أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

هل فشلت الديمقراطة في الشرق أم أن الشرق أفشلها؟

- أ.محمد عزان *

 ما جرى ويجري في (العراق)، ونخشى أن يحل على (اليمن)؛ يؤكد أن المستقبل الذي وعد الغربُ به الشرقَ لم يَستطع صناعة نظام قائم على المواطنة المتساوية، ويؤدي إلى حياة مستقرة وعيش كريم. وما ذلك إلا لأنه أسَّس - أولاً - لانقسام حاد في المجتمع بحجة مشاركة جميع «المكوّنات الرئيسية» في إدارة شأن البلاد، وما صاحب ذلك أيضاً من رفع شعار «حقوق الأقليات».

وعند تطبيقها تحولت الديمقراطية إلى مجرد مسعى للوصول إلى صيغة حكم تشاركية تجمع - على مضض - ما تمَّ تفريقه.

وبدلا من إلتفاف «الشركاء الفرقاء» حول وطنهم، تولَّد عن كل مكوِّن أحزاباً وتيارات متشنجة لا تكاد تؤمن إلا بذاتها، ولم تعد قابلة حتى للعيش في ظل إطارها الطائفي أو العرقي أو السياسي الذي تنتمي في الجُملة إليه.

ثم سقطت الديمقراطية التشاركية مرة أخرى، لتتحول إلى مجرد نظامَ تعايش طائفيّ وعرقي قهري، ما لبث أن تحوّل إلى أساس لاقتتالٍ أهلي شرس وصراع طائفي مدمر، صرف أنظار الجميع عن بناء الدولة إلى تكوين عصابات، تحت عنوانين مختلفة، كلها يدعي الشرعية أو المظلومية.

وعلى جانبي المعركة بات أكثر القوم يقفون متفرجين كيف يصنع الخصوم ببعضهم، وإلى ما تؤل الأمور، ليكيفوا حياتهم في النهاية مع من ينتصر باعتباره بلاء يحسُنُ الصبر عليه. وهنا يطرح السئوال نفسه:

هل فشلت الديمقراطة في الشرق أم أن الشرق أفشلها؟

أحد الشخصيات الداعية للاصطفاف

Total time: 0.0444