أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

جمهورية مُكافحة البسّاطين

- عبد الخالق عطشان

لا تلوموا جمهوريتنا  وقواتها المسلحة والأمن فيما  اصابها من انتكاسات في ثغور الجمهورية  وتهاوي اسوارها وتقهقر هيبتها وتردي وضعها السيسي والأمني والإقتصادي ..، لا تلوموها فهي وبالذات في أمانة العاصمة صنعاء تُرسي قواعد الأمن وتقيم علم النظام والقانون في شوارعها الرئيسة والفرعية والحارات والأسواق الشعبية .

 

 البلدية والمجالس المحلية على قدم وساق تغزو البساطين  ليل نهار إلى عقر دارهم بتكتيكات أربكت الخصم  مما جعلته يتراجع إلى فوق الأرصفة والتي أُعدت خصيصا لمرور المشاه وهذا التراجع والتمترس حول الأرصفة يتبعه ( جِزية ) يدفعها أولئك المتمردون من البساطين لأولئك الجباه والمتقطعين ممن يسمون أنفسهم مندوبين للدولة  ولا أدري هل يعلم بها والي الولاية (هلال الدين ) والذي اصبح هلالا واضح الرؤية على البساطين بيد أنه( غُمَّ )حين ذهابك إلى ميدان التحرير والتجول في حديقته والتي أصبحت مأوى للمجاننين ومخيمات المتشردين واصبحوا يقضون الحاجة من بول وغائط مع أولئك البساطين وعابري السبيل بين ماتبقى من شجيرات الحديقة وفي ممرات نفق باب السباح والذي اصبح مصنعا لإنتاج أقوى غاز للنشادر بل وأُغلقت تلك الممرات بفعل تلك القذارة التي لامست أنوف كل من زار صنعاء لكنها لم تلامس نخوة (هلال العاصمة)..

 

هكذا هي هيبة الدولة أسدٌ على الباعة والبساطين ونعامٌة على باعة باعوا الوطن وارتهنوا للمشتري ..نعامة عند من بسطوا على الوطن ومقدراته وبغوا وتمردوا وبسطوا سلطانهم بعد أن سووا بالدولة وهيبتها وكرامتها الأرض ،دولة تشمر عن رجليها بعد( الريمي والعتمي والوصابي والحبيشي و.....) وكأنهم رؤوس الإرهاب والتطرف وقادات التمرد والبغي فتبسط سلطانها عليهم وعلى (عربياتهم) ومصدر أرزاق أسرهم بينما تقف دولتنا العضمى فاغرة فاها مشلولة الأطراف أمام المتمرد والباغي والإرهابي إنه موقف يبعث على الخزي والعار فتراضيه وتعتذرله بل وللأسف تكون سببا في بغيه وتمرده وعدوانه وتتركه يبسط سلطانه بعرباتها ودباباتها فلم يُعق هذا الباسط المتمرد  المارة من المرور بل أعاق الوطن من التقدم ولم يقطع شارعا وإنما يقتطع كل يوم جزءا من هذا الوطن ، ومن المحزن المبكي أن الدولة تأخذ على يد صاحب ( العربية والبسطة) وتأخذ منه الجزية والضريبة  ، بينما تعطي صاحب ( العربة والدبابة والمدفعية) من المتمردين والمخربين والمتقطعين  التعويضات الباهضة والتي لو صرفتها للدفاع عن هيبتها وتأمين وتنظيم حياة الباعة والبسّاطين لكان أوجب وأولى. وإن أضعف الإيمان عند الدولة أن تبسط سلطانها على جميع البساطين وأولهم البساطين السياسيين واللذين وسائل بسطهم التهجير والتفجير..

 

 

Total time: 0.0412