دأبت القاعدة في اﻷسابيع اﻷخيرة على القيام بأعمال استعراضية وتصويرها بالفيديو عالي الوضوح والتي تهدف من ورائها إلى إبهار الشارع اليمني والعالمي بقدراتها وإرعاب أفراد الجيش واﻷمن.
لكن ماقامت به من ذبح الجنود في سوق مدينة الحوطة بحضرموت وتصويره وبثه سيتجاوز حد اﻹبهار واﻹرعاب إلى الصدمة والذهول واﻻشمئزاز؛ومن ثم سيخلق ردة فعل مضادة لدى الشارع ولدى أفراد الجيش واﻷمن تدفعهم إلى الرغبة في اﻻنتقام و الثأر ممن يذبح كرامة اﻹنسان المسلم وحقه في الحياة لمجرد أنه يقوم بواجبه وفقا لما يمليه عليه الشرع والقانون.
لم يكن جلال بلعيدي ورفاقه يدركون أثناء قيامهم بجريمتهم ماسيخلفه عملهم من ردة فعل ضدهم .
لقد كانوا واقعين تحت تأثير نشوة نصر مزيف على جنود عزل كانت أمهاتهم وأبناؤهم في انتظارهم .
ومما عزز تأثير تلك النشوة بذلك النصر المزيف غزوة مدينة القطن ونهب بنوكها ومكاتبها الحكومية.
سيبدأ الشارع اليمني عامة والشارع الحضرمي خاصة في اﻹفاقة من هول الصدمة ؛ وستبدأ ردة الفعل بالتشكل خﻻل اﻷيام و اﻷسابيع القادمة؛ ذلك أنه ﻻتخلو قرية في اليمن كلها من موظف في الجيش واﻷمن تستهدفه القاعدة بسكينها.
سيدرك جﻻل بلعيدي ورفاقه بعد فوات اﻷوان أنهم وضعوا حد السكين على رقابهم عندما وضعوها على أعناق الجنود المسلمين الذين ينتمون إلى الشعب اليمني المسلم ولم يأتوا من نيويورك أو لوس أنجيلوس ؛ وعندها لن تنفعهم التبريرات أو حتى اﻻعتذار .
فهل ستكون الرئاسة والدفاع والداخلية واﻹعﻻم والحكومة على مستوى الحدث ؟