أخبار الساعة » السياسية » اخبار اليمن

العرب اللندنية تكشف عن تفاصيل جديدة لأحداث سيئون وتعتبرها تحول استراتيجي خطير لقاعدة اليمن

- صنعاء

 اعتبرت صحيفة صادرة من لندن أن الجريمة التي استيقظ اليمنيين على وقعها امس جراء إعدام تنظيم القاعدة في محافظة حضرموت لأربعة عشر جندياً في خطوة تعكس تحولا في درجة التوحش لدى التنظيم أسوة بمجازر داعش في العراق.

وأوضحت صحيفة العرب اللندنية أن اليمنيين استيقظوا على وقع صدمة جديدة لم يسبق ان شهدوها من قبل ان يقدم عناصر القاعدة على ارتكابها ما يعطي مؤشرا عن تحول هذا التنظيم وميلانه اكثر نحو التوحش منذرة بمجازر اكثر بشاعة اذا لم يتم التخلص من هذا التنظيم الارهابي

وذكرت الصحيفة ان التنظيم وزع عبر وسائله الإعلامية شريطا مصورا يظهر ذبح الجنود الذين تم إنزالهم من إحدى حافلات النقل العسكرية كانت متوجهة إلى صنعاء ،في محاولة منه لبث الرعب والخوف لدى الجنود الذين يخوضون معه معارك شرسة في حضرموت منذ ايام.

وطبقا لمصادر تحدثوا للصحيفة فإن الجنود كانوا في طريقهم إلى صنعاء لقضاء إجازتهم قبل أن تستوقفهم نقطة تفتيش تابعة للقاعدة وتقوم بفحص هوياتهم قبل إنزالهم ونقلهم إلى منطقة شبام -حضرموت حيث تم إعدامهم جميعاً.

وأظهرت المقاطع مجدداً القائد العسكري لأنصار الشريعة جلال بالعيدي الذي ظهر طوال الأيام الماضية في عدد من مناطق حضرموت (شمال شرق) عقب كل عملية كان ينفذها التنظيم .

وبررت القاعدة إعدامها للجنود بأنهم تابعون للحركة “الحوثية” وقالت إن هذه العملية ردّ على ما أسمته “محاربة أهل السنة في حضرموت”.

وينتمي الجنود الذين تم إعدامهم للواء 135 الذي خاض مواجهات عنيفة مع “القاعدة” في عدد من مناطق حضرموت مثل سيئون والقطن والتي أدت إلى مقتل 18 من عناصر التنظيم وأسر آخرين خلال الأيام الماضية.

ويعتبر مراقبون أن إعدام الجنود بهذه الطريقة يعد نقطة تحول غير مسبوقة في طريقة قاعدة اليمن في التعامل مع الجنود الأسرى، حيث أقدم التنظيم في مرات سابقة على إطلاق سراح الجنود الذين تم أسرهم في مواجهات في أبين وشبوة.

وظهر بالعيدي نفسه في مقاطع مسجلة سابقاً يتحدث لجنود أسرى قبيل إطلاقهم محذراً من عودتهم للانخراط في صفوف الجيش مرة أخرى .

ورجحت مصادر مطلعة صحيفة "العرب " اللندنية، أن يكون جلال بالعيدي أحد قادة القاعدة في اليمن الذين انشقوا عن صفوف التنظيم وقاموا بمبايعة أبي بكر البغدادي زعيم ما يسمى “الدولة الإسلامية ” في العراق وسوريا .

ويحاول تنظيم القاعدة في اليمن محاكاة تجربة “داعش” في العراق من خلال استحضار البعد الطائفي واتهام عناصر الجيش بالحوثية في محاولة للحصول على التأييد الشعبي.

كما أظهرت عملية إعدام الجنود ذبحاً بالسكاكين سعي القاعدة إلى بث الخوف في صفوف الجنود الذين يقاتلون التنظيم في عدد من مناطق اليمن.

لكن متخصّصين في شؤون القاعدة باليمن يرون أن مثل هذه التحولات العنيفة في سلوك التنظيم قد تأتي بنتائج عكسية نظرا لغياب الاحتقان الطائفي في المشهد اليمني على خلاف المشهد العراقي المحتقن طائفيا بفعل سياسات حكومة نوري المالكي المرتهنة لإيران.

وتوقع المتخصصون بأن تتسبب تلك الأعمال في انحسار التعاطف الشعبي مع التنظيم المتشدد في بعض المناطق القبلية إضافة إلى تحول نوعي في العقيدة العسكرية لدى الجندي اليمني القائمة على استسهال الصراع في السابق.

واستغل المتشددون فراغا سياسيا بعد عام 2011 في اليمن وسيطروا على عدة بلدات ومناطق جنوبية لكن هجوما شنه الجيش بدعم من الولايات المتحدة أوقف تقدمهم.

وحاول المتشددون خلال الشهور القليلة الماضية إحكام سيطرتهم على مناطق نائية ومضطربة في شرق اليمن مثل وادي حضرموت. وفي سيئون وزعت الجماعة المتشددة منشورات تشير إلى عزمها إقامة إمارة إسلامية وتحذر النساء من الخروج دون محرم.

Total time: 0.0543