت المجتمع وتجاهله تحاول بعض الفتيات  إيجاد حلول مناسبة يقمن بها في السر ومنها تقديم المساعدة المالية لمن يرغب في الزواج  وظروفه لا تساعده  وهذا الحل من وجهة نظر الفتاة هو نوع من تجاوز الأزمة لكنه  يأتِ صادماً للكثيرات فخبثاء النفوس ممن يبحثون عن المال يحاولون استغلال حاجة الفتاة للاستقرار في ظل علاقة زوجية وينصبون عليها وليت الأمر يتوقف عند جرح القلب وضياع الفلوس فكثير من هؤلاء يكسرون قلوب العذارى ويشوهون سمعتهن من خلال نشر الحكايا والمجتمع حين يسمع مثل هذه الحكايات..  يسخر من الفتاة ويعتبرها ساذجة وهذا طبيعي ومتوقع لان المجتمع ذكوري  .

الحذر ولا الشجاعة

وعن رأيها الشخصي تقول قبول 25سنة: رأيي الشخصي إذا كانت هناك علاقة من بعيد لبعيد فلا يستحسن أن تقدم الفتاة أي (مبالغ مالية) بل تكون حذرة فتقديم المال للمساعدة قبل عقد القران يدفع الرجل لاستغلال الفتاة مادياً وابتزازها عاطفياً ولكن إذا كانت هناك علاقة رسمية وسعى الرجل لعمل الكثير وعجز عن القيام بشيء وأرادت الفتاة أن تتكفل به من باب المشاركة وبدون أي ضغط أو أي ابتزاز عاطفي  فلا باس والشرط إذا كانت تريد أن تحل مشكلة  أن لا يدخلها هذا الحل في مشكلة أخرى  لأن الشاب يعتقد أن الفتاة التي قدمت له المال فيها شيء ناقص.

أفضل من الوقوع في الزنا والحمل

طارق حسن 27سنة قال: من وجهة نظري الموضوع بسيط جداً وأنا أختلف مع كل من يلوم هؤلاء الفتيات فهن لم يفعلن عيباً يقلل من احترامهن بل على العكس تماماً  فعلن المعروف وقدمن المساعدة من أجل تحقيق هدف نبيل وعظيم وهو الزواج على سنة الله ورسوله  وكل من تفعل هذا  من وجهة نظري هي أشرف وأفضل ممن تقع في الحرام وتحمل بولد زنا ثم تقوم بقتله ورميه بالقرب من برميل القمامة خوفاً من الفضيحة , فتحية احترام وتقدير لمن تصر على الحلال وتسعى لتقديم بعض التنازلات لإقامة علاقة زوجية صحيحة.

99% مودفات

محمد علي 28 سنة يقول: من الممكن أن تقوم الفتاة بهذا ولكن متى ما بلغت درجة  كبيرة من الوعي وتستطيع أن تميز فيه بين الشاب الصادق الذي يريد الارتباط بها على سنة الله ورسوله وبين ذاك الذي يريد أن يستغلها وينصب عليها وهذا الحس مع الأسف مفقود عند معظم البنات لان البنت لا تحكم على الشاب من خلال دراسة شخصيته والتفكير فيها بعمق بل من خلال ما قاله لها عن نفسه فإذا قال لها أحبك موت قالت يااااه يحبني موت ولهذا فإن  أعلى  بنت من حيث المستوى التعليمي والفكري يستطيع أن يخدعها رجل بسيط وهذا لأنها دائماً تفكر وتحكم وتقرر بعواطفها ولهذا طبيعي أن تصل نسبة التوديف عندهن 99%  ومن بينهن نساء يحملن مؤهلات دكتوراه.

من  معشوقات إلى باحثات عن الرجال

سماح طالبة جامعية قالت : يبدو أننا مقبلات على مرحلة صعبة فإذا كنا قبل 6 سنوات مليوني فتاة عانس وقد بدأنا في دفع المهر بالسر فماذا سنفعل الآن وقد تضاعفت هذه النسبة , شكلنا والله أعلم بانرجع نخطب وندفع المهر ونشتري ملابس العرس للعريس ونجهز البيت والأثاث ونشتري له الجوال الذي يحب.. لا لا أعتقد أننا بدأنا نخرج عن نطاق السيطرة وهذا سيعرضنا ليس لعمليات نصب فحسب ولكن سيفقدنا قوتنا وكرامتنا وسيحولنا من مطلوبات للرجال إلى باحثات عنهم والبركة في هؤلاء الفتيات اللواتي فتحنا علينا هذا الباب .  

يريدون التي تلطع عيونهم

ماجدة 31سنة قالت :  من تعرف طبيعة الرجل الشرقي وطريقة تفكيره لن تدفع له المال لأنه مغرور وأناني بطبعه، وأي تنازل تقدمه الفتاة له يكون بمثابة ضعف منها فما تفعله من أجله ستفعله من أجل غيره ولهذا يظل يشك بها ولا يثق فيها.. الرجل الشرقي يتمسك فقط بالفتاة التي «تطلع عينه» أما من تتنازل من أجله أو تستسلم له فهذه في نظره فتاة رخيصة ولا يوجد لديها كرامة والرجال يحرصون ألا تكون زوجاتهم من هذا النوع .            

الحل من وجهة نظر الصحفي والناشط الحقوقي غالب القديمي بيد أولياء الأمور حيث قال : مشكلة العنوسة ووصولها إلى هذا الرقم المخيف هي نتيجة لأمرين الأول غلاء المهور والعادات التي لم ينزل الله بها من سلطان والتي يعتبرها أهل العروس ملزمة وفرض واجب كالاحتفال لمدة ثلاثة أيام وقد تصل إلى أسبوع كامل قبل يوم الزفاف والتي تكون مكلفة وعبء يضاف إلى غلاء المهر وأسعار القاعات التي تصل أحياناً إلى مائتي ألف ومراسم كثيرة تقام مكلفة جداً ولا داعي لها ولهذا على الأسر أن تعيد النظر في هذه العادات وتقوم بإلغائها والإبقاء على يوم الزفاف فقط لإعلان الزواج والفرح وعلى أولياء الأمور إعادة النظر في المهر لتسهيل الزواج واعانة بناتهم على الزواج , وبالنسبة للفتاة التي تدفع المال للشاب كي يتزوجها فهي إن لم تكن عرضه لعملية نصب ستكون زوجة لرجل علمته من البداية أن يستغلها مستقبلاً ويبتزها ويكون عالة عليها , وفي الأخير أريد أن أضيف شيئاً واحد فقط وهو أن حفل الزفاف الغرض من إقامته اعلان الزواج ولكي نتشارك مع من ندعوهم هذه الفرحة العظيمة وليس من أجل التباهي والإسراف وجر الآخرين لكي يقوموا بتقليدنا في التباهي والإسراف.

المستقلة

Total time: 0.0446