أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

مرسل لإجراءاتكم.........المؤتمر الشعبي للإصلاح

- عبد الخالق عطشان

إلى هنا وضعوا أوزاركم وخلافاتكم وتنَحوا جانبا واعترفوا بخطاياكم وقّدموا للأجيال عملا صالحا يرضاه الله عنكم ويذكرونه لكم ويسجله التاريخ في أنصع صفحاته بعد أن ضاقت مزبلة التاريخ باتهاماتكم المتبادلة ، أحبتنا شرفاء وعقلاء الحزبين ( مافات مات ) ويبقى وجه ربكم ذو الجلال والإكرام ومن عفى وأصلح فأجره على الله ، لقد انتهت مراحل( وجزاء سيئة سيئة مثلها ، وعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ، والقِمر ، والحسابات السياسية والشخصية ، وتذكر الأحزان ، وإذكاء نيران الخلافات المتراكمة) والتي تقع على بركان من الأحقاد والضغائن..

مالذي تنتظرونه ؟ إنْ هي والله إلا إحدى المصيبتين إما التشرد والتسكع في بلاد الجوار والمهانة والذلة وإما الجثي على ركبكم كعبيد لاتتجاوز هاماتكم ركبة إمام سار إلى الأمام وتقهقرتم أنتم إلى الخلف ولن تصلوا إلى إحدى المصيبتين تلك إلا وقد شربت الأرض من أوداج قواعدكم وأنتم تنظرون من علٍ تتقاذفون التهم وتنالون من بعضكم تتمترسون خلف نرجسيات قد أكل عليها الدهر وشرب.

خيركم أيها العقلاء والشرفاء في الحزبين من يبدء بالسلام والصفح وأسماكم من يسموا فوق الجراح والرجل فيكم من لاتلهيه خلافات الماضي ولاتثنيه الأنوية المفرطة ، قدموا لأنفسكم قبل أن يتقدم عليكم عدوكم وعدو وطنكم تراجعوا قبل أن ترجعوا يضرب بعضكم رقاب بعض ، خذوا العفو وارفعوا راية الصفح فيما بينكم ..إنها فرصة وترك الفرصة غصة..

الحكيم اليوم من يُغلب منطق العقل ويرى بمنظار الوطنية منفرج الزاوية والمؤمن اليوم من يتقي بوطنيته وعقلانيته وإنسانيته نهاية لا يحمد عقباها ، صمتم عن الماء والزاد فافطروا على كلمات صادقات وحسن نوايا واجمعوا أمركم وقوِموا صفوفكم وابدأوها كما قال الشاعر: ( نظرة فابتسامة فسلامٌ فموعد فلقاء ) غير أنها خطوات لله وللوطن والثورة..

سيأتي العيد فاجعلوه عيدين واجتماعكم ووحدتكم على أعداء الوطن هو تلك الفرحة الكبرى والحقيقية للصائم وهو العيد الأكبر ، ادخلوا التاريخ من أبواب التسامح والصفح والسمو على الجراح ولا تدخلوه من باب العناد والتعنت والكيد والمكر فتكونون في حواشيه وفي فصوله القاتمة ، اصنعوا لأنفسكم مجدا وضعوا حدا لما يجري من شتات وفرقة واحتراب وضياع لهيبة أمة وتلاش لوطن كان يوما سعيدا ، أعيدوا السعادة لليمن وكما أسعده أجدادكم فصنعوا منه مقبرة للغزاة فاعيدوا ترميم تلك المقبرة واجعلوا منه روضا للأجيال القادمة ، خلِّدوا أنفسكم في سِفر الخالدين ولا تلقوا بأنفسكم في سِجّين الخانعين ، كونوا فيما بينكم ومعكم الشرفاء والعقلاء من جميع المكونات صفا واحدا وسدا منيعا ضد أخطار كل يوم هي في ازدياد..

اعزموا وتوكلوا واحتسبوا ذلك لله وعلى بركة الله..

Total time: 0.0507