اخبار الساعة - صنعاء
أكدت مصادر وثيقة الاطلاع لـ "أخبار اليوم" أن وزير الداخلية اللواء الركن والدكتور/ عبده الترب قدّم في الأيام الماضية استقالته للرئيس الجمهورية المشير/ عبدربه منصور هادي.
وأوضحت المصادر أن استقالة الوزير الترب التي تقدم بها مؤخراً للرئيس جاءت احتجاجاً على تساهل سلطات الدولة ــ وفي مقدمتها مؤسسة الرئاسة والمؤسستين الأمنية والعسكرية ــ تجاه الانتشار الكثيف لمليشيا جماعات الحوثي المسلحة وسيطرتها على منافذ ومداخل العاصمة صنعاء تمهيداً لإسقاطها عسكرياً وأمنياً بيد جماعة الحوثي المسلحة دون أن تقوم السلطات بواجبها ووصلت في بعض الأحيان إلى منع الأجهزة الأمنية من القيام بدورها المنوط بها في التعامل مع أي مخاطر تهدد أمن واستقرار العاصمة صنعاء وبقية محافظات الجمهورية.
وأفادت المصادر ــ التي فضلت عدم الكشف عن هويتها كونها غير مخولة بالحديث لوسائل الإعلام ــ أن الوزير الترب قدّم استقالته وغادر اليمن واتّجه إلى السعودية لأداء العمرة, وتأتي استقالة الوزير الترب بعد أقل من أسبوعين من إعلان وزارة الداخلية عن نقل صلاحيات الوزير والخاصة بالحزام الأمني للعاصمة وتشكيل لجنة لنائبه اللواء الركن/ ناصر لخشع, وتشكيل لجنة برئاسة الأخير تتولى جميع المهام الأمنية داخل العاصمة, الأمر الذي اعتبره مراقبون توجُّهاً لدى الرئيس هادي لسحب صلاحيات الوزير وتمكين نائبه منها, رغم إعلان الداخلية في حينه أن الوزير هو من وجّه بنقل الصلاحيات لنائبه.
من جانب آخر أكدت مصادر محلية بمديرية الحيمة التابعة لمحافظة صنعاء سقوط موقع "القرن" العسكري (أحد المواقع الاستراتيجية المسيطرة على طريق صنعاء ـ الحديدة الاستراتيجي) بأيدي عناصر جماعة الحوثي المسلحة فجر أمس الجمعة.
وكشفت المصادر أن مليشيا جماعة الحوثي قامت بعد منتصف ليل الخميس المنصرم بمحاصرة موقع "القرن" الذي تُرابط فيه وحدة تابعة لقوات العمليات الخاصة التي كانت تُعرف باسم "القوات الخاصة" مشيرة إلى أن عناصر الحوثي المسلحة قامت بعد ذلك الحصار بمهاجمة الموقع وإصابة اثنين من الجنود المتواجدين فيه, ولم يقم الجنود الذين في الموقع بالرد على هجوم عناصر جماعة الحوثي المسلحة واكتفوا بالانسحاب من الموقع وتسليمه دون أي مقاومة لمليشيا جماعة الحوثي, لافتةً إلى أن اشتباكات طفيفة جداً حدثت أثناء الهجوم من قبل الحوثيين أسفرت عن إصابة جنديين هما من أبناء الحيمة؛ لينسحب بعد ذلك الجنود من الموقع الاستراتيجي والذي توجد فيه ثلاث دبابات حديثة وعربتان مدرعتان, ودوشكا ومدفع هوزر وعدد من الهاونات, بالإضافة إلى أسلحة متوسطة وخفيفة خاصة بأفراد الموقع التابع للقوات الخاصة التي كان يقودها نجل الرئيس السابق السفير/ أحمد علي عبدالله صالح.
تجدر الإشارة إلى أن وزارة الدفاع وقوات الاحتياط لم تقم بأي إجراءات لاستعادة هذا الموقع الاستراتيجي ولا تزال حتى يومنا هذا السبت غير مكترثة بحادث سقوط الموقع وخضوعه لسيطرة مليشيا الحوثي أو حتى مطالبة مليشيا الحوثي بتسليم الموقع للقوات الخاصة وانسحابهم منه؛ الأمر الذي يعزّز التأكيدات حول تورط وتواطؤ قيادات في وزارة الدفاع وراء عملية التوسع المسلح لجماعة الحوثي وإخضاع مناطق جديدة لسيطرتهم وتواطؤهم أيضاً في السعي لإسقاط العاصمة بأيدي مليشيا الحوثي.