أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

استهتار الحاكم ..نتيجة تأخر مصالحة المؤتمر والإصلاح

- وضاح حسين المودَّع

حين يقتل جنود الجيش ذبحاً بالسكين ويتم تصوير المجزرة ثم لا يصدر رئيس النظام ونائبه وزير دفاعه سوى البيانات،حين تسقط مدن معسكرات بكل أسلحتها بيد ميليشيات، حين يصبح اليمني خائفاً من قادم أيامه لأنه قد يكون فيها إما قتيلاً أو أسيراً أو نازحاً أو فقيراً فأعلم أنك أمام رئيس مستهتر بشعبه نتيجة عدم وجود قوى وأحزاب متحالفة في القواسم العامة لمصلحتها أولاً ثم لمصلحة البلد والعملية الديمقراطية.

لن يستقيم الحال في اليمن إلا بمعارضة قوية للأفعال الصبيانية التي تمارسها السلطة الحاكمة للبلد (سلطة بيع وهم الأقاليم) ومنذ قبل الحزبين الرئيسيين في اليمن المؤتمر والإصلاح أن يصيرا تحت إبط رئيس النظام موظفين لديه بدرجة مستشارين وبزعم التوافق فسدا وفسدت اليمن وتغول الحاكم وظن أنه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير.

أشهر مضت منذ كتبت حاثاً المؤتمر والإصلاح على عدم الفجور في الخصومة التي ستؤدي في الأخير إلى زوالهما على يد نظام الأقلية الدثينية وحلفائه مليشيا حكم البطنين ، وكان سقوط عمران بمثابة صعقة كهربائية للحزبين كي يفكرا بإنهاء حماقة الخصومة فيما بينهما التي استفاد منها البدو الذين وصلوا إلى السلطةفي غفلة من التاريخ وبسبب أن المؤتمر يردد(( هنيئاً لبدو دثينة ولا يأخذها الإصلاح وعلي محسن وحميد))) ومثله يردد الإصلاح وعلي محسن وحميد((هنيئاً لهم ولا يرجع علي عبدالله صالح والمؤتمر))

حماقة ليست من السياسة في شيء بل هي خدمات مجانية لأقلية الأقلية الجنوبية أي زمرة 86 الهاربة من الجنوب ذو الأقلية العددية مقارنة بالشمال.

يتفتت الحزبان منذ سنة ونصف رغم أنهما نظرياً في السلطة والسبب أنهما سلما رقابهما لمن لا يرقب فيهما إلاً ولا ذمة ويتلذذ بخلافاتهما فهو لا يمكن أن يستمر في السلطة ولو لأسبوع لو أدرك حزبا الأغلبية العددية الشمالية أنهما هما الممثلين للأغلبية وهما مركزي القوة الحقيقية في البلد، وكان تدخل السعودية اللاعب الإقليمي الأبرز في الساحة اليمنية بعد سقوط عمران وارسال الحمدان رئيس اللجنة الخاصة خطوة أولى لكنها لم تكتمل بسبب استيعاب عبدربه ونظامه الدثيني لخطورة التقارب بين الحزبين ومحاولته إفساد التقارب عبر مسرحية السلام ورد السلام يوم صلاة العيد ، لا يخاف الرجل من شيء خوفه من صحوة حزبي ساحة الشمال ذو الأغلبية التي تزيد عن 20مليوناً.

يتضايق البعض حين نردد مصطلحات الشماليين لكن حين ترددها سلطة دثينة وتجعلها مصدر بقاءها لا يتبرمون رغم أن المروج الرئيسي لخرافة القضية الجنوبية هو نظام الزمرة والتي تحقد على الشماليين وتتعامل معهم باستخفاف حين يقتلون وذلك تأكيداً منها لرد جميل الاستضافة حين هربت في يناير 86 ولولا شراء نظام الشمال لهم ملابس على حسابه لظلوا لشهور لابسين (الميري الكاكي بدون رتب والشنابل)).

أن الأوان للمؤتمر أن يتعامل مع عبدربه باعتباره من يفتته ويشق صفه ويغلق قناته التلفزيونية ويؤخر على أعضاءه المرتبات وإيجارات مقاره ويستميل أعضاء أمانته العامة ويجعلهم خصوماً لحزبهم ومالم يدرك المؤتمر أن أوجب الواجبات هو خلع عبدربه من الحزب وتركه دون غطاء هو أهم وسائل إنقاذ الحزب من الهلاك فإن المؤتمر سيفنى ، كذلك الإصلاح مالم يدرك أن المؤتمر أقرب له من نظام دثينة مخترع أكذوبة الأقاليم التي ستمدد بقاءه في السلطة فإن الإصلاح زائل لامحالة  مالم يدرك الشماليون أنهم هم أغلبية سكان اليمن وأن تصالحهم أوجب الواجبات لبقاء بلدهم فإن قادم أيامهم حروب غير منتهية ولن يغني عنهم دستور خرافة الأقاليم شيئاً فمن يفشل في بناء دولة مركزية واحدة ينتحر في دولة الأقاليم، ومالم ندرك ذلك سيظل الرئيس يستهتر بنا وبدولتنا .

Total time: 0.046