أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

بعد قرارات الرئيس الاخيرة : رفع الدعم عن المشتقات النفطية ضرورة

- عباس الضالعي

بعد قرارات الرئيس هادي الاخيرة التي وصفت بأنها جاءت لانهاء ازدواج الولاء داخل الجيش وهذا هو الشيء الذي يطالب به الجميع وتوحيد ولاء الجيش خطوة على الطريق الصحيحة من اجل ضمان كامل للسلم الاجتماعي وتوحيد ولاء الجيش لا يعني حياده على كل المسارات والاحداث خاصة حين تندلع صراعات مسلحة بين مجموعات محلية .

قرارات الرئيس الاخيرة شجاعة بكل المقاييس لكن الحكم عليها سابق لاوانه ويجب على الكل دعمها وتأييدها ، خاصة ان وثيقة مخرجات الحوار الوطني اكدت على هذا وكل القوى تطالب بهذا .

بعد هذه القرارات تعتبر سلطة الجيش والامن موحدة وتحت قائد واحد ولا وجود لاي ازدواج ولا قبول لاي مبرر بعد هذه القرارات للجيش بقيامه بمهمته على اكمل وجه وفقا للدستور والقانون ، الوضع السابق كان يعطي مبرر للبعض حتى لبعض قادة الجيش بوجود ازدواجية وهذا المبرر كان يوظف بشكل سلبي على مسار الاحداث وكان مدخلا لتفسيرات خارجية تؤثر على بعض الاطراف .

بعد انهاء هذه الذريعة وتوحيد قرار الجيش هناك مهمة اخرى مطلوبة من الاخ الرئيس والحكومة وهذه المهمة تتعلق بمعيشة الناس وتتعلق بالاقتصاد الذي يعاني من صدمات متكررة وركود اثر على الحياة العامة بشكل كبير وهي انعدام المشتقات النفطية وغياب شبه كلي لمادة الديزل الذي يرتبط بوجوده مفاصل الحركة التجارية والصناعية والزراعية والخدمية .

ازمة المشتقات النفطية تحولت الى كابوس مخيف ومعاناة كبيرة على المواطنين بسبب دعم الحكومة لها وهذا الدعم هو سبب رئيسي للازمة والحل يكمن برفع الدعم عن المشتقات النفطية وتحرير سعرها لان وجود الدعم هو المشجع الاول لتهريب المشتقات للخارج وهو السبب بوجود سوق سوداء للمشتقات وتحريرها من الدعم الحكومي سيفقد المهربين والمتاجرين بهذه المواد لان الدعم الحكومي هو العامل المشجع لضعفاء النفوس من المهربين والمحتكرين .

صحيح ان رفع الدعم سيترتب عليه بعض المتغيرات وسيتضرر منه شريحة معينة بشكل مؤقت حتى تتمكن الحكومة من معالجة هذه الاضرار من خلال استعادة  او وقف المبالغ التي كانت تنفق على الدعم ويذهب الى جيوب الفاسدين وطواهيش التهريب وتجار السوق السوداء .

خسائر اليمن كبيرة من عدم توفر المشتقات النفطية وخاصة القطاع الزراعي والصناعي وان تحرير المشتقات النفطية من الدعم هو القرار الكفيل بوقف هذه الخسائر لان البديل عن عدم توفرها هي السوق السوداء التي يلجأ اليها كل اصحاب الحاجة للديزل والبترول وتوفيرها من السوق السوداء يكلفهم مبالغ كبيرة ، وتحريرها سيكون بأقل من السعر الموجود في السوق السوداء .

المزايدة وحدها وتحين فرصة رفع الدعم هو الذي يراهن على بقاء الازمة خدمة للمهربين وتجار السوق السوداء والفاسدين وقرار رفع الدعم اصبح امر يشكل اولوية لوقف هذا النزيف وعلى الاخ الرئيس الاتجاه نحو رفع الدعم وسيكون هو القرار الموازي والمناسب والمتوافق مع قرارات انهاء الجيش من اي ولاءات ، وفي الاخير ستكون كلها قرارات تحرير ..

 

Total time: 0.0791