خطورة الاوضاع في اليمن ومحاولة قوى اقليمية زعزعة استقرار اليمن وتغيير الخارطة  السياسية لصالحها وفرض نظام سياسي موالي لهذه القوى عن طريق دعم جماعات موالية لها بالمال والسلاح والخبراء تشكل اكثر المخاطر التي تواجه النظام في اليمن ..

هناك فهم خاطئ من قبل هذه القوى لطبيعة تعامل السلطة اليمنية مع هذه الجماعات،  هذا الفهم الخاطئ جاء نتيجة مرونة السلطة وخاصة مؤسسة الجيش التي تعاملت مع توسع هذه الجماعات جغرافيا بقوة السلاح دون ان تستوعب ظروف المرحلة الحالية ،  لكن ما يجب ان تفهمه هذه الجماعات ان المرونة ليس ضعفا وقد اكد على ذلك رئيس الحمهورية  عبد ربه منصور هادي.

الاستمرار في ممارسة العنف يجب ان يتوقف اما بحكمة هذه الجماعات واما بفقدان صبر الدولة والرئيس ،  ليس هناك خيار اخر يؤدي للحفاظ على امن اليمن واستقراره بعد توافق كل القوى والتيارات على وثيقة الحوار الوطني التي تمثل الحل الآمن لليمن والقوى السياسية والجماعات.

يجب على السلطات ان تحدد موقف واضح وحازم من قضايا الانتهاك التي تستهدف منازعة بعض الجماعات للسلطة في ادارة وحدات الدولة المحلية في بعض المحافظات والمديريات،  وعلى السلطة مغادرة طابع المرونة المبالغ به بالتعامل مع الاعمال المسلحة للجماعات التي تحمل السلاح.

استقرار وامن اليمن يحتاج من كل الاطراف الخروج من المنطقة الضبابية والمواقف المزدوجة ومغادرة مواقف الانتقام والرضى بالانتقام او التشجيع عليه .

للاسف ..  الكل يتعامل مع المخاطر التي تواجه اليمن وامنها بعدم الجدية واستغلال هذه المخاطر لتوظيفها سياسيا وهو ما سيؤدي الى تآكل السلطة والنظام معا.

رئيس الجمهورية اعترف بهذه المخاطر واعترف بالقوة الاقليمية التي تمول زعزعة  الاستقرار في اليمن وهذا الاعتراف كافي ويجب ان يترجم الى مواقف وسياسات عملية.

كل الاطراف اعلنت تأييدها ومباركتها بمخرجات مؤتمر الحوار وعليها ان تبادر عمليا بالعمل على تطبيق تلك المخرجات ،  صحيح ان المبادرة العملية الاولى يجب ان تصدر من السلطة من اجل بناء الثقة عند كل الاطراف واسكات الاصوات التي تشكك بجدية قيادة المرحلة الحالية وانحيازها لصالح طرف على حساب طرف اخر ، وعلى كل الاطراف في السلطة وخارجها الابتعاد عن لغة النصر والهزيمة وان يكون الانتصار الوحيد هو لليمن وامنه واستقراره .

هناك من يتخوف من بعض المواقف الرسمية لاجهزة السلطة في تعاملها مع قضايا الامن وهذه المخاوف مشروعة خاصة اذا لم يكون هناك تأكيدات عملية بفرض القانون وتطبيق مخرجات الحوار دون انتقائية او تجزئة  بنود ونصوص مخرجات الحوار .

رئيس الجمهورية اشار الى التوظيف الاعلامي السلبي لقضايا اليمن وهذا واقع لا يمكن انكاره وكل الاطراف مساهمة في هذا التوظيف بطريقة مباشرة او غير مباشرة،  وان تدفق الاخبار والمعلومات في الفترة الاخيرة اصبح يشكل صورة غير واقعية ويجب على الكل الالتزام حتى ولو بالحد المعقول من المصداقية من اجل اتاحة الفرصة لتنفيذ مخرجات الحوار بشكل ايجابي والتشجيع على توفير مناخات آمنة وسليمة لتعبئة الرأي العام الذي يأمل بوطن آمن ومستقر والتوقف عن الاستهداف الاعلامي والاستهداف المضاد  ..

العيد فرصة للفرحة فل نحولها الى فرصة من اجل اعادة الامن والاستقرار ..