شيع مئات الآلاف من أبناء الشعب اليمني اليوم الأربعاء في موكب جنائزي لم تشهده العاصمة صنعاء من قبل جثمان قائد محور سفيان وقائد اللواء 310 مدرع العميد الركن/ حميد  القشيبي ومرافقيه العقيد فهد المنقذي، والمساعد ملاطف المطري الذين استشهدوا برصاص مليشيات الحوثي المسلحة بمدينة عمران.

الموكب الجنائزي التاريخي الذي توافد إليه المشيعون من عدة محافظات يمنية امتد من ميدان السبعين وحتى مقبرة الشهداء في شارع خولان بالعاصمة صنعاء حيث ووري جثمان فقيد الوطن الذي حمل الوطن في حياته فتسابقت لحمله الأعناق ومثل استشهاده ميلاد جمهورية ثانية ستوقف زحف الإمامة وترسخ دعائم الوحدة اليمنية.

وقد تحول التشييع إلى موجة غضب شعبي أعاد إلى الأذهان البدايات الأولى لثورة الشباب السلمية، حيث هتف المشيعون لليمن وللجمهورية وأشادوا بتضحيات العميد القشيبي وكل من صمدوا معه في معركة الدفاع عن الوطن والشرف العسكري ووهبوا أرواحهم فداء لذلك.

كما ردد المشيعون شعارات تندد بالمؤامرة التي حصلت ضد اللواء 310 مدرع بمدينة عمران وتتعهد بملاحقة القتلة ومحاسبتهم ، رافعين في الوقت ذاته صور الشهيد القائد حميد القشيبي وعدد من شهداء الجيش وأعلام الجمهورية.

وكان من بين الشعارات : (جمهورية .. جمهورية .. لا إماميه لا كهنوتية، قلها يا شعب الايمان .. لا للظلم والطغيان، يا حوثي يا جبان أمريكا مش في عمران، وعهداً عهداً يا شهيد .. عن دربك لا لن نحيد، الشعب يريد وزير دفاع جديد...الخ".

وفي كلمة ألقاها أمام المشيعين قال نجل الشهيد القشيبي: " لقد شرَّفنا أبي بحياته، وزادنا شرفاً بموته، فنال شرف الشهادة وهو يدافع عن وطنه وكرامته وكرامة شعبه، متمسك بالعهد والوعد، ومصمم على الوفاء للقسم العسكري الذي قطعه على نفسه في الحفاظ على الثورة والوطن".

وأضاف:" لم يقتل والدي في كهف وهو يقود عصابات ومليشيات مسلحة متمردة خارجة على الدولة والشعب والوطن، وإنما قتل وهو باللباس العسكري يقود لواء من ألوية القوات اليمنية المسلحة السبتمبرية".

وأشار معاذ القشيبي إلى أن والده قتل غدرا وخيانة ، مؤكداً المضي على درب والده الشهيد والتمسك بحقهم في المطالبة بالتحقيق في هذه الجريمة الشنيعة، ومحاكمة القتلة وكل من يقفون ورائهم سواء بالتواطؤ أو تقديم الدعم  ، والاقتصاص له ولكل زملائه من ضباط وافراد اللواء 310.

وتطرق "معاذ" إلى الحديث عن حياة والده المليئة بالمواقف التاريخية والنضالات البطولية والتي قال بأنها كلها كفاح وعناء من أجل اليمن منذ أيام ثورة سبتمبر التي ختم حياته بالدفاع عنها ، وقدم دمه رخيصا من أجلها، مؤكداً وقوفه الدائم في صف الشعب وتأييده لحقوقه في العيش والحياة بكرامة.

إلى ذلك وصف البعض الحشود الكبيرة المشاركة في التشييع "بالطوفان البشري " الذي قالوا أنه يمثل محاكمة بالغة للقتلة والمتآمرين على دم الشهيد القشيبي ورفاقه، في حين اعتبر أخرون أن اليمن بأكمله قد خرج لتوديع العميد حميد القشيبي ومرافقيه وفاءً لتضحياتهم وصمودهم البطولي ضد أعداء الجمهورية الذين منحوا أنفسهم الحق الإلهي في التفرد بالأرض والسلطة وتقرير مصير البشر.